تواصل
روسيا وقوات
النظام السوري، انتهاكاتهما لاتفاق وقف "الأعمال العدائية" في سوريا، الذي بدأ منتصف ليل الجمعة- السبت 27 شباط/ فبراير الماضي، بغية إضعاف "
جيش الإسلام"، الذي يعد من أبرز فصائل المعارضة السورية.
وأفادت مصادر في المعارضة أن قوات النظام سيطرت، الأربعاء، على نقاط استراتيجية في منطقة "المرج" بغوطة دمشق الشرقية، التي ينشط فيه جيش الإسلام، بعد هجمات شنتها عليها خلال الأيام الماضية.
وتتمتع المرج، التي تشهد معارك بين قوات النظام والمعارضة منذ أكثر من ثلاث سنوات، بأهمية استراتيجية كبيرة، فهي تشكل مدخل دمشق الجنوبي الشرقي، وتطل أيضا على مطار دمشق الدولي.
واعتمدت اجتماعات جنيف وميونخ، قائمة مجلس الأمن الدولي، للمنظمات
الإرهابية التي لا يشملها وقف المعارك، وتضم "تنظيم داعش، وجبهة النصرة، وجيش المهاجرين"، إضافة إلى "لواء العز بن عبد السلام"، وحركة "تركستان الشرقية الإسلامية".
وعلى الرغم من توقيع روسيا على اللائحة الأممية، إلا أن موسكو أعلنت أنها تعتبر أحرار الشام (أكبر فصيل مقاتل في سوريا)، وجيش الإسلام، من المنظمات الإرهابية.
وكان جيش الإسلام، شارك في اجتماع الرياض الذي تمخض عنه تشكيل "الهيئة العليا للمفاوضات خلال كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وأرسل ممثلا داخل الهيئة للمشاركة في مفاوضات جنيف الأخيرة، فضلا عن أنه يحظى بدور مهم في مكافحة تنظيم الدولة "داعش".
وقال الناطق الرسمي لجيش الإسلام إسلام علوش، الخميس، إن "قوات النظام السوري وروسيا تستهدفان جيش الإسلام، لأن قواتنا تنتشر في عموم سوريا تقريبا، ونمتلك 30 ألف مقاتل، ونعدّ من أكثر الفصائل انضباطا".
وأضاف علوش: "لدينا خلايا ضمن مناطق "داعش"، وخضنا اشتباكات عنيفة في قرية "حر بنفسه" جنوبي حماه، ضد قوات النظام المدعومة بغطاء جوي روسي، لمنعها من التقدم باتجاه شمالي حمص، عقب الإعلان عن وقف إطلاق النار".
وتابع: "نحن نلتزم بالاتفاق لأسباب إنسانية، غير أن وقف إطلاق النار لا يعد ممكنا طالما كان هنالك ميليشيات تقتل شعبنا وتجبره على النزوح، وتعد وقف إطلاق النار ضمن هذه الشروط بمثابة استسلام".
وفي بداية العمل المسلح ضد النظام، شكل زهران علوش، الذي قتلته القوات الروسية في 25 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، "لواء الإسلام" في شباط/ فبراير عام 2012، ثم أعلن في أيلول/ سبتمبر 2013، عن توحد 43 لواء وفصيلا وكتيبة في كيان واحد سمي بـ "جيش الإسلام" وتولى قيادته.
ويتركز وجود جيش الإسلام، في دوما، وغوطة دمشق الشرقية ومنطقة القلمون الشرقي شمال دمشق، وبنسبة أقل في ريف إدلب الشمالي، وساهم بشكل كبير في إخراج عناصر تنظيم الدولة "داعش" من الغوطة والقلمون، عقب معارك عنيفة مع التنظيم، خسر فيها الكثير من مقاتليه.
وكان مجلس الأمن الدولي، اعتمد في 26 شباط/ فبراير الماضي، بالإجماع، قرارا أمريكيا روسيا حول "وقف الأعمال العدائية" في سوريا، والسماح بـ"الوصول الإنساني للمحاصرين"، يبدأ اعتبارا من بعد منتصف ليل الجمعة-السبت 27 شباط/ فبراير الماضي، وتستمر مدة أسبوعين.
وأعلنت الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية، في بيان صدر عنها يوم 26 شباط/ فبراير الماضي، موافقة فصائل الجيش الحر، والمعارضة المسلحة، على الالتزام بالهدنة المذكورة، وأن هذه الموافقة "تأتي عقب تفويض 97 فصيلا من المعارضة، للهيئة العليا للمفاوضات، باتخاذ القرار فيما يتعلق بالهدنة، حيث تم تشكيل لجنة عسكرية يترأسها المنسق العام للهيئة (رياض حجاب) للمتابعة والتنسيق، مع التأكيد على ضرورة استيفاء الملاحظات التي تقدمت بها الهيئة إلى الأمم المتحدة".