رفضت
روسيا بشدة، الجمعة، في الأمم المتحدة الانتقادات الغربية لها بتخريب
مفاوضات جنيف عبر دعمها العسكري الكبير لنظام دمشق في شمال
سوريا، وأعلنت أنها ستقترح "أفكارا جديدة" خلال اللقاء الدولي المقبل حول هذا البلد في ميونيخ.
وقال مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، الجمعة، إن بلاده "ستضع بعض الأفكار الجديدة على الطاولة" في ميونيخ خلال اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا المقرر في الثاني عشر من شباط/فبراير الحالي.
وأضاف تشوركين "نعد بعض الأفكار حول طريقة التقدم خصوصا بما يتعلق بوقف إطلاق النار"، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية.
لكنه أكد أن موسكو لا تنوي وقف غاراتها الجوية، التي تعتبرها "شرعية تماما" لدعم قوات النظام السوري بمواجهة "الإرهابيين".
حديث تشوركين جاء بعد نقاشات حادة بينه وبين مندوبي الولايات المتحدة وفرنسا في لقاء مغلق، ووصف تشوركين في تصريح صحفي قبل بدء اجتماع تشاوري لمجلس الأمن حول سوريا تلك النقاشات "بأنها تعليقات سمجة، الوقت ليس وقت المآخذ، ولا بد لنا من تكثيف جهودنا السياسية".
وقام وسيط الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا بإبلاغ سفراء الدول ال15 بخلفيات قراره، تعليق المفاوضات بين النظام والمعارضة في جنيف حتى الخامس والعشرين من الشهر الحالي.
وأعلن السفير الفنزويلي رافاييل راميريز كارينو الذي يترأس مجلس الأمن، أن المجلس كرر "دعمه الكامل" لدي ميستورا و"حضه على استئناف المفاوضات في الخامس والعشرين من الشهر الحالي في جنيف كحد أقصى".
ويتهم الغربيون موسكو بنسف مفاوضات جنيف عبر تكثيف الغارات الجوية على منطقة حلب لدعم قوات النظام في تقدمها في هذه المنطقة.
وأفاد دبلوماسي أن مندوبي الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا، دخلوا "في نقاشات حادة" بشأن هذه النقطة.
من جهته قال دي ميستورا إن اجتماع ميونيخ في الثاني عشر من شباط/ فبراير الحالي، سيتيح "التحقق" من الرغبة بالتوصل إلى سلام في سوريا من الأطراف المعنية، حسب تصريحاته لصحيفة لاريبوبليكا الإيطالية.
وفي ختام الاجتماع اتهم السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر النظام السوري بإلقاء "حمم من النيران غير مسبوقة"، بمساعدة روسيا على حلب "في إطار حملة عسكرية ستؤدي إلى نسف أي أمل بالسلام".
وطالب السفير الفرنسي بحصول "تحسن ملموس للوضع الإنساني الأمر الضروري لقيام مفاوضات ذات مصداقية"، مطالبا دمشق مع حلفائها بـ"احترام التزاماتهم الإنسانية"، والتقيد بقرارات مجلس الأمن التي تتضمن رفع الحصار عن المدن السورية ووقف
القصف.
وختم "لا يمكننا أن نتوقع من المعارضة التفاوض مع مسدس موجه إلى صدغها"، لكن التفاوض لا ينبغي أن يشكل "ستارا دخانيا يسمح للنظام بالاستمرار في المجازر من دون أي قلق".
من جهته انتقد السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة ماتيو رايكروفت القصف الجوي الروسي. وقال متكلما عن تشوركين: "عليه أن ينظر إلى نفسه بالمرآة ليعرف من هو المسؤول" عن تعليق محادثات جنيف. وأضاف في تصريح صحفي: "لو أن روسيا تقوم بما قالت إنها ترغب القيام به في سوريا أي محاربة داعش، لكنا تعاونا معها بشكل فعال جدا".
وردا على سؤال حول فرص نجاح محادثات جنيف قال السفير البريطاني: "الكثير سيرتبط بإجراءات الثقة، علينا أن نضع مجموعة من إجراءات الثقة تكون صلبة بما فيه الكفاية"؛ لتشجيع المعارضة على العودة إلى طاولة المفاوضات.
وتابع متكلما عن ممثلي المعارضة: "لا بد من نقدم لهم ما يقنعهم بالعودة إلى المفاوضات"، مضيفا "وهذا يعني وقف القصف الجوي العشوائي وتسهيل وصول الإمدادات الإنسانية".
وقال دبلوماسيون إن دي ميستورا أكد في المشاورات المغلقة أن المعارضة السورية في جنيف "اشترطت كمطالب": رفع الحصارات، ووقف القصف الجوي، وإطلاق المعتقلين، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية.
وأضاف "لقد شاهد الجميع تفاقم العنف على الأرض بينما كنا نجري محادثات".