كشفت صحيفة "صاندي تايمز" عن اللحظات الأخيرة لركاب الطائرة
المصرية، التي تحطمت صباح الخميس فوق البحر المتوسط، وقتل كل من كان على متنها، وعددهم 66 راكبا، بمن فيهم طاقمها.
وكتب كل من ماثيو كامبل ولويز كلافتات تقريرا، قالا فيه إن "الدمى كانت ملقاة في غرفة النوم، وليس هناك صوت أطفال، لكن هناك شعور باليأس لدى جدة محمد (ثلاث سنوات) وشقيقته جمانة، التي ولدت قبل أربعة أشهر، بأنهما لن يعودا إلى البيت، ولن يعود والداهما فيصل بليتشي (39 عاما) ووالدتهما نهى سعودي"، الذين قضوا جميعا في الحادث على ما يبدو.
وذكرت الصحيفة أن هذه العائلة، الجزائرية الأصل، كانت من ضمن 66 راكبا من المفقودين اليوم، بعد اختفاء طائرة مصر للطيران؛ التي كانت متوجّهة من باريس إلى القاهرة.
وقد أعرب فاروق، أحد أقرباء العائلة المنكوبة، عن حزنه لهذا المُصاب، مؤكّدا أن فيصل وعائلته كانوا أناسا طيبي القلب، ولطالما كانوا يمدّون يد المساعدة لجيرانهم وأصدقائهم.
وأشارت الصحيفة إلى أنه فور انتشال سفن وطائرات الإنقاذ لأجزاء من حطام الطائرة المنكوبة من بحر إيجة الجنوبي، بدأت تفاصيل اللحظات الأخيرة تظهر شيئا فشيئا؛ حيث أكّد المحققون أنه تمّ إطلاق أجهزة إنذار الدخان لمدة ثلاث دقائق، قبل أن تواجه الطائرة مصيرها المحتوم وتسقط في البحر من ارتفاع 37 ألف قدم. لكن هذه التفاصيل لم تقدّم للمحققين إجابات شافية حول ما إذا كان السبب وراء سقوط الطائرة عطل تقني أم عملية إرهابية.
وأضافت الصحيفة أن وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك أيرولت، كان قد اجتمع مع حوالي 100 فرد من عائلات الضحايا للتعبير عن "تعاطفه العميق" إزاء الحادث الذي تعرّض له ذووهم، وصرّح بأن "كلّ الفرضيات تمّ أخذها بعين الاعتبار، إلا أنه لا يمكن ترجيح أي فرضية عن أخرى إلى حين الانتهاء من التحقيق".
وتجدر الإشارة إلى أنه عُثر على ملابس، وحقائب يد، وبطانية طفل رضيع، فضلا عن سترات نجاة، ومقاعد للطائرة وأطراف بشرية، وذلك وفقا للصور التي نشرها المتحدّث باسم الجيش المصري على حسابه على فيسبوك .
وقد تمّ نقل كل ما عثر عليه إلى ميناء الإسكندرية. ومن المرجّح أنه فور العثور على التسجيلات الصوتية وقاعدة بيانات الطائرة التي يتم البحث عنها في أعماق البحر الأبيض المتوسط، سيتمّ التوصل إلى الحقيقية الكاملة وراء ما حدث خلال تلك الرحلة.
وأفادت الصحيفة أن الطائرة أقلعت من مطار شارل ديغول الفرنسي في تمام الساعة العاشرة وتسع دقائق ليلا بتوقيت غرينتش، وطارت في حدود الساعة الواحدة بعد منتصف الليل فوق اليونان حيث بدا كل شيء طبيعي. لكن عند الساعة الواحدة وتسع وعشرين دقيقة، انعطفت الطائرة عن مسارها بحوالي 90 درجة ونزلت لارتفاع 15 ألف قدم فقط، قبل أن تختفي من شاشات الرادار دون سابق إنذار.
ونقلت الصحيفة أنه على الرغم من سرعة تحطم الطائرة، إلا أنها أرسلت رسائل تحذير قبل سقوطها بدقائق تفيد بأن الدخان قد بدأ يتصاعد من غرفة الحمام الأمامي، ومن المقصورة الموجودة تحت قمرة القيادة؛ التي تحتوي على جزء مهم من نظام التحكم في الطائرة. وقد أفادت رسائل أخرى بأن نافذة قمرة القيادة قد فُتحت وأن هناك مشاكل في أنظمة التحكم بالطائرة.
وفي هذا السياق، صرّح المحلل والمدير التنفيذي لإحدى شركات الطيران، روبرت مان فقال إن "الأمور قد بدأت تتّضح شيئا فشيئا". وأضاف أن "الطائرة كانت تحلق بالسرعة القصوى وعلى ارتفاع شاهق، وفي هذه الظروف يفضل قادة الطائرة، عادةً، الاعتماد على الطيار الآلي لأنه إذا ما فقدوا السيطرة على الطائرة في "زاوية النعش"، كما يسمونها، فإنه سيكون من الصعب استعادتها.
وذكرت الصحيفة أن مطار شارل ديغول يعدّ أحد أكثر المطارات أمنا بفضل نظم المراقبة المحكمة التي يفرضها؛ ففي أعقاب الهجمات التي استهدفت العاصمة باريس خلال العام الماضي، تمّ الاستغناء عن خدمات العشرات من عمّال المطار الذين ظهرت عليهم علامات التطرف؛ مثل عدم الرغبة في مصافحة زميلاتهم، كما تبيّن لاحقا أن 15 عاملا منهم كانوا يمثلون تهديدا إرهابيا محتملا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشرطة الفرنسية شاهدت جميع أشرطة المراقبة التي صورت الطائرة المصرية قبل مغادرتها المطار، وذلك بهدف معرفة ما إذا قام أحدهم بوضع قنبلة أو أجزاء قنبلة في الطائرة. لكن تبيّن، من خلال كاميرات المراقبة، أنه لم يتمّ تفتيش الطائرة لأنه ببساطة لا يوجد الكثير من الوقت للقيام بعمليات المراقبة والتفتيش، خاصة وأن شركات الطيران هدفها الأول تحقيق أكبر عدد ممكن من الرحلات في وقت قصير.
وفي الختام، بينت الصحيفة أن الركاب الذين كانوا على متن الطائرة هم من مختلف البلدان والجنسيات، من بينهم 30 مصريا تقريبا و15 فرنسيا، فضلا عن أشخاص آخرين من أوروبا وإفريقيا وكندا، ومن بلدان الشرق الأوسط، بالإضافة إلى طاقم الطائرة.