ملفات وتقارير

القدس.. تصاعد عمليات التهجير وهدم المنازل

منسق الأمم المتحدة: هدم المنازل في القدس ينفذ على أسس قانونية زائفة- مركز كيوبرس
منسق الأمم المتحدة: هدم المنازل في القدس ينفذ على أسس قانونية زائفة- مركز كيوبرس
مع كل عملية هدم تقوم بها آليات الاحتلال الإسرائيلي لبيوت الفلسطينيين بمدينة القدس المحتلة؛ يزداد عدد العائلات المشردة، وتتجلى أكوام ركام بيوت كانت تؤوي أطفالا بريئين؛ لم يدركوا بعد حجم نكبتهم الجديدة، ولا أين ستلقي بهم مخططات الاحتلال.

وهدمت جرافات الاحتلال في اليومين الماضيين ثلاثة منازل، أحدها لعائلة طوطح بحي الصوانة، والثاني لعائلة التوتنجي بحي واد الجوز قرب سور مدينة القدس التاريخي، والثالث لراجح الهوارين بمنطقة شعفاط شمال القدس، وجميعها هدمت بحجة البناء بدون ترخيص.

وكان منسق الأنشطة الإنسانية والإنمائية للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، روبرت بيبر، قال إن "عمليات الهدم في الأسابيع الستة الأولى من عام 2016، بلغت حدا مثيرا للفزع".

وأوضح في بيان سابق له، أن "ما يزيد على 400 فلسطيني هُجروا من ديارهم، بينهم 219 طفلا، وهو ما يعادل أكثر من نصف العدد الإجمالي للفلسطينيين المهجرين في 2015".

وأضاف بيبر أن قوات الاحتلال "هدمت أو فككت أو صادرت في الفترة ما بين 1 كانون الثاني/ يناير، و15 شباط/ فبراير 2016، 283 منزلا ومباني أخرى"، مشيرا إلى أن "معظم عمليات الهدم تنفذ على أسس قانونية زائفة، كالقول بأن أصحاب المباني لا يملكون تصاريح بناء، علما بأن 1.5 بالمائة فقط هم من يحصلون على تراخيص بناء؛ من بين طلبات الفلسطينيين المقدمة للحصول على ترخيص".

طرد السكان العرب

ويقول الخبير في الاستيطان والخرائط، خليل التفكجي، إن سياسة هدم المنازل وسحب الهويات في مدينة القدس "ليست جديدة، فقد بدأ الاحتلال بها منذ عام 1967، لصالح هدف استراتيجي؛ هو تقليص عدد السكان العرب من إجمالي السكان في مدينة القدس إلى 22 بالمئة".

وأضاف لـ"عربي21" أن عدد المنازل التي هدمت في مدينة القدس منذ 1967، تجاوزت الخمسة آلاف منزل، مؤكدا أن عام 2016 شهد "ارتفاعا كبيرا في نسبة هدم المنازل بمدينة القدس بحجج مختلفة".

وأوضح التفكجي أن "الصراع في مدينة القدس يسير في اتجاهين؛ جغرافي، وديمغرافي"، لافتا إلى أن الاحتلال "حسم الصراع الجغرافي، ويريد الآن  أن يحسم الصراع الديمغرافي (السكاني)، ليصل إلى مرحلة المفاوضات النهائية حول القدس وهو منتصر في الاتجاهين؛ باعتبار أن القدس غير قابلة للتفاوض أو التقسيم، وهي عاصمة للدولة العبرية".

تمدد يهودي

من جانبه؛ أكد المحامي المختص في قضايا القدس، خالد زبارقة، أن الاحتلال "حسم أمره بشأن مدينة القدس المحتلة، فهو لا يريد أن يرى فيها أي فلسطيني، ولأجل ذلك يعمل قادة الاحتلال على تنفيذ هذه السياسية الخطيرة جدا؛ بإحكام شديد، ومنهجيه واضحة، وفي هذا الإطار تأتي جريمة هدم منازل المقدسيين".

وحذر في حديثه لـ"عربي21"، من خطورة ما يقوم به الاحتلال من "العمل على الحد من الوجود الفلسطيني، والإفساح للتمدد اليهودي الاحتلالي في القدس، وسيطرته على منازل المقدسيين وأراضيهم، وتحويلها إلى محميات طبيعية، أو حدائق دينية".

وأشار إلى أن الاحتلال "يعمل على زراعة المستوطنين داخل الأحياء العربية بالقدس، بهدف إحداث تغيير تدريجي في طابع تلك الأحياء؛ من عربي إسلامي إلى يهودي"، معربا عن استغرابه من "انعدام الفعل الفلسطيني الرسمي تجاه ما يحدث من انتهاكات يومية في القدس".

وقال زبارقة: "أستغرب أكثر حينما أرى إصرار السلطة الفلسطينية على استمرار التنسيق الأمني مع الاحتلال، وهو الإجراء الذي يهدف إلى السيطرة على الفلسطينيين؛ لمنعهم من أي ردة فعل على جرائم الاحتلال".
التعليقات (3)
القدس المحتلة
الخميس، 19-05-2016 02:00 م
حرب الاحتلال على أهلنا بالقدس لا تتوقف وتتصاعد ..... اعتقال الاطفال .. منع المصلين من الوصول للاقصى .. الاستيطان .. مصادرة الاراضي .. الاعتداء اليومي على المقدسيين .. ضرب اقتصاد القدس ... نزع الهوية المقدسية .. سرقة البيوت .......
ام عبد الرحمن
الخميس، 19-05-2016 01:56 م
القدس ليس لها إلا أنت يارب ..
أحمد
الخميس، 19-05-2016 01:55 م
حسبنا الله ونعم الوكيل