ملفات وتقارير

لماذا تستميت إيران وحزب الله والأسد لاستعادة خان طومان؟

قوات النظام خسرت طريق دمشق حلب الدولي بعد سقوط خان طومان بيد المعارضة ـ فيسبوك
قوات النظام خسرت طريق دمشق حلب الدولي بعد سقوط خان طومان بيد المعارضة ـ فيسبوك
لعل الإعلام الإيراني لم يكن مبالغا حين وصف ما حصل في بلدة "خان طومان" بالكارثة، فالخسائر التي تلقتها قوات النظام السوري والمليشيات التابعة لإيران وحزب الله في البلدة لا تقل فداحة عن سقوط البلدة الاستراتيجية في يد قوات المعارضة، وربما يفسر ذلك جزءا من استماتة المليشيات الإيرانية وقوات الأسد وحزب الله في السعي لاستعادتها من خلال ما يزيد على 90 ضربة جوية بيوم واحد.

وأكد رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، في مداخلة لفضائية "DW" أن هناك استماتة من قبل قوات النظام والمسلحين الموالين لها من الجنسيات السورية واللبنانية والعراقية والآسيوية لاستعادة السيطرة على بلدة خان طومان، التي سيطرت عليها جبهة النصرة وفصائل إسلامية وجند الأقصى قبل أيام.

وقال عبدالرحمن إن قوات النظام خسرت 62 من عناصرها والمسلحين الموالين لها في المعارك التي فقدت خلالها السيطرة على البلدة.

وأوضح أنه وبسقوط بلدة خان طومان فإن قوات النظام خسرت طريق دمشق حلب الدولي، بعد أن تمكنت قوات المعارضة من السيطرة عليها. 

وشدد مدير المرصد السوري على أن البلدة خالية من سكانها، ولو كان فيها سكان لقتل المئات من أبنائها، بعد أن أمطرتها قوات النظام بأكثر من 90 ضربة جوية من صواريخ وبراميل متفجرة.



قائد بجيش الفتح يوصّف المشهد


وحول الأهمية الاستراتيجية لسيطرة المعارضة على خان طومان، صرّح قائد عسكري بجيش الفتح، يدعى محمد صبحي، لأحد المواقع السورية المعارضة بالقول إن البلدة من التجمعات الرئيسية لقوات الأسد في الريف الجنوبي، وتأتي في المرتبة الثانية بعد بلدة الحاضر، لأسباب، أهمها وجود خنادق ومغارات طبيعية كونها في منطقة جبلية، بالإضافة إلى كونها النقطة الأقرب للأوتوستراد الدولي دمشق- حلب، وكانت تشكل خطرا حقيقيا عليه.

وأوضح صبحي، في حديث إلى موقع "عنب بلدي" المقرب من المعارضة السورية، أن خان طومان تعد نقطة متقدمة من الريف الغربي المحرر لمدينة حلب، وكانت مدفعية قوات الأسد المتمركزة فيها تستهدف منطقة الراشدين وبلدات الريف الغربي بشكل مستمر.

واعتبر القائد العسكري أن قوات الأسد باتت ضعيفة في ريف حلب الجنوبي، بعد خسارتها خان طومان، وتابع بأن قوات الأسد "لا يمكنها الصمود في القرى والبلدات الصغيرة، ما يجعل مهمة استعادة المناطق المتبقية سهلة بعض الشيء"، وفقا للموقع المعارض.

وأكد أن سيطرة جيش الفتح على خان طومان فتح الطريق أمام الفصائل للوصول إلى قرية حميرة، ومن ثم قرية خلصة، وبالتالي تضييق الخناق على قريتي برنة وزيتان، ما يمهد الطريق لإطباق حصار على بلدة الحاضر، أهم معاقل الأسد في الريف الجنوبي.

