سياسة عربية

الظهور العلني لقائد المخابرات يصنع الحدث بالجزائر

لم يتعود الجزائريون رؤية رئيس المخابرات
لم يتعود الجزائريون رؤية رئيس المخابرات
صنع ظهور رئيس دائرة الأمن والاستعلام (المخابرات) بوزارة الدفاع الوطني بالجزائر، اللواء عثمان طرطاق، الأحد، بالجزائر، الحدث الأبرز، إذ لم يتعود الجزائريون، على رؤية رئيس المخابرات ولو بالتلفزيون، طيلة عقدين ونصف.

ظهور اللواء عثمان طرطاق المدعو "بشير"، كان بمناسبة انعقاد الدورة الأولى للجمعية العامة للشرطة الأفريقية "أفريبول"، التي بدأت فعالياتها، الأحد، وتنتهي الاثنين، بنزل الأوراسي في العاصمة الجزائر.

وعين الرئيس الجزائري، اللواء عثمان طرطاق، على رأس جهاز الأمن والاستعلام (المخابرات) بوزارة الدفاع الوطني، يوم 13 أيلول / سبتمبر الماضي، خلفا للجنرال محمد مدين، الذي أحيل على التقاعد، وكان طرطاق يشغل مستشارا أمنيا لدى الرئيس الجزائري، قبل تعيينه على رأس أكثر الأجهزة الأمنية إثارة للجدل بالبلاد.

وطيلة 25 سنة قضاها على رأس الجهاز، لم يعرف الجزائريون، شكل رئيس جهاز المخابرات، السابق الجنرال محمد مدين، المدعو "توفيق" فالرجل لم يظهر ولو لمرة واحدة بالتلفزيون، كما لم يدل بأي تصريح.

وينعت الجنرال محمد مدين، بـ"صانع رؤساء الجزائر"، لكن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تمكن من عزله، بعد أن أحال جنرالات مقربين منه على التقاعد، بينما وضع أقرب الجنرالات إلى مدين، بالسجن، ويتعلق الأمر بالجنرال حسان، الذي كان قبل كانون الأول/ ديسمبر، يشغل رئيس جهاز مكافحة الإرهاب بدائرة الاستعلام والأمن.

وبعث الجنرال محمد مدين، في الرابع من الشهر الماضي (تشرين الثاني/ نوفمبر) رسالة إلى الجزائريين، يندد فيها بسجن الجنرال حسان، وقال "إنه سجن ظلما".

وطيلة ربع قرن من الزمن، لم يظهر الجنرال محمد مدين، ولا يتداول له إلا صورة أو اثنين، تتصدران الصحف باستمرار.

وكسر اللواء بشير طرطاق الذي اشتغل تحت إمرة الجنرال توفيق، لسنوات عديدة، القاعدة التي بناها رئيسه، بعدم الظهور، وظهر الأحد متصدرا الصفوف الأولى، لدى انعقاد الدورة الأولى للجمعية العامة للشرطة الأفريقية "أفريبول".

لكن، هل كان ظهور طرطاق عفويا؟ يتساءل محمد دخوش، الخبير الجزائري بالشؤون الأمنية، ويستدرك في تصريح لصحيفة "عربي21"، الأحد: "بالطبع ليس عفويا، نحن نتكلم عن رئيس جهاز حساس هو عصب الأمن الوطني، ولا تتسم خرجاته بالعفوية إطلاقا".

 ويضيف دخوش: "هناك رسالة واضحة يريد إيصالها، مفادها أنه يريد إحداث قطيعة مع ممارسات عهد قد مضى، وأن خدمة الأمن الوطني لا تعني بالضرورة الاحتجاب عن الظهور العلني، ففي كبريات الدول نجد مسؤولي المؤسسات الأمنية معروفون ويظهرون للعلن".

وتداعت الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي مبرزة "الحدث الأعظم"، الأحد، والمتمثل بالظهور العادي للرجل الأول بالمخابرات الجزائرية. وخصصت قناة "النهار" الجزائرية، حيزا لتغطية ظهور اللواء طرطاق وقالت: "إن اللواء ظهر بربطة عنق وردية".

