سياسة عربية

دي ميستورا يلتقي المعارضة السورية في الرياض

دي ميستورا سيلتقي السبت وليد المعلم في دمشق - أرشيفية
دي ميستورا سيلتقي السبت وليد المعلم في دمشق - أرشيفية
التقى مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الثلاثاء في الرياض، ممثلين للمعارضة السورية ودبلوماسيين معنيين بالأزمة السورية، على أن ينتقل إلى طهران في خضم الأزمة الدبلوماسية بين إيران والسعودية، والتي يخشى أن تؤثر على محاولات التوصل إلى حل للأزمة السورية.

وأفاد مصدر عربي مطلع على الزيارة، بأن الموفد الدولي التقى صباح الثلاثاء، سفراء أجانب شاركت بلادهم في لقاءات فيينا في تشرين الثاني/ نوفمبر، والتي تم خلالها الاتفاق على خطوات لحل النزاع السوري المستمر منذ العام 2011، بما فيها تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات يشارك فيها سوريو الداخل والخارج، إضافة إلى السعي لعقد مباحثات مباشرة بين النظام والمعارضة.

وأضاف المصدر أن دي ميستورا عقد إثر ذلك اجتماعا مع وفد من المعارضة السورية التي كانت اتفقت إثر مؤتمر ليومين عقده في الرياض الشهر الماضي، على رؤية موحدة لمفاوضات مع النظام، من أبرز بنودها اشتراط تنحي رئيس النظام السوري بشار الأسد مع بدء المرحلة الانتقالية.

وأوضح أن دي ميستورا سيبحث مع المعارضة "تحديد موعد المفاوضات والاطلاع على الأجندة، وتحديد أسماء الوفد" المفاوض.

وأفاد مصدر في الأمم المتحدة الثلاثاء، بأن دي ميستورا سيلتقي وزير الخارجية السوري وليد المعلم، السبت في دمشق، لبحث المفاوضات.

وتأتي زيارة دي ميستورا إلى الرياض وطهران وسط أزمة حادة بين البلدين، على خلفية إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر النمر، فيما أعلنت المملكة الأحد قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، ردا على تعرض سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد لهجمات واعتداءات من محتجين غاضبين.

ويعد البلدان من أبرز الأطراف المعنية في النزاع السوري، إذ إن طهران تدعم نظام الرئيس بشار الأسد، في حين تساند السعودية المعارضة المناهضة له.

وكان المتحدث باسم دي ميستورا ستيفان دوغاريتش، أشار الاثنين إلى أن الموفد الدولي يعتبر أن "الأزمة في العلاقات بين السعودية وإيران مقلقة جدا"، وقد تتسبب في "سلسلة عواقب مشؤومة في المنطقة".

وقال دوغاريتش إن دي ميستورا "سيقيم آثار" الأزمة على عملية تسوية النزاع السوري التي أطلقتها الدول الكبرى في فيينا.

وسعى السفير السعودي في الأمم المتحدة عبدالله المعلمي، الاثنين، إلى تهدئة القلق من انعكاس الأزمة على النزاع السوري، مؤكدا أنه "لن يكون لها تأثير"، وأن بلاده "لن تقاطع" محادثات السلام المقبلة حول سوريا.

وتأمل الأمم المتحدة في جمع النظام والمعارضة حول طاولة مفاوضات، بدءا من 25 كانون الثاني/ يناير الجاري في جنيف.

"إخوان سوريا" يشيدون

وفي سياق متصل، أشادت جماعة "الإخوان المسلمين" في سوريا، بقطع المملكة العربية السعودية علاقتها مع إيران، بعد الاعتداء على السفارة السعودية في طهران، وقنصليتها في مدينة "مشهد".

وقالت الجماعة في بيان، الثلاثاء، إنها "تثمن هذه الخطوة، وتعتبرها بمثابة صفعة في وجه الغطرسة الإيرانية، التي لم تجد من يوقفها عند حدها، خلال سنوات من التراجع العربي المستمر".

وأضاف البيان، أن "الثورة السورية كشفت الوجه القبيح للدولة الإيرانية وخطر مشروعها إقليميا ودوليا، من خلال دعم مباشر، ومن خلال تنظيمات عابرة للحدود، تقدم الدعم لطاغية الشام بشار الأسد، وتعينه على قتل النساء والأطفال وهدم البيوت فوق رؤوس الآمنين، وعلى المقايضة الدنيئة بين تجويع المناطق المحاصرة، وبين الإخلاء السكاني والتغيير الديموغرافي الطائفي". 

وأشاد بما وصفها بـ"الخطوة الجريئة" للمملكة، في إشارة إلى قرار قطع علاقاتها مع إيران، داعيا إلى تقديم المزيد من الدعم للدول التي تواجه ما وصفته بـ"المشروع الصفوي الفارسي" على أرضها.

ودعا البيان كافة الدول العربية والإسلامية إلى أن تبادر إلى قطع علاقاتها مع طهران، كما أنه دعا كافة العرب والمسلمين إلى "التكاتف مع المملكة (السعودية) لدرء الأخطار الإيرانية الصفوية وتطهير المنطقة من شرورها وآثامها".

واعتبر أنّ إيران "دولة طائفية تضطهد ملايين السنة من شعبها، وتنشر التعصب الطائفي البغيض في كل مكان تصل إليه، وتدعم المليشيات الطائفية في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين".

وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أعلن مساء الأحد، أن بلاده قررت "قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران"، وذلك على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة في طهران، وقنصليتها في مشهد.

وأضرم محتجون إيرانيون، السبت الماضي، النار في مبنى السفارة السعودية في العاصمة طهران، واعتدى محتجون على مبنى القنصلية السعودية في مشهد، احتجاجًا على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي السعودي نمر باقر النمر، مع 46 شخصا السبت، بتهم الإرهاب والتحريض.
التعليقات (0)