شهدت الكثير من المحافظات
المصرية المختلفة، الجمعة، تظاهرات شعبية واسعة تطالب بإسقاط الانقلاب العسكري الذي حدث في الثالث من تموز/ يوليو 2013 ضد أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، محمد مرسي، وتدعو للمشاركة بقوة في الموجة الثورية المقبلة التي تهدف لإحياء الذكرى الخامسة لثورة 25 كانون الثاني/ يناير.
ورفع المتظاهرون الأعلام المصرية، وشارات رابعة، وصور الرئيس مرسي، وصور بعض المعتقلين والقتلى على يد
قوات الأمن، مرددين هتافات تطالب بإسقاط حكم العسكر وتندد بممارساته.
ومن بين تلك الهتافات: "حياة دمك يا شهيد.. ثورة تاني من جديد"، و"وحّد صفك.. كتفي في كتفك"، و"حركة وطنية واحدة.. ضد السلطة اللي بتدبحنا"، و"اكتب على حيطة الزنزانة.. حكم العسكر عار وخيانة"، و"اعتقال اعتقال.. والنضال هو النضال"، و"لو قتلونا في الشوارع.. صوت الثورة طالع طالع"، و"ارفع رابعة وخليك راجل.. حكم العسكر راحل راحل"، و"أوعى تنسى وخليك فاكر.. اللي قلتوا ولادنا عساكر"، و"ارحل.. ارحل".
وكان التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب قد طالب، مساء الخميس، الشباب المصري بالنزول في الذكرى الخامسة لثورة كانون الثاني/يناير 2011، داعيا لأسبوع ثوري جديد تحت عنوان "الثورة جامعة"، اعتبارا من الجمعة، وذلك في إطار الموجة الثورية الممتدة "ثورة حتى النصر".
وقال التحالف الداعم للرئيس مرسي- في بيان له-: "ها هي أيام يناير المجيدة تحيي فينا الأمل بخلاص قريب من طغمة العسكر الذين انقلبوا على أول حكم مدني ديمقراطي، وما أحوجنا اليوم لاستعادة روح يناير التي فجرت فينا النخوة والكرامة".
وشهدت التظاهرات تفاعلا شعبيا "ملموسا" في إطار تنامي الغضب الشعبي من فشل النظام العسكري واستبداده، ومع اقتراب ذكرى ثورة يناير. وتواجد الثوار بفعاليات مفاجئة في أماكن لم يتواجدوا فيها مسبقا منذ فترة طويلة، رغم التواجد الأمني المكثف.
وشهدت محافظة الجيزة، 17 مسيرة احتجاجية، على مدار اليوم، في مناطق "العياط"، و"الصف"، و"البدرشين"، و"أطفيح"، و"الحوامدية"، و"المهندسين"، و"المنصورية"، و"كرداسة"، و"ناهيا"، و"الهرم"، و"العمرانية"، "صفط اللبن"، و"6 أكتوبر".
وانتفض ثوار محافظة القاهرة بمسيرة حاشدة من منطقة المعادي، جابت الشوارع والأحياء، تهتف بسقوط الانقلاب وتطالب برحيل العسكر والقصاص لدماء الشهداء والإفراج عن المعتقلين، فضلا عن تنظيمهم لمسيرة في مدينة نصر.
وأعلن تحالف
دعم الشرعية بمحافظة الفيوم عن تنظيمه لأكثر من 15 فعالية ثورية رافضة للانقلاب، خرجت من مدينة الفيوم وكبرى قرى ومراكز المحافظة، للمطالبة بعودة الشرعية الدستورية وإنهاء الانقلاب العسكري. واندلعت التظاهرات في مناطق "مدينة الفيوم"، و"يوسف الصديق"، و"أبشواى".
كما أعلن تحالف دعم الشرعية بالفيوم عن انطلاق 12 فعاليات ثورية مسائية عقب صلاة العشاء، لتنطلق من مراكز سنورس ويوسف الصديق، وطامية، ومركز الفيوم، وذلك بالرغم من أن المحافظة تشهد طقسا شديد البرودة ورياحا باردة محملة بالأتربة.
وقطع أهالي غاضبون صباح اليوم طريق الفيوم ـ قارون، وطريق القاهرة ـ الفيوم، واستخدموا جذوع الأشجار وإطارات السيارات، مما أدى لتوقف الحركة المرورية بالطريقين لفترة طويلة، ويأتي هذا التحرك ضمن موجة ذكرى يناير.
وكذلك شهدت محافظة الإسكندرية أكثر من 20 مسيرة على مدار اليوم في مناطق "العصافرة"، و"العوايد"، و"سيدي بشر"، و"محرم بك"، و"سبورتنج"، و"الرمل"، و"برج العرب"، و"شارع بورسعيد"، و"أبو سليمان"، وفي مشهد ثوري كبير رسمه ثوار "الشرقية" عبر أكثر من 14 تظاهرات مختلفة، في مناطق "مدينة فاقوس"، و"الإبراهيمية"، و"ديرب نجم"، و"أبو حماد"، و"الزقازيق"، و"أبو كبير"، و"مدينة أولاد صقر"، و"كفر صقر"، و"الحسينية"، وتنوعت بين المسيرات الحاشدة والوقفات والسلاسل البشرية التي امتدت على الطرق الرئيسية وسط تفاعل ومشاركة من الأهالي وشباب الحركات الثورية وأسر الشهداء والمعتقلين.
وكذلك شهدت منطقة "العدوة" بههيا (مسقط رأس الرئيس مرسي)، ومدينة "العاشر من رمضان" (شهدت
تصفية ثلاثة طلاب أمس على أيدي قوات الأمن)، تظاهرات رافضة للانقلاب، ومنددة بجرائمه التي وصفوها باليومية والمتكررة.
ونظم أيضا ثوار مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء مسيرة انطلقت من وسط المدينة وجابت بعض الشوارع، مرددين هتافات تطالب بالنزول في انتفاضة يناير لإسقاط نظام العسكر، وتندد بجرائم العسكر بحق أبناء سيناء، وحملة الاعتقالات العشوائية التي يتعرض لها معارضو الانقلاب.
وفى محافظة كفر الشيخ، تواصل مشهد الثورة بتظاهرات "كبيرة" في مدينتي "بلطيم" و"دسوق"، واعتدت قوات الأمن على المتظاهرين بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل عشوائي، إلا أن الثوار نجحوا في إجبار سيارتين للشرطة على الهروب من أمامهم بعدما قذفوهما بالأحجار والألعاب النارية.
كما اندلعت في محافظة الدقهلية فعاليات ثورية في مناطق "ميت غمر"، و"كوم النور"، "المنصورة"، و"أجا"، و"نبروه"، و"منية النصر"، وتم تنظيم مسيرة نسائية في ميت غمر مسيرة تطالب بالإفراج عن الطالبة رجاء عمارة، طالبة الثانوية والمعتقلة من قبل وزارة الداخلية دون أي سبب.
وخرجت تظاهرات في منطقتي "شبرا الخيمة"، و"بنها" بمحافظة القليوبية. وكذلك خرجت مسيرتان لثوار منطقتي "النوبارية" و"حوش عيسى"، في محافظة البحيرة، للتأكيد على استكمال الثورة، حتى القصاص، داعين للاصطفاف بين كل القوى والتيارات الثورية المختلفة.
كما تظاهر ثوار محافظات المنوفية والغربية بأكثر من 10 تظاهرات، فقد خرجت المظاهرات المتنوعة من عدة مناطق كان أبرزها من "أشمون"، و"قويسنا"، و"الخطاطبة"، و"السادات" بالمنوفية، و"كفر الزيات" بالغربية.
ونظم التحالف الوطني لدعم الشرعية بمحافظة دمياط بالتنسيق مع ائتلافات شباب ونساء وطالبات ضد الانقلاب مسيرة حاشدة بقرية البصارطة للتنديد بالانقلاب العسكري. وقام الأمن باقتحام منازل بعض رافضي الانقلاب في قرية العباسية وحطموا محتويات أحد المنازل، ولم تسفر عن اعتقالات حتى الآن.
وفي 22 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، علق عبد الفتاح السيسي -في خطابه بمناسبة ذكرى الاحتفال بالمولد النبوي الشريف- على دعوات النزول في 25 يناير قائلا: "أسمع دعوات لثورة جديدة، لماذا؟ أنتم تريدون تضييع مصر، لماذا؟ أنا وصلت بإرادتكم وباختياركم وليس غصبا عنكم أبدا"، مؤكدا أنه لن يبقى في الحكم "ثانية واحدة ضد إرادة الشعب".
وأعقب هذا الخطاب حملات أمنية تعتقل وتنكل بنشطاء سياسيين وأعضاء بحركة 6 إبريل وصحفيين وأحد مؤسسي حملة "تمرد"، ووجهت لهم النيابة العامة المصرية اتهامات بالتحريض على قلب نظام الحكم.
وبقرار من وزارة الأوقاف، حذرت معظم خطب صلاة الجمعة اليوم في العديد من مساجد مصر من خطورة دعوات التظاهر في ذكرى 25 يناير، زاعمين أنها جريمة متكاملة الأركان وتوريط للمصريين في العنف والإرهاب لصالح أعداء الوطن، وهو أمر محرم شرعا، مدعمة قولها بفتوى صادرة عن دار الإفتاء في هذا الشأن.