سخر رئيس النظام السوري بشار الأسد، من استراتيجية رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في المنطقة، ومشاركته في شن ضربات ضد تنظيم الدولة في سوريا، مؤكدا أنها "ستفشل، وتجعل الأمور أكثر سوءا"، بحسب تعبيره. وقال إن روسيا "تحمي سوريا والعراق والمنطقة ونفسها وأوروبا".
وفي مقابلة أجراها الأسد مع صحيفة "صانداي تايمز" البريطانية قبل إقرار البرلمان البريطاني شن الضربات على تنظيم الدولة في سوريا الخميس، قال الأسد إن "بريطانيا وفرنسا لا تمتلكان الإرادة لمحاربة الإرهاب ولا الرؤية حول كيفية إلحاق الهزيمة به"، مضيفا أن "ضرباتهما الجوية في
سوريا غير قانونية ولن تحقق أي نتيجة"، بحسب تعبيره.
واعتبر الأسد أن الضربات الجوية البريطانية والفرنسية ضد
تنظيم الدولة "ستزيد الأمور سوءا، وتشكل دعما للإرهاب، لأن التنظيمات الإرهابية أشبه بالسرطان، والسرطان لا يعالج بإحداث جرح فيه بل باستئصاله بشكل نهائي"، على حد تعبيره.
وكرر رئيس النظام السوري، الذي قتل أكثر من 250 ألف مدني منذ بداية الأزمة في سوريا قبل خمسة سنوات تقريبا، مزاعمه بأن بريطانيا وفرنسا تدعمان الإرهاب، واصفا إياهما بأنهما "شكلتا منذ البداية رأس الحربة في دعم الإرهابيين".
وسخر الأسد من قول كاميرون حول وجود سبعين ألف مقاتل "معتدل في سوريا"، واصفا إياه بأنه "حلقة جديدة من المسلسل الهزلي الذي يقدم الخدع والمعلومات الزائفة بدل الحقائق"، متسائلا: "أين هم السبعون ألفا؟"، معتبرا أنهم ليسوا موجودين، وليس هناك "حتى سبعة آلاف مقاتل"، بحسب قوله، متابعا بأن "
روسيا طالبت الدول الغربية بتقديم معلومات عن مكان وجود هؤلاء وقياداتهم، ولكن تلك الدول لم تستجب"، على حد قوله.
وهاجم الأسد التحالف الذي تقوده أمريكا ضد تنظيم الدولة، واصفا إياه بـ"الوهمي والافتراضي، لأنه لم يحقق أي إنجازات على الأرض"، زاعما أن "سوريا لا تضيع الوقت في مناقشة ما يقوم به التحالف لأنها بدأت بمحاربة الإرهاب، وستصرف النظر عن وجود أي قوة عالمية"، في وقت تشهد فيه سوريا تدخلا عسكريا روسيا مباشرا، ودعما جويا وميدانيا من روسيا وإيران وحزب الله وعشرات المليشيات الشيعية اللبنانية والعراقية.
واعتبر رئيس النظام السوري أن "الدعم غير المحدود الذي يتلقاه الإرهابيون من دول عدة هو سبب إطالة الأزمة وجعلها أكثر تعقيدا"، لافتا إلى أن التنظيمات الإرهابية في سوريا ومنها تنظيم الدولة، وجبهة النصرة "واحدة لأنها تستند إلى أيديولوجيا وهابية ظلامية منحرفة"، على حد قوله.
وحول الدعم الروسي للنظام، قال الأسد إن "هذا الدعم لعب منذ البداية إلى جانب الدعم القوي والراسخ لإيران دورا مهما جدا في صمود الدولة السورية في محاربتها للإرهاب"، مضيفا بقوله: "نحن دولة ذات سيادة. فعندما أراد الروس تشكيل تحالف ضد الإرهاب، فإن أول شيء فعلوه كان الشروع في نقاشات مع الحكومة السورية قبل أي طرف آخر ثم بدأوا بمناقشة القضية نفسها مع حكومات أخرى ثم أحضروا قواتهم الجوية.. وبالتالي فإن هذه هي الطريقة القانونية لمحاربة الإرهاب".
وأشار
بشار الأسد إلى أن "علاقتنا بالروس تمتد إلى أكثر من خمسة عقود وقد كانت لهم دائما طواقم عسكرية في سوريا"، مدعيا أنه "ليست هناك أي قوات روسية برية في سوريا باستثناء الطواقم التي يرسلونها مع قواتهم العسكرية وطائراتهم لحراسة القواعد الجوية.. وهذا أمر طبيعي"، مؤكدا عدم وجود أي قوات برية تقاتل مع جيش النظام.
ودافع الأسد عن القرار الروسي بالتدخل العسكري، والذي تصفه المعارضة بـ"الاحتلال"، بأن دوافعه هي "توسع تنظيم الدولة وجبهة النصرة، منذ بدء عمليات التحالف الذي تقوده أمريكا"، معتبرا أن الروس رأوا في ذلك تهديدا و"قرروا حماية سوريا والعراق والمنطقة وأنفسهم"، بحسب تعبيره.