قال دبلوماسيون بالأمم المتحدة إن دولا غربية يسوؤها الوضع الإنساني المتردي وزيادة عدد القتلى المدنيين في
اليمن بدأت في الضغط أكثر على
السعودية سعيا للوصول لاتفاق سياسي ينهي الحرب الدائرة هناك منذ نحو تسعة أشهر.
وقال الدبلوماسيون، إنه بينما انصب الضغط في مجمله من خلال دبلوماسية سرية، فإن الولايات المتحدة ستسلط الضوء أمام العالم على الصراع حين ترأس جلسة علنية لمجلس الأمن الدولي بخصوص اليمن في 22 كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
وستكون هذه أول جلسة علنية لمجلس الأمن بشأن اليمن منذ تدخل تحالف تقوده السعودية في القتال بهذا البلد منذ آذار/ مارس الماضي لإعادة سلطة الرئيس عبدربه منصور هادي، والتصدي لما تعتبره نفوذا إيرانيا متناميا، وتتهم السعودية إيران بدعم الحوثيين في اليمن.
وقال دبلوماسي بارز بمجلس الأمن، اشترط عدم نشر اسمه، "نتوقع أن تسمع السعودية انتقادا صادقا حين يجتمع المجلس، إنه أمر تأخر كثيرا".
ومن المقرر أن تنطلق محادثات سلام برعاية
الأمم المتحدة، الثلاثاء المقبل، بهدف الوصول لاتفاق حول حكومة جديدة.
5800 شخص قتلوا في الصراع اليمني
وتقول الأمم المتحدة إن 5800 شخص على الأقل نصفهم من المدنيين قتلوا منذ بدأ التحالف شن غارات جوية ضد الحوثيين وحلفائهم في آذار/ مارس. ويحتاج أكثر من 21 مليون شخص في اليمن للمساعدات الإنسانية أي نحو 80 بالمئة من السكان لتصبح أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش، ومقرها نيويورك، التحالف الذي تقوده السعودية بعدم التحقيق في قتل مئات المدنيين باليمن، وقالت المنظمة إن الولايات المتحدة "عليها النظر في مخالفات قوانين الحرب في الصراع الذي تقف فيه مع السعودية".
وأقرت وزارة الخارجية الأمريكية، الشهر الماضي، بيع قنابل ذكية للسعودية بقيمة 1.29 مليار دولار للمساعدة في سد نقص الإمدادات.
وقال دبلوماسي كبير آخر بمجلس الأمن، اشترط عدم نشر اسمه، "أشعر بقدر كبير من القلق بشأن السعودية من قبل عدد كبير من الدول في المجلس ويرغب الناس أن يقولوا هذا يكفي ونحن بحاجة للتركيز على دفع عملية (السلام) هذه."
ولفت الرئيس اليمني هادي للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الاثنين الماضي، أنه طالب التحالف ببدء هدنة لسبعة أيام قابلة للتجديد يوم الثلاثاء بالتزامن مع انطلاق محادثات السلام.
وقال دبلوماسي ثالث كبير بمجلس الأمن "نقوم بشكل من أشكال نقل رسالة خاصة للرياض مفادها أن عليهم ترجمة التفوق العسكري إلى عملية سياسية وليس مواصلة العمل العسكري بغرض تحقيق نصر عسكري كامل."
مخاوف من انهيار المباحثات
في حين قال دبلوماسيون غربيون إنهم يأملون في أن تشكل محادثات السلام ووقف إطلاق النار بادرة على أن السعوديين الآن يريدون حلا سياسيا ينهي الصراع، لكنهم يحذرون من أن محاولات سابقة لتطبيق وقف إطلاق نار انهارت.
ولم ترد البعثة السعودية بالأمم المتحدة على طلب للتعليق. وتقول الرياض إنها تدعم تسوية سياسية، وأعلن مجلس التعاون الخليجي، الخميس، خططا لعقد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار في اليمن بعد التوصل لوقف إطلاق نار.
وتصدرت الأمم المتحدة قائمة المنتقدين في العلن للتحالف بسبب الأزمة الإنسانية، وزيادة أعداد القتلى المدنيين. وقبل أيام انتقد الأمين العام "بان" التحالف مرة أخرى بسبب قصف مستشفى تديره منظمة أطباء بلا حدود الإغاثية.
ولم تأت انتقادات من الولايات المتحدة والقوى الغربية إلا نادرا، لكن واشنطن صارت أكثر تصريحا.
ففي فاتح كانون الأول/ ديسمبر الجاري قالت سمانثا باور، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، إن بلادها "شجعت التحالف على التمييز الشديد وبذل جهد لضمان توافق كل ما تقوم به في اليمن مع القانون الإنساني الدولي".