سياسة عربية

مسؤول مبادرة توحد الفصائل الإسلامية بسوريا يكشف سبب فشلها

أيمن هاروش (المتحدث) هو المسؤول عن مبادرة توحيد الفصائل - أرشيفية
أيمن هاروش (المتحدث) هو المسؤول عن مبادرة توحيد الفصائل - أرشيفية
كشف الدكتور أيمن هاروش، مسؤول مبادرة رابطة أهل العلم في الشام لتشكيل "الجبهة العامة لتحرير سوريا"، عن الأسباب التي أدّت إلى فشل المبادرة بعد ثلاثة أسابيع من موافقة ستة فصائل كبرى عليها.

هاروش أوضح أن المبادرة بدأت بهدف لافت، وهو تنازل الفصائل عن مسمياتها التي رافقتها خلال خمس سنوات من الثورة، والاندماج في جسم موحّد.

وكانت الفصائل الموافقة على المبادرة هي: "جيش الإسلام، أحرار الشام، الجبهة الشامية، نور الدين زنكي، لواء الحق، أجناد الشام".

هاروش، وفي بيان صادر عنه، فتح أوراق المبادرة منذ تولّدها، قائلا: "بعد لقاءاتنا الأولى توصلنا لتصور لجمع الفصائل بتشكيل مجلس شورى (قيادة) تنبثق عنه إدارة مدنية للمناطق المحررة، وهو المشروع الذي طرحناه لكم ووقعتم عليه".

وتابع : "في هذه الأثناء حدث اجتماع لفصائل جيش الفتح بحضور ممثلين عن مبادرة أهل العلم، وتم طرح المبادرة، ومناقشة طرح النصرة الذي يقضي بدمج فصائل جيش الفتح فقط".

وأضاف: "وجه الخلاف بين مبادرة أهل العلم وطرح النصرة أنها في مبادرتنا مجلس قيادة، ولكل الفصائل، وفي طرح النصرة اندماج ولفصائل جيش الفتح فقط، ولم يتفقوا على طرح النصرة".

وكشف هاروش عن التقاء ممثلين عن المبادرة بمسؤولين في جبهة النصرة، مضيفا: "عرضنا مبادرتنا، ولما رأينا قبولا من الفصائل بالاندماج عدلنا صياغة المبادرة؛ بحيث أصبحت كما يلي، وباختصار: 
1-اندماج فصائل جيش الفتح، وهي النصرة والأحرار والفيلق والأجناد وجيش السنة ولواء الحق، بالإضافة لجيش الإسلام والجبهة الشامية، وحركة الزنكي كنواة لجمع الساحة؛ إذ إن جمع الساحة بداية باندماج أمر عسير".

وتابع: "2-تشكيل مرجعية شرعية قضائية ملزمة تفصل في الخلافات التي تحصل أثناء الاندماج وبعده، ويكون أعضاؤها علماء من الساحة تتفق الفصائل عليهم".
 
بالإضافة إلى تشكيل مجلس شورى للجسم الجديد من ممثلين من الفصائل المندمجة، واختيار قائد له، وتشكيل مجلس إدارة للمناطق المحررة، وتشكيل لجنة من أهل العلم الشرعي والكفاءات لكتابة ميثاق ومبادئ الجسم الجديد".

الدكتور أيمن هاروش، قال إن نقطتي الخلاف الرئيستين، كانتا قضية ارتباط جبهة النصرة بتنظيم القاعدة، وتوسيع الاندماج ليزيد على فصائل جيش الفتح".

وأردف قائلا: "أخذت النقطة الأولى وقتا كبيرا من المناقشة واللقاءات، وغاية ما توصلنا إليه أن النصرة تقبل باندماج تلغى فيه الأسماء والرايات، ويبين أن الجسم الجديد لا علاقة له بارتباطات خارجية، وهو يوحي بفك الارتباط".
 
