سياسة عربية

هدنة نهائية وتبادل أسرى بين "داعش" و"النصرة" بمخيم اليرموك

الهدنة جاءت بعد ضغوط كبيرة من أهالي ووجهاء مناطق جنوب العاصمة على الطرفين- أرشيفية
الهدنة جاءت بعد ضغوط كبيرة من أهالي ووجهاء مناطق جنوب العاصمة على الطرفين- أرشيفية
تحدث مصدر مقرب من تنظيم الدولة عن التوصل إلى هدنة "نهائية" مع جبهة النصرة بعد اشتباكات عنيفة بينهما مطلع هذا الشهر استمرت عدة أيام، وقال المصدر في تصريح لـ"عربي 21"، إن وفدا من وجهاء منطقتي حي القدم والتضامن استطاع إقناع الطرفين بالقبول والتوقيع على هدنة نهائية بينهما.

وكشف عن بنود الهدنة التي تضمنت عشر نقاط من أهمها "تبادل أسرى من الطرفين شمل خمسة عشر أسيرا من كل طرف، واشتراط العودة إلى القيادات الشرعية في الفصيلين لحل أي إشكالات مستقبلا قبل تفاقمها"، مضيفا أن جبهة النصرة ستقوم بموجب الاتفاق الأخير "بتسليم المواقع التي تم الاتفاق عليها في الهدنة المؤقتة السابقة، والتي لم يتم تسليمها إلى تنظيم الدولة حتى الآن".

من جهة أخرى، قال عضو الوفد المدني المفاوض، بشار رمضان، إن الهدنة جاءت بعد ضغوط كبيرة من أهالي ووجهاء مناطق جنوب العاصمة على الطرفين اللذين استجابا لتلك الضغوط والمناشدات. 

وأضاف أن أولى الخطوات العملية التي تم الاتفاق عليها وتنفيذها على الفور، "رفع الحواجز، والستائر القماشية التي كانت تغطي مداخل الشوارع لحجب رؤية القناصين من الطرفين"، على حد قوله. 

واستطرد: "هذه الإجراءات على بساطتها لكنها تساهم في إزالة عوامل الخوف والترقب التي كان يعيشها سكان المخيم، وتجنبهم احتمالات القتل بالخطأ".

ورجح رمضان أن تقوم جبهة النصرة بشكل عاجل بتسليم النقاط المختلف عليها في الساعات أو الأيام القليلة القادمة، حيث قال إن هناك "قنوات تواصل مباشر الآن بين الوفد المفاوض وقيادات النصرة وتنظيم الدولة، إضافة إلى التواصل المباشر بينهما".

وكشف عن تشكيل لجنة دائمة من أهالي الجنوب الدمشقي الذين يعيشون في الأحياء التي يسيطر عليها التنظيم، وهي الحجر الأسود ومخيم اليرموك بالاشتراك مع جبهة النصرة.

وتابع: "إن مهمتها ستكون تقريب وجهات النظر وتوحيد الجهود في خدمة المخيم".

وأكد رمضان أن هذا الاتفاق تم بدون تحديد مدى زمني لانتهائه، لذا فإنه يعتبر نهائيا مع أخذ تعهدات من قبل المختلفين على عدم القيام بأي رد فعل حيال أي خرق للاتفاق دون الرجوع إلى القيادات.

وأضاف: "إن بنود الاتفاق سيتم إعلانها على السكان للاطلاع عليها وإشاعة أجواء الاطمئنان".

وفي معرض حديثه، نفى المصدر "أن يكون سعيهم للتفاوض بين تنظيم الدولة وجبهة النصرة له علاقة بما أشيع عن مفاوضات بين قيادات الدولة وجبهة النصرة مع النظام من أجل الانسحاب".

كما أكد أن هذا أمر ليس من صلاحياتهم، "إلا أننا علمنا أن تنظيم الدولة أخرج الجرحى من مقاتليه إلى مناطق سيطرته في سوريا، دون أن نعرف وجهته"، على حد قوله في ختام حديثه مع "عربي 21".
التعليقات (0)