خان طومان تربك المشهد 


ليس هذا فحسب، بل إن وكالة "روسيا اليوم" أكدت أن سيطرة مجموعة ما يعرف بـ"جيش الفتح" على بلدة خان طومان قبل أيام أربك المشهد الميداني. فالبلدة تتمتع بأهمية كبيرة لطرفي الصراع؛ بسبب وقوعها في منطقة جبل سمعان، على بعد نحو 10 كيلومترات جنوب غرب مدينة حلب.

وأشارت الوكالة إلى أنه من هذا الموقع، تستطيع القوى التي تسيطر عليها أن تحقق مكسبين:

الأول، انفتاحها على بلدات وقرى ريف حلب الجنوبي؛ حيث تستطيع التحرك بسرعة نحو الوضيحي في الجنوب، أو نحو منطقة أورم الكبرى في الجنوب الغربي.

والثاني، قربها من مدينة حلب؛ الأمر الذي يجعلها على تماس مباشر بالمدينة.

وأشارت "روسيا اليوم" إلى أنه ليس غريبا أن تبدأ "جبهة النصرة" التقدم نحو بلدة الحاضر إلى الجنوب في عمق ريف حلب الجنوبي. فالوصول إلى الحاضر يعني الوصول إلى العيس ورسم الصهريج، والاقتراب كثيرا من الطريق الدولي الاستراتيجي الذي يربط بين مدينتي حلب وحماة، مرورا بخان شيخون وسراقب في محافظة إدلب.

ونوهت إلى أنه إزاء ذلك، لا يستطيع الجيش السوري، في هذه المرحلة من المعارك المتقدمة في مدينة وحلب محيطها، تحمَّل خسارة هذه البلدة؛ ولذا، فهو يعد العدة لاستعادتها.

اقرأ أيضا: إيران تحصي الخسائر من جنرالاتها في سوريا

خان طومان تذل إيران وحلفاءها

وفي هذا السياق، اعتبرت وسائل إعلام إيرانية الخسائر الكبيرة التي لحقت بالقوات الإيرانية في منطقة "خان طومان" بريف محافظة حلب السورية "كارثة"، نجمت عن "خرق" جيش الفتح الذي يضم عددا من فصائل المعارضة السورية للهدنة المعلنة في حلب.

وكان جيش الفتح الذي يضم حركة أحرار الشام وجبهة النصرة وعددا من الفصائل الأخرى، أعلن سيطرته على "خان طومان" جنوب غربي حلب، الأسبوع الماضي، بعد اشتباكات دامت عدة أيام.

وقال ناشطون ومصادر محلية إن 30 جنديا إيرانيا، و20 من مليشيات شيعية أفغانية و12 عراقية، و8 من حزب الله اللبناني، و20 جنديا من قوات النظام، قتلوا خلال معارك استعادة "خان طومان".

وأعلنت البيانات الصادرة عن الحرس الثوري الإيراني، منذ السبت الماضي، عن مقتل 15 عسكريا إيرانيا، بينهم اثنان من القادة رفيعي المستوى، إلا أن هذا الرقم يزداد مع الأخبار الواردة من المنطقة.

وعنونت صحيفة "قانون" القومية الإيرانية خبرها عن الخسائر الإيرانية في "خان طومان" بـ"حلب أصبحت كربلاء"، وأوردت الصحيفة في خبرها أنباء غير مؤكدة تتحدث عن مقتل 80 جنديا إيرانيا على يد المعارضة السورية في اشتباكات خان طومان، بينهم أعضاء في لواء "فاطميون"، وفي المليشيات التابعة لحزب الله اللبناني.

واعترف القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، والأمين العام الحالي لمجلس تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي، على حسابه في أحد مواقع التواصل الاجتماعي، بالخسائر الكبيرة التي تكبدتها إيران، قائلا: "في كل حرب تكون هناك نجاحات وإخفاقات وانتصارات".

اقرأ أيضا: جيش الفتح يحتفظ بجثث 12 عسكريا إيرانيا قتلوا في حلب
التعليقات (0)