يتحدث كثيرون في نقد التفاعل مع المآسي والنكبات #حلب نموذجاً؛ عبر مواقع التواصل الاجتماعي فحسب - وقد أمسى الفيس والتويتر وما شابه فرصة لتنفيس الاحتقان تجاه ما يجري من مجازر مروعة.
والمنتقدون لذلك يستخدمون الأدوات ذاتها عبر نفس المواقع في الانتقاص من فعل أولئك (المنفّسين) عن غضبهم.
ان التفاعل والتعبيرالتضامني عبر الفيس وما شابه وسيلة لا غاية وهو خطوة في طريق التضامن مع أولئك المظلومين الذين يتعرضون لأبشع أنواع القمع و الإبادة.
ومن المعيب فعلا أن ينحصر تفاعل شاب عربي مع ما يجري من جريمة حرب منظمة تجاه أهلنا في حلب عبر العالم الأزرق فقط! كما أنه من المستهجن أيضا ألا يتفاعل آخر باعتبار أن مواقع التواصل هذه لا جدوى منها، متجاهلا ما أحدثته وتحدثه فعلا من تغيير حقيقي في الشارع العربي في السنوات الاخيرة وتأثير كبير في حالة وعيه وتفاعله مع ما يجري حوله، بل أصبحت مصدر أخباره ومعرفته بالأحداث حتى لو اختلط الحابل بالنابل فيها.
إن تغيير صورة الملف الشخصي واستخدام الوسم المقترح والتغريد به واعتماد لون أو شعار معين للتعبير عن التضامن وسائل لا يمكن التقليل من شأنها أن كان التفاعل معها كبيرا واحتلت صدارة الاهتمام عبر هذه المواقع، ومؤسسات المجتمع المدني بمختلف اهتماماتها وخصوصا الفاعلة على الشارع منها معنية باستثمار هذا التفاعل والدعوة لترجمته على الأرض بالأشكال السلمية المتاحة من مظاهرات واعتصامات ومسيرات وحملات تبرعات للمتضررين والضحايا.
إن الشاب العربي معني كذلك بعدم الاكتفاء بـ(الفزعة) الهبة "الفيسبوكية " فقط دون خطوات عملية يتم الدعوة لها وعمل صفحات ناظمة لفعاليات يدعى الأصدقاء عليها حتى لو اقتضى الأمر دفع مبالغ مالية رمزية لضمان وصولها لأكبر شريحة ممكنة.
إن النخب السياسية والفكرية مطالبة باستثمار هذه الحالة التفاعلية للأمة عبر العالم الافتراضي وعدم الاكتفاء بجلد الذات وانتقاد سلبية الناس وانسحابهم من المواجهة الحقيقية على الأرض.
وهنا يعطينا حجم التفاعل الكبير للشارع العربي عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلف أسماء في معظمها وهمية وليست حقيقية ودون ترجمة ذلك على الأرض لمدى سيطرة الخوف من بطش الأنظمة القمعية و الملاحقة القانونية و تقييد الحريات ومنع المظاهرات وعدم الترخيص لها، والتنكيل بالمتظاهرين إذا خرجوا واعتقالهم والبطش بهم بشكل يفوق أي خيال إن كانت خلفياتهم إسلامية.
التفاعل عبر مواقع التواصل يعطي دلالة أن الأمة فيها خير كبير، وأضعف الإيمان أنها تستنكر وتتضامن ولو كان ذلك بحده الأدنى وعبر مواقع التواصل.
المطلوب و
#حلب_تحترق للأسف من كل واحد منا عبر المستوى الشخصي عدة أمور و منها:
1- أن يبقى التفاعل بكل ما نتقن من لغات ونخترع من أشكال تعبيرات عبر منصات التواصل الاجتماعي باستمرار ودون كلل أو ملل.
2- الدعوة لفعاليات تضامنية والمساهمة في تنظيمها ودعوة الإعلام لتغطيتها ورفع شعارات بمختلف اللغات فيها.
3- الحرص على التغريد كل ساعتين عبر التويتر وكل أربع ساعات عبر الفيس - بحد أدنى - في التفاعل مع ما يجري مستخدمين الوسم المعتمد (الهاشتاغ) ومتفاعلين معه.
4- العمل على وجود شيء حقيقي واحد على الأقل نقوم به على الأرض بشكل يومي إضافة وترجمة لتفاعلنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي: (رسالة لمسؤول، اعتصام امام سفارة، جمع التبرعات حسب الأصول، الاتصال بمن نعرف ممن له علاقة بحلب و أهلها و الاطمئنان عليه، الخ...).
5- إن كان هناك من يحول دونك ودون هذا الحق في التعبير السلمي عن تضامنك مع الضحايا فاجلس مع نفسك وفكر كيف وجد هذا الحائل وأنّى له الجلوس على صدرك وقهرك مانعا إياك من حقك في التعبير عن تضامنك والشعور بذاتك، و التصرف كإنسان يتضامن مع أخيه الإنسان.
ولا تستلم لأي حاجز يحول دون التفاعل مع ما يجري حولك قدر استطاعتك، فإن لم نتحرك لإنقاذ من يضطهد حولنا من جيراننا سيأتينا - لا قدّر الله - يوم نُضطهد فيه ولا أحد يهب لنجدتنا.