سياسة عربية

الحشد والصحوات يتبادلون اتهامات بنهب وحرق بيوت بالرمادي

قوات عراقية في الرمادي- أ ف ب
قوات عراقية في الرمادي- أ ف ب
نفت قيادات عشائرية في الرمادي، ما تناقلته وسائل إعلام رسمية وشبه رسمية، عن قيام المقاتلين من أبناء العشائر بسرقة المنازل والممتلكات الخاصة في المناطق التي تمت استعادتها من تنظيم الدولة مؤخرا. ونفت القيادات ذاتها صحة ما بثته مواقع مقرّبة من القوات الأمنية ومليشيات الحشد الشعبي؛ من تسجيلات قالت إنها توثق إلقاء القبض على عدد من مقاتلي العشائر بتهم تتعلق بالسرقات.

وقال قيادي في الصحوات العشائرية، في تصريح خاص بـ"عربي21"، إن هذه الاتهامات "الباطلة"، بحسب وصفه، تأتي في إطار محاولات "مفضوحة من الإعلام الحكومي لتغطية جرائم القوات الأمنية التي تعمدت تدمير المنازل ونسفها بحجة أنها مفخخة".

وأكد القيادي الذي طلب عدم الكشف عن هويته؛ أن "قيادات من مقاتلي أبناء العشائر تمتلك ما يكفي من الأدلة على عمليات سرقة ونهب منظم لعشرات المنازل على يد عناصر من القوات الأمنية، بعلم ودراية من قياداتهم التي لم تتخذ أية إجراءات رادعة ضدهم"، وفق قوله.

وأضاف لـ"عربي21" عبر الهاتف: "ما حصل في منطقة الخمسة كيلو من تدمير ونهب وسلب من قبل أفراد المليشيات بعد استعادتها من تنظيم الدولة؛ يحصل الآن في منطقة التأميم، حيث يتم تفجير المنازل بحجة أنها مفخخة أو أنها دمرت بالقصف.. وأن ما سلم من بيوت الرمادي من التدمير بالقصف والمعارك دمرته المليشيات التي تتستر بلباس الجيش"، كما قال.

ولم ينف القيادي في صحوات عشائر الأنبار "حصول بعض التجاوزات من عناصر في القوة العشائرية، كإطلاق الرصاص على منازل أفراد تنظيم الدولة، أو تصوير المنزل والتباهي بأنهم الآن في دار الإرهابي الفلاني، لكن الأمر لم يصل أبدا إلى الحد الذي ذكرته وسائل الإعلام المقربة من المليشيات".

وقال: "إننا كقيادات عشائرية عاقبنا عدة عناصر من التابعين لقوة العشائر، بعد ثبوت قيامهم بتجاوزات خارج القانون. فعلى سبيل المثال: قمنا بإبعاد عنصرين كانا يطلقان الرصاص على منزل كان لأحد أفراد تنظيم الدولة؛ لأننا نحاول الابتعاد عن الحساسيات العشائرية".

وعبر عن دهشته إزاء ما بثته بعض "المواقع والقنوات لمقاطع مصورة لأشخاص يدعون انتماءهم إلى مدينة الرمادي، ويعترفون بارتكابهم جرائم السرقة والتخريب"، واصفا نشر مثل هذه المقاطع بأنها "محاولة بائسة للتغطية على ما يقوم به عناصر الحشد الشعبي المتخفين بزي الفرقة الذهبية والجيش، بعد أن رفضنا مشاركتهم في عملية الرمادي".

ووصف القيادي في صحوات الأنبار ما يحدث في الرمادي بأنه "عملية تدمير وليست عملية تحرير". وقال: "المخربون من أفراد الحشد الشعبي تحت راية التحرير؛ يدمرون ما يستطيعون تدميره، وينهبون ما يرغبون به، ثم ندخل إلى المنطقة لنجد دلائل على أنّهم هم من نفذوا تلك الجرائم، ثم يتهمون مقاتلي العشائر بفعل ذلك"، وفق تأكيده.

وأضاف: "هذه الألاعيب التي يمارسها الحشد الشعبي لن تنطلي علينا، فنحن في الميدان ونعرف منتسبينا جيدا، والذين ظهروا في التسجيلات لا ينتمون لنا. وقد توقعنا هذه الممارسات من الحشد الشعبي، ولذلك كنا مصرين على عدم مشاركتهم، وكان هذا شرطنا الأساس للتطوع لبرنامج التدريب الأمريكي لاستعادة الرمادي".

وحذر القيادي في صحوات عشائر الأنبار؛ فصائل الحشد الشعبي "التي تتستر باللباس العسكري من استمرار بقائها في المناطق المحررة"، كما يصفها، متوعدا بأن "عشائر الأنبار لن تسكت على جرائم تلك المليشيات التي سيتم طردها مهما كلفنا ذلك من دماء"، على حد قوله، منهيا اتصاله مع "عربي21".
التعليقات (0)