سياسة عربية

عون يتوعد قوى 14 آذار ويدعو أنصاره لتجهيز "سواعدهم"

تجاهل عون موضوع تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية - أرشيفية
تجاهل عون موضوع تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية - أرشيفية
توعد رئيس التيار الوطني الحر، ميشال عون، باستخدام كل الوسائل لانتخاب رئيس للجمهورية وفق الأهداف التي حددها فريقه، محذرا من أن وضع الحكم بات على مشارف "جهنم"، على حد تعبيره.

موقف عون جاء خلال احتفال في بيروت أقامه التيار (المتحالف مع حزب الله) بمناسبة ذكرى تظاهرة 14 آذار عام 2005.

وقال عون إن تياره، وهو الآن جزء من تحالف قوى 8 آذار بقيادة حزب الله، كان المكون الأساسي لتظاهرة 14 آذار، التي خرجت رفضا للوجود السوري في لبنان، والتي تعد الأكبر في التاريخ اللبناني الحديث، متهما القوى المنبثقة عن التظاهرة، ومنها تيار المستقبل، بأنها احتكرت المناسبة لصالحها.

ورأى أن "مجلس النواب فقد شرعيته الشعبية بالتمديد، وبالتالي فقد حقه بممارسة دوره في انتخاب رئيس الجمهورية؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه"، مضيفا: "ليست الظروف السيئة التي تتحكم بالانتخابات، بل النوايا السيئة، وهم خائفون من خوض الانتخابات الرئاسية".

وقال: "طرحنا انتخاب الرئيس من الشعب مباشرة؛ ليتخلص من الارتهان للدول، فرفضوا. لكننا سنستعمل جميع الوسائل المتاحة للوصول إلى الغاية المنشودة.. فجهزوا سواعدكم"، معتبرا أن "الداء الذي ينخر جسم الوطن هو قانون الانتخاب"، وفق قوله.

وطالب عون بقانون نسبي للانتخابات؛ "لتصحيح الخلل الناتج عن قانون انتخابات وضعه مجلس انتُخب بـ13 في المئة من أصوات اللبنانيين عام 1992".

وفي الوقت الذي كان قد توقع فيه مقربون من عون تفجيره ما يسمى "قنبلة" سياسية خلال الكلمة، ركز في كلمته على ما اعتبره "إخفاقا في الحكم"، إضافة إلى الإيحاء بأن مسار الأمور متجه نحو الانفجار.

وتطرق إلى الاتفاق مع القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع، فقال: "اتفقنا مع القوات اللبنانية برغبة منا وبرغبة أناس غيارى على مصلحة لبنان، فنحن حلمنا ونحلم بوطن مزدهر ونتماسك. فالمؤسسات مهترئة، والدستور والميثاق والقوانين كلها منتهكة، وهناك تمديدات غير دستورية وغير شرعية لمجلس النواب وللأمنيين"، وفق تعبيره.

يشار إلى أن القوات اللبنانية، وهي جزء من قوى 14 آذار، تعد منافسا قويا لعون وتياره في الساحة المسيحية، وقد خاض ضدها قبل 27 عاما حربا مسلحة إبان الحرب الأهلية، في فترة حكمه للمناطق المسيحية رئيسا للحكومة إلى جانب قيادته للجيش، بعد تكليفه عام 1988 من قبل الرئيس المنتهية ولايته أمين الجميل. وقد اتفق الجانبان مؤخرا على دعم ترشيح عون للرئاسة، وسحب ترشيح جعجع.

وتطرق عون إلى اتفاق الطائف، وقال: "لا نطالب بتغييره، بل بتفسيره بشكل صحيح"، متسائلا: "أين المناصفة بالتمثيل والقانون الانتخابي الذي سيحافظ على صحة التمثيل لمختلف شرائح الشعب؟ هل تحرمني من حقي وتطلب مني احترام قواعد العيش المشترك؟".

يذكر أن اتفاق الطائف هو الذي تم توقيعه عام 1990 في مدينة الطائف السعودية من قبل النواب اللبنانيين برعاية سعودية لإنهاء الحرب الأهلية.

واللافت في خطاب عون عدم تطرقه لموضوع تصنيف حليفه حزب الله كمنظمة إرهابية من قبل مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية، واكتفى عون بالقول: "نتحاشى العداء مع الخارج، ولكن لا نقبل أن ينكر علينا أحد حقنا المشروع بالدفاع عن أنفسنا وقيمنا وأرضنا وحدودنا".

موقف قوى 14 آذار

يقرّ مسؤولون في 14 آذار بأن الحركة التي نشأت في عام 2005 فقدت الكثير من قدراتها، لكنها ما زالت تقلق الطرف الآخر.

وكشف مصدر خاص في قوى 14 آذار، لـ"عربي21"، أن القوى سترد على خطاب عون الذي تضمن هجوما لاذعا، لكن عليها الانتظار لإجراء المشاورات بين أقطابها.

ولفت المصدر إلى أن عون أفقد نفسه فرصا ضئيلة كان يمتلكها لوصوله إلى سدة الرئاسة، "بما افتعله من تصعيد وتهديد مبطن"، مشيرا إلى "صوابية قراءة رئيس اللقاء الوطني وليد جنبلاط بأن عون لم يعد له فرص في تبوؤ منصب الرئاسة؛ بسبب استمرار التعطيل".

وأشار إلى أن جميع مكونات 14 آذار لن تقبل لغة التهديد المبطنة التي أطلقها عون، في وقت لم يشر في خطابه إلى المتسبب الحقيقي في تسخين الأجواء في لبنان والدفع إلى توتير العلاقات مع دول الخليج والدول العربية، وهو حزب الله.

مؤتمر تأسيسي؟


وصرح قياديون من التيار الوطني الحر لوسائل إعلام محلية بأن التيار دخل مرحلة جديدة من التصعيد، على "قاعدة التدحرج"، انتهاء بمعاودة النزول إلى الشارع، للضغط في اتجاه "تصحيح الخلل في التوازن والشراكة"، عبر انتخاب "رئيس قوي يعكس نبض الأكثرية المسيحية ويحمي حقوقها"، وفق ما نقلته صحيفة السفير اللبنانية عن مصادر قيادية في التيار.

لكن رئيس تيار المستقبل سعد الحريري حذر في مقابلة تلفزيونية قبل أيام من أن التعطيل القائم في رئاسة الجمهورية يسعى من خلاله حزب الله والتيار الوطني إلى مؤتمر تأسيسي يقوم على أنقاض الدولة.
0
التعليقات (0)

خبر عاجل