ملفات وتقارير

المعارضة السورية غير متفائلة بالمفاوضات في ظل تصعيد النظام

محمد علوش: لا شيء تغير على الأرض- أ ف ب
محمد علوش: لا شيء تغير على الأرض- أ ف ب
بدا وفد المعارضة السورية إلى جنيف غير متفائل من آفاق المفاوضات، في ظل تصعيد النظام السوري لهجماته بحلب وريفها، حيث قال كبير المفاوضين بوفد المعارضة السورية محمد علوش إنه غير متفائل بآفاق المباحثات، فيما أعلنت فرح الأتاسي، العضو في وفد المعارضة، أنه لا لقاء مع دي ميستورا الثلاثاء.

واشترط وفد المعارضة لدى لقائه بدي ميستورا، أمس الإثنين، ثلاثة شروط أساسية للشروع في المفاوضات: وهي الكف عن قصف المدنيين من قبل النظام وحلفائه الروس، ورفع الحصار عن البلدات المحاصرة، ثم إطلاق سراح المعتقلين.

لا لقاء مع دي ميستورا

حذر وفد المعارضة من أن يؤدي هجوم النظام على حلب وريفها إلى تهديد المفاوضات التي تشرف عليها الأمم المتحدة، ووصفه عضو وفد المعارضة رياض نعسان آغا بـ"التصعيد الجنوني لقوات النظام وإيران والطيران الروسي على حلب"، مضيفا: "هناك قتل عشوائي يستهدف المدنيين والنظام يحاصر حلب".

كما أعلنت فرح الأتاسي أن المعارضة لن تعقد اجتماعا مع الموفد الأممي ستيفان دي ميستورا الثلاثاء.

وردا على سؤال، قالت الأتاسي في تصريح صحافي: "لا يوجد اجتماع مع دي ميستورا، قدمنا المطالب التي نريد أن نقدمها، لا نريد إعادة الكلام نفسه" مع موفد الأمم المتحدة.

لا شروط مسبقة

وقال الجعفري: "جئنا إلى الحوار بدون شروط مسبقة ولا نقبل شروطا مسبقة من أحد"، مشيرا إلى أن المفاوضات ما تزال في مرحلة تحضيرية وأنه ينتظر أن يقدم له ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا قائمة بوفد التفاوض من جانب المعارضة.

وأضاف الجعفري للصحفيين بعد اجتماع مع دي ميستورا دام ساعتين ونصف الساعة، أن الشكليات ليست جاهزة بعد، وأن المحادثات في مرحلة تحضيرية قبل بدء المفاوضات غير المباشرة رسميا.

وأشار إلى أن دي ميستورا أدرك أن الظروف، الثلاثاء، غير ملائمة للمحادثات غير المباشرة وأن الإعداد للانطلاق الرسمي يتطلب أن يكون هناك وفدان، وهذا أمر لم يتحقق على طرف المعارضة، كما يقول الجعفري.

وتابع الجعفري أن "الطرف الآخر (وفد المعارضة) يتعامل بطريقة الهواة وليس بطريقة المحترفين السياسيين".

لا شيء تغير على الأرض

من جهته، قال المفاوض السوري المعارض محمد علوش وعضو المكتب السياسلي جيش الإسلام اليوم إنه ليس متفائلا تجاه آفاق محادثات السلام المنعقدة في جنيف.

وأضاف للصحفيين أن الوضع على الأرض لم يتغير وأنه لا يشعر بالتفاؤل ما دام الوضع على هذا الحال، وتابع أن النظام السوري لم يبد نوايا طيبة للتوصل إلى حل.

جاءت تصريحات علوش قبل دقائق من وصول وفد الحكومة إلى مقر الأمم المتحدة في جنيف للقاء ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا لمناقشة اقتراح بشأن القضايا الإنسانية.

كما جاءت تصريحات علوش بعد كلام لوزير الخارجية الروسي اعتبر فيه جماعتي جيش الإسلام وأحرار الشام "إرهابيتين"، وأن هناك اتفاقا دوليا على مشاركة ممثليهما في المفاوضات السورية بجنيف، "بصفة شخصية فقط".

