ملفات وتقارير

أندية مصر تتجاهل السيسي وتدفع ملايين الدولارات لمدربين أجانب

المدرب الهولندي مارتن يول - أرشيفية
المدرب الهولندي مارتن يول - أرشيفية
تعاني مصر منذ عدة سنوات من أزمة اقتصادية خانقة بسبب النقص الحاد في الاحتياطي النقدي من الدولار، أثرت بشكل بالغ على الكثير من المجالات المهمة، حتى إن البلاد تعاني من اختفاء بعض الأدوية والسلع التموينية المستوردة.

وبينما تفرض الحكومة مزيدا من القيود على استيراد السلع للتقليل من إنفاق الدولارات، وتطالب المواطنين بترشيد الإنفاق والتبرع لمساعدة الدولة، تتخذ أندية كرة القدم المصرية مسلكا مختلفا حيث تتعاقد مع مدربين أجانب، يتقاضون ملايين الدولارات شهريا في دوري ضعيف المستوى، ويلعب بلا جمهور.

وتجاهل مسؤولو أكبر ناديين في مصر، الأهلي والزمالك، مناشدات قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي ودعوته في خطابه الأخير المصريين للتبرع لمصر حتى تتجاوز أزمتها الاقتصادية الطاحنة بسبب ارتفاع سعر الدولار، الذي وصل إلى أكثر من 9 جنيهات في الأيام الأخيرة، وأعلنا التعاقد مع مدربين أجنبيين جديدين لتولي قيادة فريقيهما.

ملايين الدولارات بلا مردود

وأعلن النادي الأهلي تعاقده مع المدرب الهولندي مارتن يول لمدة موسم ونصف مقابل 200 ألف دولار شهريا له ولمساعده، أي ما يعادل 1.8 مليون جنيه مصري، حيث سيحصل يول على 160 ألف دولار شهريا، على أن يحصل مساعده على 40 ألف دولار.

ويعد المقابل الذي سيحصل عليه المدرب الهولندي مارتن يول هو الأكبر في تاريخ الكرة المصرية حتى الآن، لكن محمود طاهر رئيس الأهلي تعهد أن يتحمل النادي 100 ألف دولار فقط من راتب يول، بينما سيتكفل طاهر وبعض رجال الأعمال بدفع باقى المبلغ. 

كما اتفق نادي الزمالك مع المدرب الأسكتلندى أليكس ماكليش على تولي قيادة الفريق لمدة عام ونصف مقابل 75 ألف دولار شهريا أي 675 ألف جنيه مصري.

وبحسب تقارير صحفية، فإن قيمة المكافآت الخاصة التي سيحصل عليها ماكليش في حالة تحقيق البطولات مع الزمالك، يمكن أن تصل إلى 450 ألف دولار أي أكثر من ما يزيد عن 4 مليون جنيه.
ومن المقرر أن يعقد مجلس إدارة نادي الزمالك مؤتمرا صحفيا السبت لتقديم المدير الفني الجديد للفريق ألكيس ماكليش.

مدربان عاطلان عن العمل

وتولى الهولندي المخضرم مارتن يول تدريب العديد من الأندية الإنجليزية والهولندية، كان آخرها نادي أياكس الهولندي عام 2010 وفاز معه بكأس هولندا.

لكن يول ترك أياكس الهولندي في ذلك العام، وظل منذ هذا الوقت بلا عمل حتى تعاقد مع النادي الأهلي المصري.

أما ماكليش، فإنه بلا عمل هو الآخر منذ العام الماضي، حتى إن صحيفة "ديلى ريكورد" البريطانية وصفت الصفقة بينه وبين نادي الزمالك بقولها "ماكليش العاطل عن العمل يخوض تجربة جديدة مع الزمالك المصري".

وتمر كرة القدم المصرية بحالة من التراجع الشامل، ظهر جليا في خروج كل المنتخبات والأندية المصرية من البطولات القارية كافة صفر اليدين طوال الأعوام الثلاث الماضية.

وعلى الرغم من ذلك، فإن رواتب المدربين الأجانب العاملين في مصر، تشهد ارتفاعا مستمرا دون مردود حقيقي على مستوى الرياضة المصرية.
التعليقات (0)