أحكمت قوات النظام السوري والمليشيات الموالية له حصارها على مناطق
دمشقية، تعدّ من المدن الهادئة نسبيا خلال الأشهر السابقة، لتضاف هذه البلدات المكتظة بالسكان والنازحين إلى قائمة المناطق المحاصرة، وليُحرم السكان من المواد الغذائية وحرية التنقل، وكل هذا بينما كانت المفاوضات بين وفدي النظام السوري والمعارضة جارية في جنيف برعاية أممية.
ويتذرع النظام السوري لفرض
الحصار على أحياء برزة والقابون وتشرين في دمشق؛ منذ أكثر من 10 أيام؛ باختطاف عدد من الضباط والعناصر في مدينة برزة، وهو ما ينفيه الثوار، مشيرين إلى أن نظام الأسد يمارس سياسة الضغط على مئات آلاف المدنيين في هذه المنطقة بغية الحصول على تنازلات عسكرية من الثوار.
وفي هذا السياق، ذكر عضو المكتب الإعلامي لحي القابون، عدي عودة، إن "حصار النظام السوري لأكثر من 300 ألف مدني في المناطق والأحياء المذكورة جاء عقب تعيين الأسد مسؤولا عسكريا جديدا على حي برزة يتبع إلى قوات الحرس الجمهوري، ومع تسلمه قيادة المنطقة فرض الحصار، وطالب وفود المعارضة برفع عَلم النظام على أعلى نقطة بالمنطقة، وتسليح السلاح الثقيل، وتسوية أوضاع مقاتلي المعارضة الموجودين في هذه الأحياء".
وقال عودة لـ"عربي21"، إنه تم إغلاق الطرق كافة أمام المدنيين من قوات النظام بعد تذرعها باختطاف عناصر تابعين لها على يد الثوار، كما أقدمت قوات النظام على احتجاز العشرات، بينهم نساء وأطفال، ومنعهم من التحرك، فيما منعت حواجز النظام إدخال أي مواد غذائية، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار وفقدان الكثير من المستلزمات الضرورية، وفق قوله.
وفي المقابل، أقدم الثوار على إغلاق إحدى الطرق الرئيسية الواصلة بين مناطق سيطرة النظام السوري، كإجراء وصفته مصادر ميدانية بـ"رد فعل" على إغلاق النظام الطرق كافة في وجه المدنيين.
وتسمح قوات النظام فقط لأبناء حي برزة بالتنقل من القسم الخاضع لسيطرة الثوار إلى القسم الخاضع لسيطرتها، لتحرم بذلك عشرات آلاف النازحين من التنقل، بعد تعمد قوات النظام التعامل مع
هدنة الحي على أنها مناطقية.
بدوره، أشار الصحفي محمد عبد الرحمن؛ إلى أن هذه المناطق كانت فيما سبق محاصرة بشكل جزئي، فقوات النظام لا تسمح بدخول ما يمكن حمله بالأيدي، كما أن قوات النظام تمنع دخول مادة الطحين إلى حي برزة رغم إبرام هدنة منذ أكثر من سنتين، حيث لا يوجد في حي برزة أي مخبز، كما يقول.
وأشار عبد الرحمن، في حديث لـ"عربي21"، إلى إغلاق غالبية المحلات التجارية في الأحياء المحاصرة بسبب نفاد المواد الغذائية فيها، فيما فُقدت المحروقات، وإن وجدت فهي بأسعار مضاعفة، وسط تخوف يسود أهالي المنطقة من إقدام قوات النظام على بدء حملة عسكرية في حال رفض مطالبه الأخيرة.
وكان حي برزة قد أبرم هدنة النظام السوري في مطلع عام 2014. وتتضمن بنود الهدنة أن يبقى الثوار في مناطق سيطرتهم، كما تلحظ بنود الهدنة انسحاب قوات النظام من كل المناطق التي احتلتها في المنطقة، إلى جانب إطلاق سراح المعتقلين، علاوة على إدخال الطحين والوقود إلى الحي وإعادة الاتصالات بأشكالها كافة. وفي المقابل، تتعهد المعارضة بفتح الطرقات التي أغلقتها، والتي تعدّ رئيسية للنظام في العاصمة دمشق، وأهمها طريق مستشفى تشرين، والطريق الواصل بين دمشق والتل.