صحافة دولية

نيويورك تايمز: كيف تنظر واشنطن لتعيين ليبرمان في الدفاع؟

نيويورك تايمز: تعيين ليبرمان وزيرا للدفاع سيحول أي عملية تقارب مع الفلسطينيين إلى "مسخرة"- أ ف ب
نيويورك تايمز: تعيين ليبرمان وزيرا للدفاع سيحول أي عملية تقارب مع الفلسطينيين إلى "مسخرة"- أ ف ب
عبرت صحيفة "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها، عن دهشتها من اختيار اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان وزيرا للدفاع، خلفا للوزير المستقيل موشيه يعلون.

وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أن "وظيفة ليبرمان القصيرة السابقة بصفته وزيرا للخارجية كانت كارثة للعلاقات الإسرائيلية الأمريكية، ولم ترحب واشنطن به؛ بسبب مواقفه المتطرفة من الفلسطينيين والمستوطنات والنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، فيما عده الفلسطينيون مسمما للعلاقات".

وتورد الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عرض على ليبرمان منصب وزير الدفاع، الذي يعد ثاني أهم منصب في الحكومة الإسرائيلية، وله دور مهم في التعامل مع الولايات المتحدة والفلسطينيين، مشيرة إلى أن سبب ذلك هو محاولة نتنياهو تقوية ائتلافه.

وتقول الافتتاحية: "قد يظن نتنياهو أن حاجاته الأساسية أهم من العلاقات مع إدارة أوباما، التي تقترب من نهايتها، وتميزت بالتوتر؛ بسبب توقيع الاتفاق النووي مع إيران، إلا أن الإدارة قامت على الأقل بتطوير علاقة عمل مع يعلون، الذي يملك شخصية صارمة لكنها براغماتية، والذي استقال عندما علم بالعرض المقدم لليبرمان". 

وترى الصحيفة أن توقيت "التغيير في الحرس القديم يأتي في مرحلة حساسة، خاصة أن الاتفاق الحيوي للدفاع لمدة عشرة أعوام، الذي يحدد مستويات جديدة للدعم الامريكي لإسرائيل، وصل إلى مراحله الأخيرة من المفاوضات".

وتعتقد الافتتاحية بأنه "من الصعب تخيل حدوث تقدم في محادثات السلام في المستقبل القريب، ولعدد من الأسباب، ومن المستحيل تخيل علاقات إسرائيلية متطورة، إن لم تتراجع مع وزير دفاع هدد مرة بقصف غزة أو نسف سد أسوان في حال اندلعت حرب مع مصر، وتراجعت علاقات ليبرمان مع المؤسسة العسكرية عندما دافع عن جندي اعتقل بسبب إعدامه جريحا فلسطينيا".

وتلفت الصحيفة إلى أن تعيين ليبرمان سيحول أي عملية تقارب من الفلسطينيين إلى "مسخرة"، حيث استقال من حكومة نتنياهو العام الماضي؛ بسبب فشل الأخير في تدمير حركة حماس في غزة، ولعدم بناء مستوطنات أكثر في الضفة الغربية، ودعا إلى إلغاء اللغة العربية بصفتها لغة رسمية في إسرائيل بعد اللغة العبرية، وطالب بإعدام من يثبت تورطه بأعمال إرهابية.

وتفيد الافتتاحية بأنه حتى نتنياهو لا يؤمن بأن ليبرمان هو الشخص المناسب للوظيفة، أو على الأقل حتى وقت قريب، عندما  وصفه بالقول: "ليبرمان يكرهني، ويحاول تشويه سمعتي، وهو رجل خطير، لن يتورع عن فعل أي شيء".

وتستدرك الصحيفة بأن نتنياهو يعتقد الآن أن تحقيق السلام لائتلافه الهش، الذي يحظى بأغلبية قليلة من صوت واحد في الكنيست، أهم من وضع منافس له وزيرا للقوات الأمنية، ما يزيد توترا في العلاقات مع واشنطن.

وتقول الافتتاحية: "ربما اعتقد نتنياهو أن حل الدولتين للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وإنشاء دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، بحسب ما تطالب الإدارة الحالية، باتا بحكم الميت فعليا في الوقت الراهن، وقد يحصل على صفقة أفضل من الرئيس المقبل". 

وتختم "نيويورك تايمز" افتتاحيتها بوصف مقامرة نتنياهو بالخطيرة والمثيرة للسخرية، حيث إن "الرئيس المقبل لن يتخلى عن دعم حل الدولتين، ولن يتم تعزيز موقع إسرائيل في واشنطن، من خلال وزير دفاع على طرف النقيض مع المؤسسة العسكرية الإسرائيلية".
التعليقات (0)