كشف خبير الآثار
المصري، عبد الرحيم ريحان، عن سر
العطر الذي كانت تضعه الملكة المصرية الفرعونية كليوباترا، وتحدث عنه المؤرخون والكتاب، وكانت تقوم بإهدائه في آنية خاصة نقش عليه اسمها لضيوفها من كبار الزوار والحكام.
وقال "ريحان"، في تصريح له، السبت، نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، بمناسبة الاحتفال بـ"عيد الحب"، الذي يوافق 14 شباط/ فبراير من كل عام، إن كتاب الرومان أطلقوا على عطر كليوباترا اسم "بلسم الحب" بعدما نسجوا حوله الكثير من الأساطير، لما كان له من سحر خاص؛ حيث كانت كليوباترا تقوم بتحضيره في معمل خاص ملحق بمعبد إيزيس، ويحتفظ بسر صناعته كهنة معبد آمون، وكانت زيوت صناعة ذلك العطر تستورد خاصة من "جوديا" بمنطقة أريحا، وكان يطلق عليها أشجار البلسم المقدس.
وأوضح أن القائد الروماني أنطونيو حقق حلم كليوباترا بالاستيلاء على تلك الحدائق من زهور وزيوت عطرية وأخشاب معطرة للبخور، وعملت كليوباترا على نقلها وزراعتها في مصر، فقامت بإنشاء حدائق البلسم الشهيرة في المطرية، وكانت تنقل إليها الأشجار الكبيرة النامية بواسطة السفن، طبقا لما جاء في كتاب "لغز الحضارة المصرية" للدكتور سيد كريم.
ولفت إلى أن كليوباترا كانت تكرم كبار ضيوفها بوضع حبات من اللؤلؤ النادر الذي يزين صدرها في كأس ضيفها العظيم، الذي يفقد توازنه، وفسر الطبيب الإيطالي كارلو أنطونللو في كتابه "شيء في فم كليوباترا" بأنها كانت تعتمد على شيء خفي يجعل الرجال يتساقطون عند قدميها من أول لمسة من شفتيها، هو أنها كانت تقبل الجميع وترسل مع ريقها مخدرا، وكانت تسرف في استخدام قبلاتها لكل من تريد أن تستولي على عقله وقلبه، وكان ذلك بفعل مادة الهلوسة أو سائل الهلوسة الذي تضعه في أفواههم.
ويقال إن هذه النظرية تفسر سر حبات اللؤلؤ التي كانت تضعها في كؤوس ضيوفها، والتي لم تكن سوى حبوب الهلوسة، وغازلها الشعراء والأدباء، وقال عنها المؤرخون "بلوتارك" بأن سرها يكمن في شفتيها، فيما قال عنها "بيني" بأنها كالقيثارة عديدة الأوتار كثيرة الأنغام والإيقاع والنبرات المثيرة، وهي تتكلم بسبع لغات، وذكر "سنيكا" أنها الأنثى الخالدة التي وجد فيها باحثو علم النفس والشعراء والفنانون أنشودة للتعبير عن مختلف نواحي الجمال، ووصفها "باسكال لو" بأن أنفها كان أصغر مما هي عليه، لتغير وجه الأرض في تلك الزمان، ومدح مرسييه ذكاءها وثقافتها.
وأوضح أن كليوباترا وصفت من خلال تماثيلها -التي قام مثّالو الرومان بنحتها- بأنها كانت مقدونية الصدر، بينما وصفها البعض بأنها كانت نحيلة فرعونية القوام من خلال صورها على جدران معبد كوم أمبو أو ممثلة في شكل المعبودة إيزيس في معابد فيلة ودندرة، حيث قيل إن فناني مصر القديمة اتخذوا من قوامها نموذجا لهم، وقد كان ملوك البطالمة في ظاهرهم فراعنة وفي باطنهم مقدونيين، ولم يكن بينهم أحد يعرف اللغة المصرية القديمة سوى كليوباترا التي ختم بها عهد البطالمة، وكانت تتكلم المصرية الديموطيقية كواحدة من أهل البلاد.
ولفت إلى أن كليوباترا تعلمت على يد كهنة آمون وهي طفلة في التاسعة من عمرها، واعتنقت الديانة المصرية، وأتمت ثقافتها العالية في علوم الآداب والفلسفة على يد أساتذة مصريين من أكاديمية الميوسيين، مشيرا إلى أن أنطونيو كان المحبوب الأول والأخير لكليوباترا، ووقع أنطونيو في غرامها رغم صغر سنها، وقد سحرته شخصيتها، وكانت تظهر دائما رفقته في زيارة معالم الإسكندرية وحضور أعيادها وحفلات القصر.
وذكر "ريحان" أن أنطونيو تخلى عن مستقبله في روما؛ ليتبع ساحرة النيل إلى الإسكندرية؛ ليستمتع بحبها ويكمل أسطورة غرامه، وتزوجت من أنطونيو عام 40 ق. م، وتحقق حلمها في أن تكون مصر عاصمة عالم الشرق والغرب بدلا من روما، وعاش أنطونيو مع كليوباترا 10سنوات، وكانت نهاية أسطورة الحب في يوم 7 أغسطس عام 30 ق. م. عند هزيمة أنطونيو أمام أكتافيوس في موقعة أكتيوم، ليعود إلى الإسكندرية ويقتل نفسه بسيفه، وتحتضن كليوباترا الكوبرا؛ لتموت وهي في كامل زينتها ويتوج رأسها التاج الملكي.