سياسة عربية

بعد تكدّس المعتقلين بسجون مصر.. "عايز أتنفس" حملة لإنقاذهم

الحملة لاقت رواجا كبيرا
الحملة لاقت رواجا كبيرا
"عايز أتنفس".. هذا المطلب البسيط الذي قد لا يفكر أحد منا في يوم من الأيام أن يطلبه؛ لأنه بطبيعة الحال تحصيل حاصل، تحول إلى حملة عالمية بخمس لغات، تطالب بتحسين الأوضاع داخل المعتقلات في مصر، فأقل الأمور العادية للإنسان محروم منها السجناء السياسيون في مصر، حتى التنفس.

وأطلق ناشطون مصريون هذه الحملة لـ"إنقاذ المعتقلين" من الموت جراء موجة الحر الشديدة التي تضرب البلاد حاليا، وأدت موجة شبيهة بها العامين الماضيين لوفيات بالسجون المصرية.

ولاقت الحملة التي حملت عنوان "أنقذوا معتقلي مصر من الموت خنقا"، رواجا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقالت الحملة في بيان: "في حين يعاني العديد من الحرارة المرتفعة.. الحر يلقي بناره على من هم في سجون الدولة المصرية، حيث يتكدسون كأكوام من اللحم في زنازينهم الضيقة".

وترجم بيان الحملة الإنسانية لإنقاذ السجناء السياسيين في مصر، إلى 4 لغات بخلاف العربية، وهي الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية. وتم إطلاق هاشتاغ (وسم)، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، تحت عنوان #عايز_أتنفس، #مسجون_مخنوق.

ظروف مأساوية



"في الحر دا واحنا في المعتقل ..كنا بنقعد بالقطم الداخلية، وجسمنا كله شلالات عرق.. وكنا بنقسم نفسنا مجموعات تهوية بالفوط والملايات! ورغم كده كان كل شوية حد يقع مغمى عليه من ضيق التنفس، ونطلع نجري نخبط على باب الزنزانة عشان يفتحوا يطلعوه ياخد نفسه. أول ما روحت قالولي الزنزانة دي مات فيها 3 قبل كده من الحر، وفي الفترة اللي قضيتها مات واحد في الزنزانة اللي جنبنا!".

هذا ما يشرحه عمرو جمال، أحد المعتقلين السابقين عن الظروف المأساوية التي يعيشها معتقلو مصر، حيث يتكدس العشرات في غرف صغيرة تحتمل في وضعها نصف الموجودين فيها، بحسب ما يقول المعتقلون وذووهم.

تنقل الحملة عن معتقلين أفرج عنهم أن "نظام سجون الدولة المصرية يكدس المعتقلين في الزنازين -كنوع من تأديب سجناء الرأي خاصة- فالزنزانة التي تتسع لـ20 شخصا، يوضع فيها ضعف هذا الرقم، حتى يصبح التنفس أمرا شبه مستحيل".

وأوضحت أنه "في بعض الزنازين لا توجد أي تهوية، سوى شباك صغير في سطح الزنزانة، لا يرحم المعتقلين الذين يأخذون دورهم في النوم أو الوقوف؛ بسبب التكدس"، مشيرين إلى أن "قلة التهوية تتسبب في أزمات صدرية لأغلبهم".

وأكدت الحملة أن العديد من المنظمات "حاولت المساعدة بجلب المرواح للزنازين، إلا أن إدارة السجن لا تسمح بدخولها بانتظام، وإنما بحسب هواها".

أهالي المعتقلين

لا تقتصر المعاناة على المعتقلين داخل السجن فقط، فرحلة العذاب تمتد إلى خارجه، إلى أهالي وذوي المساجين، الذين قد يجلسون لساعات طويلة تحت الحر الشديد، على أمل اللقاء بأبنائهم، وغالبا ما يضيع أملهم أدراج الرياح.

ليس الأمل ما يضيع فقط، بل الأرواح أيضا، حيث توفي والد معتقل في سجن برج العقرب، "نتيجة الزحام والاختناق والانتظار لفترات طويلة في الشمس أثناء الزيارة".

وأعلن عن وفاة المسن عبد العزيز عبد العاطي السريحي، والد المعتقل محمود، المعتقل في القضية المعروفة إعلاميا بـ"عسكرية 507"، أثناء زيارة نجله بسجن برج العرب.

عريضة عالمية



وعبر موقع "avaaz"، أطلق النشطاء حملة لجمع التوقيعات؛ بهدف إيقاف تعذيب المعتقلين في السجون المصرية، ومطالبة مجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة بالتدخل لوقف الانتهاكات ضد حقوق الإنسان في السجون المصرية.

وطالب الموقعون في الحملة منظمات المجتمع المدني المصرية والدولية بمقاضاة كل من يثبت تورطه في تعذيب الشعب المصري، وتقديمه للمحاكمات المحلية والدولية.

كما طالبت الحملة عائلات ضحايا التعذيب بتوثيق حالاتهم وإيصالها لكل المنظمات الحقوقية والإنسانية للقيام بما يلزم؛ حتى لا يفلت الجناة من العقاب.

يذكر أن منظمة "هيومان رايتس ووتش" قدرت عدد الذين قتلوا منذ تولي السيسي السلطة بحوالي 1150 شخصا، واعتقال 40 ألف شخص، مشيرة إلى أن 23 صحافيا يقبعون في السجون المصرية، وهو رقم يلي عدد المعتقلين في الصين. 


التعليقات (1)
Dr/Mohamed
الثلاثاء، 17-05-2016 04:00 ص
نظام المجرم السيسي لا يفهم غير لغة الدم ودين الإسلام ورب السماء صرح لنا الدفاع عن النفس والمال والعرض حمل السلاح هو الحل.