سياسة عربية

كيف قرأ "أبو قتادة" خطاب البغدادي وحال "الدولة" من خلاله؟

"أبو قتادة" عن البغدادي: ليت هذا الرجل يترك غرور الذات وتضخيمها - أرشيفية
"أبو قتادة" عن البغدادي: ليت هذا الرجل يترك غرور الذات وتضخيمها - أرشيفية
قال منظر التيّار السلفي الجهادي، عمر محمود عثمان، الشهير بـ"أبو قتادة الفلسطيني" إنه "كان كل عاقل يأمل من البغدادي في كلمته الأخيرة أن يراجع أخطاءه في حق الجهاد والمجاهدين، ويغتنم الفرصة ليجمع شمل المسلمين".

وأوضح "أبو قتادة" أن "البغدادي أشار بخطوط عريضة إلى المحنة التي يعيشها هو وجماعته قبل غيره، حيث سمى جماعته (ثلة قليلة)، وأشار إلى حال عاشته جماعته في العراق لما انحسر أمرهم وصاروا إلى ضعف وقلة، وطوردوا في كل مكان حتى عدم الملجأ والملاذ، وكأنه يحضر أتباعه لهذا المصير".

وتوقّع "أبو قتادة" أن تنظيم الدولة يشهد انشقاقات في صفوفه، قائلا: "أشار البغدادي إلى انقلاب أفراد وجماعات عليه، بقوله عن جماعته إنها لفظت الأدعياء والمنافقين، وهي إشارة إلى انشقاق حاصل في داخلهم".

وكشف "أبو قتادة" جانبا من "تناقض" البغدادي في كلمته، قائلا: "الخطاب في أوله كان موجها لكل المسلمين، بل إنه اعترف ضمنا بجهاد من كفروهم اليوم وقاتلوهم، وهم جماعة طالبان، حيث صرح بأن المجاهدين أدبوا الأمريكان في أفغانستان، وهو يعلم أن الجماعة الوحيدة التي فعلت هذا هي الإمارة الإسلامية التي عاداها وقاتلها هناك".

وأضاف قائلا: "شعر كل سامع لهذه الكلمة أن صاحبها أراد توسيع دائرة المسؤولية؛ حيث خاطب كل المسلمين وحمّلهم الواجب، والناس يعلمون أن أولى الناس بهذا الخطاب هم المجاهدون حقا في بلاد الإسلام ممن قاتلتهم جماعته وكفرتهم، فبداية الخطاب توحي بأن الرجل صار يؤمن بإمكانية السير مع غيره، وبترك التكفير والقتال لغيره ولغير جماعته، لكن آخر الخطاب كان مؤسفا حقا، حيث تغيرت لهجته وصارت أقرب إلى نفسه القديم، وهو نفس الغرور والاستعلاء، وهو نفس وإن كان ضعيفا لواقعه الذي أشار إليه مما تقدم ذكره، إلا أنه جعل جماعته هي المقصود لا غير من هذا المكر العالمي والدولي ضد المجاهدين".

"أبو قتادة" رفض فكرة البغدادي بأن تنظيم الدولة هو المستهدف الوحيد، قائلا: "لا أظن أن رجلا يقول مقالته وهو يعيش حالة الناس وواقعهم، لأن الجميع يرى أن كل شعار إسلامي مستهدف من قبل أعداء الله، وإن كانت التصريحات المعلنة تلقي المزيد من الدخان لخداع الناس وتغييب عقولهم".

وأضاف بقوله: "الرجل يقول: لم يعد يخفى أن جماعته هي عمود فسطاط الإسلام، وهو يعلم أن هذا غير صحيح، أو هو يعيش في حالة إنكار مرضية، فلو كان الأمر كما قال لسارع الناس هروبا إليه لا هروبا منه، خاصة أن بناء دولته المزعومة يقوم على البوليسية التي تمنع حتى حركة العلماء".

وأكمل قائلا: "فأنت لا تكاد تجد أحدا يتحرك أو يتكلم، في صورة لا تعكس أبدا حقيقة دولة الإسلام التي يفيض فيها، ومنها العلماء والعقلاء، ونحن وغيرنا لا نكاد يرى إلا العدناني والبغدادي، في سياسة واضحة تشرح عقلية القائمين على هذا التنظيم البوليسي الغريب عن واقع دولة الإسلام، فالحق أن الناس لا يرونكم بهذا الزعم، لا العقلاء ولا الصبيان ولا العجائز".

وعاد "أبو قتادة" مجددا للحديث عن "تناقضات" البغدادي، قائلا: "ألم تقل: لو كان (أي التحالف) إسلاميا لأعلن نصرته لأهل الشام!؟ فإن كان هذا معيارك، فأين أنت ممن نفر وجاهد وجرح وقدم الدم والمال والجهد من أجل أهل الشام، ثم تأتون أنتم لاتهامه بالعمالة والكفر والردة، لا لأمر إلا لأنه خالفكم ولم يداهنكم في الدخول في خلافتكم!".