وأكمل: "وهذا أمر قبلت به بعض الفصائل، ورفضته بعضها، وأصرت على التصريح بفك الارتباط، وحاولنا أن تترك القضية للعلماء ليحكموا بها، لكن لم نوفق".
 
النقطة الثانية بحساب هاروش كانت محل رفض من الفصائل ولجنة المبادرة، وهي الاقتصار على فصائل جيش الفتح، فيما أصرّت النصرة عليها؛ خشية فشل المشروع حسب رؤيتها، وفق قوله.

هاروش قال إنه وبعد تخطي المبادرة لجبهة النصرة التي لم تبد ترحيبا بطرح المبادرة، اعتذر فيلق الشان عن الحضور والاندماج لأسباب أمنية.

وأكمل قائلا: "عندها أدركنا أن مشروع الاندماج صعب، وأننا أضعنا وقتا فيه عن مشروعنا الأساسي، وهو مجلس قيادة".

المعطيات السابقة دفعت المبادرة لإعادة النظر في مشروعها، وتسميته "الجبهة العامة لتحرير سوريا"، ولاقى ترحيب وتوقيع أكثر من مئة طالب علم، وسبع هيئات علمية.
 
وبحسب هاروش، فإنه وقبيل إعلان المبادرة كانت ثمانية فصائل موافقة عليها، وهي: "أحرار الشام، الجبهة الشامية، جيش الإسلام، أجناد الشام، حركة الزنكي، لواء الحق، جيش السنة، أنصار الشام، وحركة بيان".

وأضاف: "بدأت الاجتماعات لنقل المبادرة للتطبيق، فكانت بعض الفصائل متشجعة ومستجيبة بقوة، وهي الأحرار و الزنكي وأنصار الشام وحركة بيان، وهناك فصائل اعتذرت عن الموافقة؛ لارتباطها بمشروع آخر، وهناك فصائل كانت استجابتها ضعيفة"، مبينا أن أجناد الشام لم تحضر الاجتماع.

وحول جيش الإسلام، والجبهة الشامية، قال: "جيش الإسلام حضر أول اجتماع، ثم لم يحضر، ولم يعطينا جوابا على المراسلات، وكذلك الجبهة الشامية".

هاروش قال إنه وفي آخر لقاء قدمت الفصائل العدد الفعال وأسماء من ترشحهم للمجلس الشرعي، وهي الأحرار والزنكي وبيان وأنصار الشام.

وأضاف: "أبدت الجبهة الشامية تحفظها على المبادرة، فاجتمعنا بهم في اليوم الثاني مع أمير الجبهة ونائبه وبعض الأعضاء، وتكلمنا طويلا، وخرجنا بموافقة وأريحية، فطلبت منهم موافاتنا بالعدد الفعال وأسماء العلماء، وتواصلت أكثر من ثلاث مرات دون جواب، والتقيت بالشيخ الكناكري، وأبدى تحفظات جيش الإسلام على المبادرة، وبعد نقاش طويل خرجنا باتفاق وتفاهم، فطلبت موافاتنا بالعدد وأسماء المرشحين للمجلس الشرعي، وتواصلت من أجلها، ولم يأت الرد".

وخلص هاروش إلى قناعه بأن "الجبهة الشامية وجيش الإسلام وأجناد الشام لا يرغبون بالانخراط بالمشروع، فالاجتماع توقف أكثر من 20 يوما على موافاتنا بما طلبناه وتأخر لأجلهم".
 
وختم قائلا: "الفصائل التي قبلت واستجابت وأبدت حرصها وتجاوبها هي، أحرار الشام والزنكي وأنصار الشام وحركة بيان وجيش السنة. والحقيقة، لا تكفي هذه الفصائل لمشروع بحجم مشروعنا، ولا تتحقق مقاصد مشروعنا بهم فقط. 

اقرأ أيضا6 من أبرز الفصائل السورية توافق على مبادرة للتوحد (فيديو)

اقرأ أيضامسؤول مبادرة توحيد الفصائل: المقدسي والغنامي تسبّبا بفتنة
التعليقات (0)