صحافة دولية

التايمز: هل الأجانب هم الأكثر غشا في الجامعات البريطانية؟

التايمز: الطلاب الأجانب يشكلون العدد الأكبر من بين الطلاب الذين ضبطوا وهم يغشون - أرشيفية
التايمز: الطلاب الأجانب يشكلون العدد الأكبر من بين الطلاب الذين ضبطوا وهم يغشون - أرشيفية
كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية، عن أزمة غش مستشر في الجامعات البريطانية وقضايا انتحال أطروحات ماجستير ودكتوراه، خاصة بين الطلاب القادمين من الخارج.

وتقول الصحيفة: "تم ضبط حوالي 50 ألف طالب متلبسين في حالات غش في الامتحانات في السنوات الثلاث الأخيرة، وهناك انتشار (وباء) الانتحال بين الطلاب، خاصة الأجانب".

وكشف تحقيق قامت به الصحيفة عن أن الطلاب من خارج دول الاتحاد الأوروبي كانوا عرضة للضبط متلبسين بالغش في الامتحانات ووظائفهم الجامعية من أوراق وأبحاث، أربعة أضعاف ما كان بين بقية الطلاب. وجاء التحقيق بناء على معلومات حول سوء السلوك الجامعي حصلت عليها الصحيفة بموجب حرية المعلومات. 

ويجد التحقيق أن 75% من حالات الانتحال الأكاديمي في الدراسات العليا في جامعة "كوين ميري" في لندن جاءت من طلاب أجانب، ثلثهم من الطلاب الصينيين. وفي جامعة "ستراتفورد شاير"، وجد أن نسبة نصف حالات الغش ارتكبها الطلاب الأجانب، الذين يشكلون نسبة 20% من مجموع الطلاب. 

وتكشف المعلومات، التي حصلت عليها الصحيفة من 129 جامعة، عن أن 1947 طالبا في جامعة "كينت" ضبطوا متلبسين بالغش، على مدار ثلاث سنوات، وهو رقم أعلى من أي جامعة أخرى. فيما سجلت 11 جامعة ألف حالة غش في الفترة ذاتها.

ويبين التحقيق أنه تم طرد 362 طالبا بسبب الغش، فيما لم تتم إدانة سوى ما نسبته 1% منهم بقضايا الغش. وكشف عن خمس حالات انتحال شخصية، قام الطلاب من خلالها بترتيب عملية جلوس أشخاص آخرين لأداء الامتحانات عنهم. وتم اتخاذ إجراءات عقابية وضبط ضد 20 طالب دكتوراه؛ بسبب سوء سلوك.

وتذكر الصحيفة أن الطلاب الأجانب من غير دول الاتحاد الأوروبي يشكلون العدد الأكبر من بين الطلاب الذين ضبطوا وهم يغشون. ومن بين 70 جامعة، فقد قدمت بيانات حول الغش بين الطلاب القادمين من الخارج، سجلت نسبة 35% حالة غش. ولكن العدد لا يشكل سوى نسبة 12% من مجموع الطلاب في الجامعة.

ويورد التحقيق، الذي ترجمته "عربي21"، أنه في جامعة "شيفيلد" كانت نسبة الطلاب الذي اتهموا بالغش هي الربع، رغم أنهم يشكلون نسبة 18%. وسجلت حالات غش عالية في جامعات "لفبرا" و"إيسيكس" و"رويال هولوي" وكلية لندن الجامعية. 

وتشير الصحيفة إلى أن المعلومات الإحصائية ليست كاملة، خاصة أن مئات الأبحاث التي يقدمها الطلاب في المرحلة الجامعية الأولى مصدرها "طاحونة المقالات" على الإنترنت، التي تقوم باستئجار أكاديميين سابقين لكتابة أبحاث للطلاب الذين يدفعون أكثر.

ويقول التحقيق إن المدير السابق لكلية أكاديمية وهو أدريان ميسون، تعاون مع أحد المواقع الكبيرة في بريطانيا، التي تقدم خدمات للطلاب من أجل فضح ممارساتهم. وقال إنه أمطر بالطلبات لكتابة مقالات، بعد أن انضم للموقع. ويضيف ميسون: "عندما قمت بتحميل شهاداتي الجامعية، وكتبت 200 كلمة حول عملي الأكاديمي، أضيف اسمي لكتاب الموقع. وتلقيت رسائل إلكترونية لاستخدام خبرتي في القانون والتعليم على مستوى المرحلة الجامعية الأولى والماجستير".

وتبين الصحيفة أن الجامعات لم تكن قادرة على الكشف عن الانتحال الأكاديمي، رغم وجود برنامج خاص "سوفت وير" (ترينتن)، يقوم بفحص الورقة العلمية من خلال مقارنتها مع المادة الأكاديمية المتوفرة على الإنترنت.. مشيرة إلى أن هذا لا يفيد في "طاحونة المقالات" المنتشرة على الإنترنت، التي تتقاضى 500 جنيه إسترليني لكل مقال من أربعة آلاف كلمة، وتعطي للكاتب 50 جنيها فقط. 

وينقل التحقيق عن جيفري أولدرمان من جامعة "باكنغهام"، قوله: "ما أطلق عليه النوع الأول من الانتحال، وهو النسخ واللصق، في تراجع؛ لأنه صار من السهل الكشف عنه، ولكن النوع الثاني من الانتحال، الذي يستخدم مواد معدة للبيع، في تزايد". ويضيف أولدرمان أنه لم ير حالات غش في الجامعة، ولكنه شاهد مرة شخصا، وهو ويوزع ملصقات عن خدمات لكتابة المقالات في حديقة الجامعة "وأمرنا بإخراجه من حرم الجامعة". 

ويقول أولدرمان إن بعض الثقافات ترى ميزة في نقل الطالب من كتب أستاذه، ولهذا فإن هناك حاجة لتعليمهم. وبحسب إحصائيات 2013- 2014، فإن من بين 2.3 مليون طالب في الجامعات البريطانية يبلغ عدد الطلاب الأجانب (من خارج بريطانيا والاتحاد الأوروبي) 31090 طالبا. 

ويجد تحقيق "التايمز" أن محاولات الغش تشمل كتابة معلومات على جاكيت الطالب، أو تبادل إشارات معينة مع زميل آخر. كما أن معظم حالات الغش العامة هي البدء بالإجابة على الأسئلة بسرعة، قبل بدء الامتحان، أو المضي في الكتابة بعد مضي الوقت. 

وتلفت الصحيفة إلى أن محاولات إدخال أجوبة تشمل كتابة معلومات على كل شيء، من الجاكيت والحاسب الآلي والممحاة الكبيرة، أو الاستفادة من الذهاب للحمام، من أجل النظر إلى الأجوبة. ففي جامعة "إيكستر"، تم التحقيق مع طالب قضى وقتا طويلا في المرحاض، ولم يستخدم الحمام العادي والسريع. وفي جامعة "كامبريدج" قررت الجامعة تخفيض علامات طلاب للصفر، بعد الكشف عن أنهم استخدموا الذهاب إلى الحمام، واطلعوا عبر هواتفهم النقالة على مواقع للإنترنت؛ بحثا عن أجوبة. 

ويفيد التحقيق بأنه رغم أن محاولات الطلاب الغش أثناء الامتحان عامة، فإن الانتحال في الدراسات والمقالات السنوية شائع، فقد سجلت جامعة أوكسفورد خلال الأعوام الأكاديمية الثلاثة الماضية 109 حالات، وأدانت جامعة كامبريدج خمسة طلاب.

وتختم "التايمز" تحقيقها بالإشارة إلى أن جامعة "درام"، قالت إنها عثرت على ما بين 13 و41 حالة انتحال في خمس سنوات أكاديمية، فيما اكتشفت جامعة "لانكستر" 33 حالة في ثلاث سنوات أكاديمية. وفي جامعة "كينت" اكتشفت 1947 حالة، وفي جامعة "ويستمنستر" 1933 حالة، وفي جامعة "شرق لندن" 1828 حالة، وفي "أوكسفورد بروكس" 1711 حالة، وفي "شيفيلد هالام" 1740 حالة، وفي "غرينتش" 1499، وفي "إدنبرة نابيير" 1395 حالة، وفي "إيسكس" 1329 حالة، وفي "كارديف ميتروبوليتين" 1103 حالات، وفي "ستراتفورد شاير" 1098 حالة.
التعليقات (1)
محمد
الجمعة، 22-01-2016 08:51 ص
هذا هو حال الطلاب والطالبات في الخارج طبعاً ليسوا كلهم، و لكن الفئة التي ارسلوهم ابائهم على حساب الشعوب الضعيفة، الفئة التي لا يستطيع حتى يكون جملة مفيدة، الفئة التي لا تفهم معنى الدراسة في الخارج، الفئة المستحمرة التي تضن الدراسة في الخارج هي سياحة و شهرة عالمية لا غير، و النجباء الفقراء دعهم في طوابير الانتظار و البيروقراطية و بالكاد يحصل على ليسانس في علم تمجيد الحاكم.