"أبو قتادة" خلص إلى أن "البغدادي ما زال يعيش حالة الإنكار، والتصورات الذاتية، بعيدا عن الواقع وحقيقته، وذلك حين دعا إلى إخراج المساجين، وخاصة طلبة العلم، وهي كلمة أشبه بالاستغفار من ذنب اقترفه هو وجماعته، فهو يعلم أن هذا لا يشغلهم لما تقدم من حوادث سابقة، ولعله قالها من ضغط الكلمات التي يقولها كل عاقل لهم، وذلك بأن إصدار صور القتل أحب اليهم من فكاك الأسير، ومع ذلك، فإن الوجه الذي قاله البغدادي فاقد لمصداقية الواقع، فهو يعلم أن من دعاهم لهذا هم أنفسهم من يسميهم بالولايات، وهي لا تحمل من دلالة واقعية لها".

وقلّل "أبو قتادة" من جديّة تهديد البغدادي للاحتلال الإسرائيلي، قائلا: "يشبه هذا ذكره لقضية فلسطين، وكأنه استمع لنقد من قال له وهو يذكر العالم كله حتى روما، ولا يعرج على فلسطين وأمل المسلمين فيها".

وأكمل: "لقد دعا أتباعه إلى نبذ الظلم، وهي كلمة أشبه بالكلمة السابقة، وأنا أعلم أنه يشعر بوطأة ما يفعله هو وجماعته ضد الناس، لكن هل عنده القدرة بأن يتابع السير حقيقة نحو تحقيقها واقعا، فيرتفع الظلم الأعظم من تكفير المجاهدين وقتلهم، في وقت يحتاج فيه المسلمون إلى التكاتف والوحدة ، أو الإعذار والتنسيق".

وأضاف قائلا: "ليت هذا الرجل يترك غرور الذات وتضخيمها، فكلمته أنه يعيش حالة فريدة من التاريخ، إذ لم يجتمع ملل الكفر قتالا لطائفة إلا على جماعته يدل على هذا الخطأ الشنيع".

وختم "أبو قتادة" تعليقه، بالقول إن "خطاب البغدادي خلا من أي وجهة تعطي معاني القائد الذي لا يخرج على الناس إلا ليقيم لهم المفاهيم اللازمة لواقع المعركة والحال، ولكن البغدادي أبى إلا أن يكون في هذا لخطاب واعظا".
التعليقات (11)
Umar ahmmed
السبت، 02-01-2016 10:33 م
تنظيم الدولة
لن يضروكم
الإثنين، 28-12-2015 08:28 ص
هنيئالك تمتعك بجوار ابن الانجليزية لما كنت تقول الحق كنت مسجون ولما انبطحت هيئوا لك المنابر ليستعملوك يامغرور
عمر
الأحد، 27-12-2015 10:00 م
والله كرهتونا بكل شيء .الله ياخذكم واحد واحد واولهم انت يا شيطان
يا ابا قتادة
الأحد، 27-12-2015 09:54 م
والله لو عاصر القتادة واخوه المقدسي عصر ابي بكر الصديق لحملا عليه بكل ما اوتيا من قوة ولوقفا مع اكابر مكة وبطونها ممن بدؤوا يتململون ويتفلفلون (فلول النظام البائد ما قبل فتح مكة) بعد وفاة الرسول, ضد ابي بكر وجهاده المرتدين والخارجين عن الدولة الفتية التي انشاها الرسول غداة فتح مكة.. مثلما يفعلونه الان مع الدولة.. ما كره هذان السيدان شيئا في هذه الدنيا وظلمها وطواغيتها ونظامها العالمي, قدر كرههم للدولة الاسلامية دولة ابي بكر البغدادي. فابي بكر البغدادي وابي بكر الصديق سيان عند هاذان المعتوهان المقدسيي والقتادة. كلاهما يستوجب الذم والقدف والحمل عليهما..
محمد عبد الله
الأحد، 27-12-2015 05:54 م
سبق ونصحت هذا المدعو محمود الفلسطيني بأن يترك هذه الثلة المجاهدة التي يحاربها العالم ، بأن يتركها وشأنها ويلتفت للطواغيت الذين اذلوا الامة على مدار قرن من الزمن لكنه ابى الا ان يرضي اسياده مخابرات الطواغيت حتى لا يعيدوه للسجن فليس امامه الا الشتم والطعن باشرف المخلوقات ، يجاهدون عن كل الامة النائمة وهو يأكل المناسف على سفر الطواغيت