صحافة دولية

لوموند: شارلي إيبدو تصنع جدلا خطيرا وعقيما

فيز:  العيش المشترك يفرض على الجميع إظهار الاحترام غير المشروط للآخرين ولمعتقداتهم - ارشيفية
فيز: العيش المشترك يفرض على الجميع إظهار الاحترام غير المشروط للآخرين ولمعتقداتهم - ارشيفية
نشرت صحيفة لوموند الفرنسية مقالا لعالم الاجتماع الفرنسي ميشال فيز، الذي رأى في تمسك صحيفة شارلي إيبدو بالإساءة للأديان بحجة حرية التعبير، تصرفا غير مسؤول يهدف إثارة الرأي وخلق جدل لا فائدة منه.
 
وقال ميشال فيز، في هذا المقال الذي ترجمته "عربي21"، إن مصطلح حرية التعبير أصبح مظلة يحتمي بها كل من هب ودب، وتبريرا لكل التعبيرات بما فيها تلك الخاطئة أو الغبية والمنحطة أو حتى الخبيثة. حتى أصبحنا نشاهد كل يوم شبكات التواصل الاجتماعي تمتلئ بإهانات بغيضة وافتراءات باطلة، مصدرها وسائل إعلامية تسمح لنفسها بأن تقول أي شيء في أي وقت.
 
وأضاف الكاتب أن كل هذه التجاوزات يطلق عليها وصف "حرية تعبير"، وهي الذريعة المقدسة التي لا يمكن المساس بها. وهي أيضا الذريعة التي انطلق منها السيد "ريس"، رسام الكاريكاتير ومدير التحرير في شارلي إيبدو، ليشن حملة صليبية ضد من يسميهم "المتشددين الذين يؤمنون بالقرآن"، والمتدينين الكاثوليك.
 
واعتبر ميشال فيز أن الوقت أصبح مناسبا للتنديد بهذه الممارسات التي تهدف لإثارة المشكلات، واختلاق الجدل حول مسألة الأديان بمناسبة الذكرى الأولى لهجمات شارلي إيبدو، دون مراعاة لمشاعر بقية المواطنين الفرنسيين.
 
وقال الكاتب إن الحوار الدائر حول هذه المسألة، يدور غالبا في فلك أربع أفكار، هي "العلمانية" و"حرية التعبير" و"احترام المعتقدات الدينية و"حرية ازدراء الأديان". والمشكل هو أنه من بين هذه التعبيرات الأربعة، تشكل الأولى الإطار المنظم للحوار، والثلاثة الباقية يتم ترتيبها كالآتي: حرية التعبير وحرية ازدراء الأديان ثم أخيرا احترام معتقدات الناس.
 
وعبّر الكاتب عن اعتزازه الشديد بقيمة حرية التعبير، كمكسب إنساني أساسي لا تنازل عنه، ولكنه حذر من أن هذه الفكرة أصبحت تخضع للتحريف بشكل متزايد يوما بعد يوم. إذ إن حرية التعبير الحقيقية لا تعني حرية فعل كل شيء دون حدود، أو الإقدام على أي فعل دون محاسبة، بل هي حرية ذكية وعقلانية.
 
وأكد على أن كل القوانين تؤطر هذه الحريات وتحددها، وتفرض عقوبات على من يسيء للآخرين أو يمارس التمييز والعنصرية. وهو ما يعني أن كل فرد مطالب بممارسة حريته بشكل عقلاني، ومطالب بأن يكون واعيا بالخطوط التي لا يمكنه تجاوزها.
 
وقال ميشال فيز: "رغم أن البعض سيثور ضدي، ويقول أن تحديد ما يمكن للمرء قوله وفعله سيفتح الباب أمام الرقابة والتعتيم، فإن هذا غير صحيح، بل بالعكس، فإن هؤلاء هم من يفتحون الباب أمام الإساءة للآخرين؛ لأنهم يسمحون لأنفسهم بإهانة معتقدات غيرهم".
 
وأكد الكاتب على أن العيش المشترك يفرض على الجميع إظهار الاحترام غير المشروط للآخرين ولمعتقداتهم، إذ إنه من شروط وجود مجتمع إنساني أن تسود قيم الأخوة والتعايش، وألّا تمس القيم الفردية بالقيم المجتمعية.
 
في المقابل، أشار الكاتب إلى أن ضرورة احترام المعتقدات الدينية لا تعني أيضا السكوت على بعض الأفكار أو التيارات المتطرفة، التي قد تظهر في فترات لتحرّض على التشدد والكراهية، بل يجب الوقوف ضد هذه التيارات ومحاربتها.
 
وفي الختام، اعتبر ميشال فيز أن هذا هو التوازن الذي يجب أن تمارس فيه حرية التعبير، حتى يمكن حل المشكلات الاجتماعية المتفاقمة حاليا، عبر تنسيب الأشياء والجمع بين التعبير عن الأفكار الشخصية بحرية واحترام معتقدات الآخرين. وانتقد صحيفة شارلي إيبدو التي تواصل البحث عن الضجة الإعلامية، من خلال تبني "العلمانية المتطرفة"، التي أصبحت بدورها "إيديولوجيا متطرفة" تسيء للآخرين، وتهدد التناغم المجتمعي، وطالبها "بالنزول من عليائها" ومراجعة خطها التحريري، حتى ينعم الجميع بالحرية في إطار دولة فرنسا العلمانية.

تقرير: ميشال فيز (عالم اجتماع ومستشار سابق، ومؤلف كتاب "الممنوعات وأسس الحرية وصحافة النهضة" 2007).

الرابط:

https://www.lemonde.fr/idees/article/2016/01/07/la-polemique-inutile-et-dangereuse-de-m-riss_4842961_3232.html
 
التعليقات (2)
shawqi
الجمعة، 08-01-2016 07:54 ص
ما كتبته سابقا باب من ابوب حرية الرأي اليس كذلك...........؟؟؟؟؟؟؟
shawqi
الجمعة، 08-01-2016 07:50 ص
اذا كان (((((((((((( نــــفي ))))))))))) المحرقة جريمه ومعادة للساميه بالقانون الفرسي وما قصة الكاتب ببعيده اما اهانة الرسل وتحديدا سيدنا محمد صلى عليه وسلم هي حريه رأي لا ادري ما هي المعاير التي تتبعها هذه الدوله فرنسا ................. اخت هيك دوله