سياسة عربية

"الثوري المصري" يعرب عن قلقه من زيارة العاهل السعودي لمصر

قالت مها عزام إنه يجب على كل مخلص لقضايا الأمة ألا يصافح من تتلطخ أيديهم بدماء شعوبهم - ا ف ب
قالت مها عزام إنه يجب على كل مخلص لقضايا الأمة ألا يصافح من تتلطخ أيديهم بدماء شعوبهم - ا ف ب
أعربت رئيسة المجلس الثوري المصري مها عزام، الإثنين، عن قلقها البالغ جراء الزيارة المرتقبة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى دولة مصر في نهاية الأسبوع الجاري.

وقالت في تصريح خاص لـ "عربي21"، إن "الشعب المصري الثائر ضد الظلم يتطلع إلى أن يقف الشعب السعودي في صفه، حتى يحصل على حقوقه المشروعة والعادلة باستعادة الشرعية المغتصبة، ومحاسبة القتلة على الدماء التي أراقها السفاح المغتصب للسلطة في مصر (في إشارة لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي)".

ورأت "عزام" أن "أي مخلص للقضايا العربية والإسلامية يتعين عليه ألا تصافح يده يد سفاح مصر عبد الفتاح السيسي، الذي ثبت تورطه ونظامه في قتل الآلاف من المصريين واعتقال وتعذيب واغتصاب عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال".

وتابعت: "هذه الزيارة تتزامن مع قرب الذكرى السنوية الثالثة للانقلاب العسكري الدموي، والتي تتواكب أيضا مع تأييد قائد الانقلاب لمجرم سوريا بشار الأسد، فضلا عن دعمه ووقوفه مع العدو الصهيوني في حصار شعب غزة الأعزل"، مؤكدة أن تلك الزيارة ترسل رسالة خاطئة مضمونها أن "المغتصب يستطيع الهروب بجريمته ولا يحاسب عليها، بل ويتم تكريمه ومكافأته".

وأوضحت رئيس المجلس الثوري المصري أن من صافحت يده مصالح العدو الصهيوني ونظام بشار يجب ألا تتصالح معه أو تصافحه أي يد شريفة، بل يجب أن يترك لشعبه لإسقاطه ومحاكمته.

وشددت على أن "ثورة الشعب المصري لن تنكسر أو تتوقف، ولن تقبل أية مواءمات لا ينتج عنها سوى إسقاط الثورة وتثبيت الحكم العسكري الفاشي وضياع حقوق المصريين الشرعية والسياسية".

وأهابت "عزام" بالشعب السعودي، وبالعاهل السعودي "ألا يعطي مصداقية لقاتل لا مكان له إلا في قفص الاتهام أمام قاض عادل يقتص منه للشعب المصري والفلسطيني والسوري، بل وللإنسانية جمعاء".

وأضافت أن الشعب المصري يتطلع لليوم الذي يستعيد فيه حريته وكرامته، وأن يستعيد الشعبان المصري والسعودي العلاقات التاريخية العميقة التي دفعت أهل الحجاز ذات يوم للتحرك دفاعا عن مصر خلال الغزو الفرنسي لمصر منذ أكثر من مائتي عام.

واختتمت بالقول: "نتوجه للشعب السعودي الشقيق بكلمة واحدة هي أن الشعوب باقية والثورة المصرية ستنتصر مهما طال الطغيان، وعلى الباغي تدور الدوائر".

إلى ذلك، وجه عدد من المعتقلين السياسيين في مصر، رسالة من خلف الأسوار، إلى الملك سلمان بن عبدالعزيز، قائلين: "لا نريد أن تكون زيارتكم قبلة الحياة لهذا النظام المجرم، ولا نرضى أن تكون تلك الزيارة كسرا لحاجز العزلة التي بدأت ملامحها تظهر إزاء الجرائم ضد الإنسانية التي قام بها الانقلابيون".

وأضافوا- في رسالتهم التي اطلعت عليها "عربي 21"-: "نحن على يقين أنكم تدركون طبيعة دوركم وحقيقة مكانتكم التي من أجلها تهوي أفئدة الناس إليكم لتكون القبلة المشرفة محور ارتكاز أصيل لتلك الأمة، تجمعون حوله شملها وترفعون الظلم به عن أبنائها".

وتابعت الرسالة: "لقد كنا نتمنى أن تكون زيارتكم لبلدكم الثاني مصر وهي في أحسن حالاتها وتتهيأ لاستقبالكم، لكن وللأسف الشديد مصر تستقبل ضيفها الكريم وهي في أسوأ حالاتها حقا، وأي شيء أسوأ من بلد يأسر خلف أسوار معتقلاته ما يجاوز الخمسين ألفا من خيرة أبنائه وبناته وصفوة شبابه أطباء ومهندسين ورجال أعمال وعلماء دين وطلابا وأساتذة جامعيين".

وأردفت: "تأتي المفارقة حين تكون شرارة تلك العزلة مقتل شاب أوروبي واحد، في حين قتل الآلاف من الشباب المسلم على أيدي الانقلابيين، وكأنهم لا يستحقون أن ينتفض لهم أشقاؤهم المسلمون، وهم كما يجب كالجسد الواحد - كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم- وفقكم الله وأعانكم وجعلكم ذخرا للإسلام والعرب والمسلمين".
التعليقات (0)