ويأتي ظهور اللواء طرطاق بأوج الجدل بخصوص "تمدين الحكم"، وظل الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني (الحزب الحاكم ) في البلاد، يردد طيلة الأشهر الأخيرة، ما يفيد بضرورة "وضع حد لنفوذ المخابرات وعلى رأسها الجنرال مدين". 

واعتبر ظهور اللواء طرطاق، بمناسبة "مدنية" بمثابة رسالة بضرورة تمدين الحكم بالجزائر وانتهاء زمن "الحكم من وراء الستار"، وهو ما كان يتهم به الجنرال محمد مدين.

ويشار بالجزائر إلى وجود "تحالف" رئاسي، ضد الجنرال مدين المدعوم من طرف وزير الدفاع الأسبق، خالد نزار، وكلاهما كان له دور كبير إبان الأزمة الدموية التي تخندقت بها الجزائر في التسعينيات من القرن الماضي.

وقال الإعلامي الجزائري، حميد قومراصة، معلقا عن ظهور اللواء طرطاق وكسره لقاعدة سابقه الجنرال توفيق: "الرسالة واضحة وهي نزع الهالة التي أحاطت بمنصب مدير المخابرات منذ الاستقلال وخاصة في عهد الجنرال توفيق".

وأضاف قومراصة في تصريح لصحيفة "عربي21"، الأحد: "جماعة الرئيس التي يتبع لها طرطاق، تبحث عن "تطبيع" منصب مدير الاستخبارات، بمعنى تسويق ظهوره في العلن، في صورة الموظف العادي في الدولة الذي يشارك في التظاهرات المتعلقة بالأمن".

كما تابع قائلا: "وقد يتطور هذا التصرف في المستقبل بمشاركة طرطاق في النقاش حول الأمن في البلاد وفيما يجري في الدول المجاورة، بحوارات وتصريحات".
التعليقات (3)
Ouaker faucal
الخميس، 30-05-2019 12:52 م
الى احترماتي للواء الدي يكافح فرنسا والدي ترك الراحل يستريح في قبره يلزمه كفاح الشرطة انا وكار فيصل ابن عبد القادروكار الدي كان راءد عندم كان ابي راءد في القواة البحريةجاءو الشرطة لعمل السحر امام باب المركز ببرج البحري لضعف العسكريين ووقع شجار بين العسكريين والشرطة هاد السبب كيف بدا العدو يختبر قتلي وبعد بقية صامتا ايام وبعد عندم ياخدني ابي معه يبحثون علي انا ليقتلوني وكثير من العسكر ماتوا وحرروني وبعد خروج ابي ودفع الرشاش بدوا يدرسون حكاية الارهابي عندم كنت صغيرا ولا نفع رصاص العدو دمروني في الصحراء ب السم وعندم كنا نقتل فيهم ب الرصاص اندرو عباد من تقرت لتدميري ب السم وهم شرطة واندروهم ان يلحقوهم الى الجزاءر بعد قفل لهم الابواب الراحل واليوم اطلب منك ان تنزع كل ورقة او ملف مزور با اسم وكار فيصل ابن عبد القادر 1974 08 19 وارجوا ان تنفعني ان اردت واحترماتي والسر يقول الجزاءر وتتصل ب ورقلة لا اقدر ادهب لورقلة واعطيهم هاد السر
sulhussein
الإثنين، 14-12-2015 02:04 ص
الظهور هذا يعني التطلع إلى كرسي الرئاسة
أبو متعب
الإثنين، 14-12-2015 01:19 ص
قتل بيديه بين 300 الى 400 معتقل وهو يسرح و يمرح تحميه الدول. أول ما يُسأل العبد يوم القيامة في حق الله الصلاة و أول ما يضى فيه من حق العباد الدماء..قال تعالى:" وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا" سورة الإسراء