مقالات مختارة

عندما تعثر "السيسي".. تقدم "ميسي"!

محمود سلطان
1300x600
1300x600
بالتزامن مع الضجة التي خلفها حذاء نجم نادي برشلونة الإسباني ليونيل ميسي الذي تصدق بثمنه، من خلال فضائية إم بي سي مصر لفقراء المصريين.. بالتزامن مع تلك الضجة كتب المفكر السياسي د. عبد المنعم سعيد، مقالا مؤلما في "المصري اليوم" يوم 28/3/2016، أكد فيه أن مصر باتت "بلدا سيء السمعة".. ودولة غير جادة، وأدمنت الاعتماد على المنح والقروض.. يعنى "الشحاتة".. في مقابل دول في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، تجاوزت ظروفها الصعبة والقاسية، وباتت تعتمد على نفسها من "الإبرة إلى الصاروخ".

 ليس ثمة فارق بين تصرف "ميسي" وما كتبه سعيد.. فالاثنان يستندان إلى الشفقة على المصريين.. الفارق أن المذيعة "طربش - مدب" تعوزها اللياقة، واللاعب الإسباني معذور، لا يعرف أن الحذاء في الثقافة العامة للمصريين رمز للإهانة.. فيما يظل سعيد مفكرا دقيقا يعرف كيف ينتقي لغته ومفرداته.. يؤلم ويجلد بدون ترك آثار التعذيب على جسد الدولة. 

وبغض النظر، عما يوصف به ميسي بـ"الصهينة".. فإنه نجم غير عربي.. ومع ذلك فهو بتصرفه يعتبر أفضل كثيرا وأكثر مروءة وإنسانية من ملكة الإمارات المغنية أحلام التي ظهرت في آخر برنامج لها، "ذا كوين" -الذي أوقفه التلفزيون الإماراتي- بحذاء مرصع بالماس والجواهر، ثمنه يطعم دولا ضربها الفقر والجوع.

صحيح أن المصريين شعروا بالإهانة لرمزية الحذاء، وربما لأنه نكأ جراح الإحساس بـ"الملطشة" والتسول والمن.. ورهن قرار القاهرة بقوى مالية خليجية، فلم تعد العاصمة التي يهابها الجميع.. وإنما ترس في ميكنة لا تنتج ما تحتاجه، وإنما ما يحتاجه حامل الشيكات الخليجي، من مشاريع سياسية وغيرها.

لماذا نغضب من "ميسي"؟!.. ولماذا نشتمه؟!.. فعندما تفشل السلطة أو تعجز عن حل مشكلة إطعام وعلاج وتعليم شعبها.. فإن آخرين سيتمددون لملء الفراغ.. فعندما تعثر السيسي.. ظهر ميسي.. معادلة منطقية وبسيطة.

المشكلة -إذن- ليست في الأخير، وإنما في نظام، يصادر أحلام المصريين الصغيرة ـ تخفيض أسعار السلع الضرورية ـ إلى عام 2030.. ويا مين يكون عايش.. وفى غياب أية ضمانة، وفى ظل هذا الحجم من الأكاذيب التي جعلت العالم كله لا يصدقنا.. فمن يضمن أن يفي النظام بوعوده.. ويربط الجوعى الأحزمة على البطون الخاوية، خمس عشرة سنة قادمة؟!

لا تلوموا "ميسي".. فحذاؤه "الهدية".. ظهر لأن السلطة عاجزة أو فاشلة.. أو أن البلد أكبر من إمكانياتها.. على الأقل هو أفضل من جماعات النخب المافياوية واللصوصية في مصر: إعلاميين، فنانين، رياضيين.. سياسيين ورجال أعمال.. تنتفخ جيوبهم وحساباتهم البنكية بالمليارات.. ولم نسمع أن أحدا منهم "عنده دم".. ويتبرع لمصر التي كانت بالنسبة له "بقرة حلوبا".. فيما لا يتوقف كل ليلة، عن إلقاء العظات على المصريين ويطالبهم بالتبرع للبلد.. فـ"ميسي" أكثر وطنية من هذه العصابة، من أصحاب الكروش الواسعة التي لا تشبع أبدا.

عن صحيفة المصريون المصرية 

0
التعليقات (0)

خبر عاجل