سياسة عربية

شيخ الأزهر يؤجل زيارته للسنغال خشية مناهضي الانقلاب

شيخ الأزهر أحمد الطيب- أرشيفية
شيخ الأزهر أحمد الطيب- أرشيفية
قرر شيخ الأزهر، أحمد الطيب، قصر الجولة الأفريقية التي كان مقررا له أن يزور فيها هذا الأسبوع كلا من نيجيريا والسنغال ومالي، على زيارة نيجيريا فقط التي يتوجه إليها اليوم الاثنين، على أن يتم تأجيل زيارته للسنغال ومالي، إلى أجل غير محدد.

وبينما قالت مصادر في المشيخة إن سبب التأجيل هو إعداد الزيارة للدولتين بشكل أفضل، فقد قالت مصادر أخرى إن السبب هو خوف شيخ الأزهر من مواجهة مناهضي الانقلاب، من علماء السنغال ومالي، وما قد يتعرض له من مفاجأة المواجهة، وإهانة المشيخة.

وأضافت المصادر أن جهازا أمنيا كبيرا أوصى شيخ الأزهر بتأجيل زياته إلى الدولتين، تلافيا للحرج الذي قد يتعرض له، شبيها بالحرج الذي تعرض له وفد العلماء المصريين، الذي زار السنغال في الأسبوع الماضي، وكاد يتعرض للطرد من البلاد، بتهمة تهديد الأمن القومي السنغالي، نظرا لموقفه المؤيد للانقلاب.

وأقرت وسائل إعلام قريبة من رئيس الانقلاب، بأن سبب التأجيل هو تجنب معارضي الانقلاب.

ونقلت عن مصدر "مطلع" قوله: "إن أعضاء جماعة الإخوان يسعون لتشويه صورة الأزهر، وممارسة الدعاية السوداء ضد زيارة شيخه المقررة لدول أفريقية"، بحسب قوله.

وأضافت أن النجاح الذي يحققه الأزهر خارجيا بدعوة علمائه إلى الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن، فضح كذب الإخوان في تراجع دوره، فقرروا أن يستخدموا بعض رجال الدول الأفريقية، ويبثوا مقاطع فيديو يروجون لها، بأن تلك الدول لا ترحب بوفد الإفتاء، والأزهر.

وأكدت أنه تم التوافق على تنظيم جولات عدة لشيخ الأزهر إلى نيجيريا ومالي والسنغال وفرنسا، في الشهر الجاري، لمقابلة الشخصيات السياسية ورجال الدولة وشباب الجامعات، لتأكيد أن الإسلام بريء من الأعمال الإجرامية والجماعات المتطرفة، لكن الأحداث الأخيرة تسببت في تعديل موعد الزيارة للسنغال ومالي.

وشددت على أن زيارة تلك الدول كانت ضمن جولة تم الإعداد لها منذ قرابة الشهر، من أجل نشر مفاهيم الدين الوسطية، وتصحيح المغلوط منها، وأنه تم الإعلان عن ذلك في مؤتمر بمشيخة الأزهر، إلا أن المحاولات المتكررة لإحراج شيخ الأزهر نجحت في تعطيل زيارته مؤقتا، إلا أنها لن تفلح في إلغائها، وفق وصفه.

وفي الإطار نفسه، قال مستشار مفتي مصر، مجدي عاشور، إن السياق الذي تحاول جماعة الإخوان ترويجه ما هو إلا إعادة لنشر القديم.

ووصف شيخ الأزهر بأن لديه طموحا في ترويج الفكر الحقيقي عن الوسطية ومحاربة الفكر المتشدد والمتطرف، نافيا أن تكون هناك بعثات أزهرية زارت السنغال خلال الفترة الماضية، وقائلا إن الفيديو قد يكون منذ سنتين أو ثلاث سنوات.

وفي المقابل، أكدت حركة "أبناء الأزهر الأحرار" أن إلغاء زيارة شيخ الأزهر، أحمد الطيب، للسنغال ومالي، والاكتفاء بزيارة نيجيريا، يرجع إلى تخوفه من إحراجه بعد تسريب فيديوهات مشايخ العسكر، وتلقينهم دروسا من علماء ومشايخ السنغال في الانقلاب.

وكان الأزهر قد أصدر بيانا الأسبوع الماضي قال فيه إن شيخ الأزهر سيلتقي في دولتي السنغال ونيجيريا، في أولى جولاته إلى أفريقيا منذ توليه مشيخة الأزهر، بالرئيسين السنغالي والنيجيري، ورئيسي وزراء البلدين، وعدد من كبار المسؤولين، وستشهد زيارته العديد من الأنشطة واللقاءات التي من شأنها إرساء قيم السلام.

في الوقت نفسه، شاع على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو، لوفد من علماء مصريين، في لقاء بعلماء السنغال، الذين أحرجوا المصريين، أمام جمع من الحضور، في ندوة علمية؛ بسؤالهم عن حكم الانقلاب في الإسلام.

وقال أحد علماء السنغال: "إنه تشرف بتعلمه على يد الأزهريين، وكان يعتز بهم كثيرا، لكن هذه المرة، وجد نفسه في حيرة شديدة؛ بعد تأييد أكبر مؤسسة دينية للانقلاب، موجها لهم سؤال: "ما هو حكم الانقلاب في الإسلام؟".

وأعلن الأزهر تأييده للانقلاب في 3 تموز/ يوليو 2013، وحضر شيخ الأزهر، لحظة إعلان رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، الإطاحة بالرئيس "محمد مرسي" من الحكم، ما أثار غضب قطاع عريض من المسلمين، وعلمائهم، بشتى أنحاء العالم.

ولم يكن موقف علماء السنغال الأول أفريقيا في رفض الانقلاب؛ إذ سبقه موقف للاتحاد الأفريقي، الذي أعلن تجميد عضوية مصر فيه لمدة 11 شهرا ، بعد يومين من الانقلاب، وذلك حتى 20 نيسان/ أبريل من العام الماضي.


التعليقات (1)
واحد من الناس ..... عمم على رمم
الثلاثاء، 17-05-2016 07:08 ص
لا تعليق