وتابع في مؤتمر جمعه بنظيره الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان أن "الموافقة على مشاركتهما بصفة شخصية لا تعني الاعتراف بهاتين الجماعتين كشريكتين في المفاوضات. ووافق على ذلك الجميع، بما فيهم الولايات المتحدة. وهذا موقفنا ويشاطرنا هذا الموقف العديد من أعضاء مجموعة دعم سوريا".

وبعد ساعات على انتهاء لقاء دي ميستورا الاثنين مع وفد المعارضة، أعلنت الأمم المتحدة أن دمشق وافقت مبدئيا على إرسال قوافل إنسانية إلى بلدة مضايا المحاصرة قرب دمشق حيث توفي 46 شخصا جوعا منذ كانون الأول/ديسمبر، وبلدتين أخريين هما كفريا والفوعة المحاصرتان من مسلحي المعارضة في شمال شرق البلاد.

إلا أن المعارضة اعتبرت هذه الخطوة غير كافية، وقال عضو الوفد منذر ماخوس الاثنين: "قام النظام ببادرة صغيرة، لكن المشكلة أكبر بكثير، وسنشدد على التطبيق الكامل لمطالبنا".

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن في وقت سابق تقدم قوات النظام في محافظة حلب لتصبح على بعد خمسة كيلومترات من بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين المحاصرتين من الفصائل المقاتلة. ويترافق التقدم مع قصف مدفعي وجوي عنيف.

كيري: استمروا في المفاوضات

من جهته دعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الثلاثاء، وفد المعارضة إلى مواصلة المحادثات رغم استمرار قصف الطائرات الروسية. 

وقال كيري مخاطبا المفاوضين من المعارضة السورية: "بالنسبة لمسألة القصف الروسي أثناء جلوسكم على طاولة التفاوض؛ نحن جميعا متعاطفون بشكل كبير (..) مع وضع المعارضة التي تجلس على الطاولة بينما يقوم أحدهم بقصفكم". 

وصرح عقب لقاء عقد في روما وضم دول التحالف المشاركة في الحرب على تنظيم الدولة: "لكن الاتفاق في الأمم المتحدة والاتفاق في فيينا كان على أنه عندما يبدأ الحوار السياسي سيكون هناك وقف لإطلاق النار، ولذلك فإن الأمل والتوقع هو أن الأمر يجب أن لا يستغرق وقتا طويلا، ونحن لا نطلب من الناس الجلوس على الطاولة لأشهر، فذلك جنون". 

وأشار كيري إلى أن روسيا دعمت قرار مجلس الأمن الدولي الذي يؤكد على التوصل إلى وقف لإطلاق النار فور بدء محادثات الانتقال السياسي في سوريا. 

وقال: "لقد تمت الموافقة على التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وصوتت روسيا بالموافقة على ذلك، وأعربت عن دعمها له"، مضيفا أنه ناقش المسألة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف خلال الأيام القليلة الماضية. 

وقال كيري: "يجب أن يكون التوصل إلى وقف لإطلاق النار ممكنا، فالروس يستطيعون ضبط طائراتهم، كما يستطيع الروس والإيرانيون الذين يدعمون الأسد، ضبط طائراتهم". 

وأضاف: "ويجب علينا نحن الذين ندعم المعارضة أن نضمن التزام المعارضة بوقف إطلاق النار". 

وأشار إلى أنه سيتصل بالمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا الذي يقود محادثات جنيف، في وقت لاحق من اليوم، وأن مجموعة دعم سوريا الدولية المؤلفة من 17 دولة من بينها إيران وروسيا، ستلتقي مرة أخرى الأسبوع المقبل.

وأطلق دي ميستورا بعد أول لقاء عقده مع الوفد الحكومي السوري، الجمعة، ووفد المعارضة الاثنين عملية التفاوض الرسمية في مقر الأمم المتحدة في جنيف.

وتهدف المحادثات السورية التي حدد إطارها بموجب قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي في كانون الأول/ديسمبر إلى تشكيل سلطة انتقالية قبل تنظيم انتخابات في منتصف العام 2017.

ويريد موفد الأمم المتحدة الذي توقع مفاوضات "صعبة ومعقدة" إجراء حوار غير مباشر بين الطرفين على أن يقوم مسؤولون بمفاوضات دبلوماسية مكوكية بينهما. وسبق أن توقع أن تستغرق المحادثات ستة أشهر.
التعليقات (0)