دعا أمير قطر،
تميم بن حمد آل ثاني،
المعارضة السورية إلى أن "ترتفع إلى مستوى المسؤولية، وأن تستغل اجتماع الرياض، لتوحيد صفوفها وتنسيق خطواتها إلى ما هو أبعد من تشكيل وفد تفاوضي يمثلها في مفاوضات فيينا".
جاء هذا في الكلمة التي ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال القمة الخليجية الـ36، مساء الأربعاء، في قصر الدرعية، بالعاصمة
السعودية الرياض، بصفته رئيس القمة السابقة.
ودعا أمير قطر في كلمته إلى مطالبة المجتمع الدولي "أن يفرض على إسرائيل إنهاء احتلالها للأراضي العربية، وعدم عرقلة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967".
وفي هذا الصدد، قال: "لا تزال آفاق الحل العادل مسدودة تماما؛ بسبب التعنت الإسرائيلي، واستمرار الممارسات الإسرائيلية العدوانية التي ترمي إلى تغيير الواقع الجغرافي والديموغرافي للأراضي الفلسطينية المحتلة، من خلال التوسع في بناء المستوطنات، والاعتداءات المتكررة، والمنهجية على المسجد الأقصى، واستمرار حصار قطاع غزة ومنع إعماره".
وأضاف قائلا :"ليس من المقبول أن تظل القضية الفلسطينية دون حل ورهينة للسياسات الإسرائيلية العنصرية".
وحذّر آل ثاني من أن "استمرار تراخي المجتمع الدولي إزاء واقع الاحتلال الإسرائيلي وممارساته سيقود إلى نتائج كارثية على منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره".
وفيما يتعلق بالأزمة السورية، التي وصفها "بالكارثة"، قال أمير قطر إن استمرار هذه الأزمة "يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية تاريخية وأخلاقية وإنسانية".
وأشار إلى أن تداعيات الأزمة "تجاوزت الحدود السورية والإقليمية لتهدد الأمن والاستقرار في العالم "، داعياً إلى العمل على وضع حل لهذه "الكارثة".
وفي هذا السياق، تابع قائلا: "يتعين علينا العرب وكجزء من المجتمع الدولي، العمل على وضع حد لهذه الكارثة، واتخاذ كافة الإجراءات والتدابير التي تحقن دماء السوريين وتخفف معاناتهم، والسعي الجاد لتنفيذ مقررات جنيف 1 التي تلبي تطلعات الشعب السوري وآماله".
وأشاد بدعوة السعودية لأطراف المعارضة السورية السياسة والمسلحة كافة إلى الرياض، للتشاور حول الوفد الذي يمثل الشعب السوري في مفاوضات فيينا.
واستطرد قائلا: "في هذه الظروف الذي يتعرض فيها الشعب السوري لجرائم التهجير والإبادة الجماعية، نهيب بأطراف المعارضة السورية أن ترتفع إلى مستوى المسؤولية، وأن تستغل هذه الفرصة الثمينة لتوحيد صفوفها وتنسيق خطواتها إلى ما هو أبعد من تشكيل وفد تفاوضي".
وانطلقت في العاصمة السعودية الرياض، الأربعاء، أعمال الاجتماع الموسع للمعارضة السورية، الذي يهدف إلى الخروج بموقف موحد يُنهي الأزمة الحاصلة في
سوريا منذ عام 2011.
وفي الشأن اليمن، قال أمير قطر: "نؤكد مجددا حرصنا على استقرار اليمن ووحدته وسلامة أراضيه، كما نؤكد دعمنا للشرعية ورفض كل محاولات فرض فريق على اليمن بالقوة، وإدانتنا لكل هذه المحاولات الفاشلة".
ودعا إلى استكمال العملية السياسية، وفق المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وإعلان الرياض، وقرار مجلس الأمن 2216.
كما دعا إلى دعم العراق في حربه على "الإرهاب"، وقال في هذا الصدد: "نؤكد أن الانتصار على الإرهاب وتكريس الاستقرار بعد الانتصار عليه رهن بتجاوز الطائفية السياسية والحالة الملشاوية، وإرساء أسس الدولة الوطنية القائمة على المواطنة المتساوية".
وعلى صعيد الملف الليبي، أعرب عن تطلعه بأن "يتمكن الأشقاء في ليبيا من تجاوز الصعوبات الراهنة وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة"، مشددا على أنه "لا حل سوى الحل السياسي في هذا البلد".
خليجيا، بيّن أمير قطر أن تطلعات شعوب دول مجلس التعاون الخليجي أكبر مما حققه مجلس التعاون من إنجازات.
وقال: "على الرغم مما حققته مسيرة مجلس التعاون من إنجازات، إلا أن تطلعات الشعوب أكبر مما تحقق، ولذلك فإننا مطالبون بمزيد من الجهد".
وحول مكافحة "الإرهاب"، اعتبره من أخطر الآفات التي تهدد عالمنا المعاصر، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي "مطالب اليوم بمضاعفة الجهود للقضاء على الإرهاب بكل صوره وأشكاله والقضاء على أسبابه الحقيقة، مع الأخذ بعين الاعتبار التمييز بين الإرهاب والحق المشروع للشعوب في مقاومة الاحتلال الأجنبي".
وفي هذا السياق، دعا إلى "معالجة جذور الإرهاب التي تتغذي على العنف الذي يتعرض له الناس في ظروف من اليأس، وانعدام المخارج، وفقدان الأمل في الإصلاح بالطرق السلمية".
وجاءت كلمة أمير قطر عقب كلمة للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأعقبتهما كلمة لأمين مجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني، تحولت بعدها الجلسة الافتتاحية العلنية التي بثتها قنوات تلفزيونية، على الهواء مباشرة، إلى جلسة مغلقة.
وتعد هذه القمة، التي تستمر يومين، أول قمة خليجية دورية يترأسها العاهل السعودي، منذ توليه الحكم في المملكة، في كانون ثان/ يناير الماضي، خلفا للملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز.