سياسة دولية

مخاوف من اكتساح اليمين المتطرف لانتخابات المناطق بفرنسا

يحظى حزب الجبهة الوطنية بحسب الاستطلاع الجديد بـ 30% من نوايا الأصوات على المستوى الوطني ـ أرشيفية
يحظى حزب الجبهة الوطنية بحسب الاستطلاع الجديد بـ 30% من نوايا الأصوات على المستوى الوطني ـ أرشيفية
قبل يومين من انتخابات المناطق التي يخوضها اليمين المتطرف من موقع قوة، يدخل الاشتراكيون الحاكمون والمعارضة اليمينية المعركة بقوة سعيا لتعبئة ناخبيهم والتصدي لتقدم حزب الجبهة الوطنية المتوقع.

وحسب آخر استطلاع للرأي صدر الجمعة، اليوم الأخير، من حملة انتخابية تجري تحت وطأة اعتداءات باريس، أكد نتائج سلسلة من الاستطلاعات السابقة، أشارت إلى تصدر حزب مارين لوبن نوايا التصويت في الدورة الأولى من انتخابات المناطق الأحد.

ويحظى حزب الجبهة الوطنية بحسب الاستطلاع الجديد بـ 30% من نوايا الأصوات على المستوى الوطني متقدما على حزب الجمهوريين (معارضة) بزعامة الرئيس اليميني السابق نيكولا ساركوزي وحلفائه الوسطيين 29% فيما يأتي الاشتراكيون بزعامة الرئيس فرنسوا هولاند في المرتبة الثالثة 22%.

وكتبت صحيفة لو باريزيان الشعبية التي نشرت نتائج التحقيق "بعد ثلاثة أسابيع على الاعتداءات وفي ظل حال الطوارئ، يتخذ اقتراع الأحد بعدا تاريخيا غير متوقع".

وقال السكرتير الأول للحزب الاشتراكي، جان كريستوف كامباديليس، متحدثا لشبكة "بي إف إم تي" في التلفزيونية إن "هذه الانتخابات هي انتخابات مناطق، وستكون محط أنظار على المستوى الوطني وعلى المستوى العالمي".

فبعد تحقيق اختراقات العام الماضي في الانتخابات البلدية والأوربية، يطمح حزب الجبهة الوطنية لإثارة زلزال سياسي غير مسبوق في انتخابات المناطق، وهي الانتخابات الأخيرة قبل الرئاسيات عام 2017.

وكان حزب مارين لوبن في موقع قوة في الأشهر الأخيرة غير أن صدمة اعتداءات باريس التي أوقعت 130 قتيلا في 13 تشرين الثاني/نوفمبر أعطته دفعا إضافيا.

وبحسب آخر استطلاعات الرأي، فهو يتصدر في أربع إلى ست مناطق من أصل المناطق الـ13 التي تشملها الانتخابات فيما فوزه مرجح في منطقتين على الأقل في الدورة الثانية في 13 كانون الأول/ديسمبر.

وتتصدر مارين لوبن بفارق كبير المرشحين في منطقة نور با دو كاليه- بيكاردي في الشمال فيما تتقدم ابنة شقيقها ماريون ماريشال لوبن في منطقة بروفانس ألب-كوت دازور في جنوب شرق فرنسا.

وأشار استطلاع للرأي نشرت نتائجه الخميس في صحيفة لوموند إلى أمكان فوز الحزب في منطقة الزاس-شمبانيه-أردين-لورين (الشرق) حيث يترشح فلوريان فيليبو مساعد مارين لوبن المسؤول عن وضع "استراتيجيتها".

ويلف الغموض نتائج الانتخابات في مناطق أخرى مثل بورغونيه-فرانش كونتي (وسط شرق) والنورماندي (شمال غرب) اللتين قد ترجح كفتهما إلى الجبهة الوطنية.

وفي هذا السياق كثف اليسار واليمين في الساعات الأخيرة الدعوات إلى التعبئة متوجهين إلى ناخبين يميل نصفهم إلى المقاطعة.

وردد رئيس الحزب الاشتراكي "الامتناع يعني التصويت للجبهة الوطنية"، داعيا "جميع الفرنسيين" إلى "انتفاضة مدنية".

من جهتها رأت المسؤولة الثانية في حزب الجمهوريين ناتالي كوسوسكو موريزي أن "المجازفة بانتقال مناطق إلى الجبهة الوطنية يعني الذهاب من سيء إلى أسوأ" وأضافت في إشارة إلى اعتداءات باريس "عرفنا مأساة كبرى ... دعونا لا نضيف إليها كارثة سياسية".

والحزب الاشتراكي الذي يترأس منذ انتخابات 2010 جميع المناطق باستثناء واحدة، قد لا يحتفظ سوى بثلاث أو أربع مناطق بعد الانتخابات، وهو لم يستفد حتى الآن من الارتفاع الكبير الذي سجلته شعبية الرئيس فرنسوا هولاند في ظل التأييد الشعبي الكبير لسياسته الأمنية إثر الاعتداءات.

ويعاني الحزب الاشتراكي من انقسامات اليمين ومن الحصيلة الضعيفة للسلطة التنفيذية على الصعيد الاقتصادي مع ارتفاع البطالة إلى مستوى قياسي إذ باتت تطاول 3.59 مليون شخص.

ولا يزال اليمين يأمل بالفوز بغالبية من المناطق غير أن نوايا التصويت له تراجعت لصالح الجبهة الوطنية التي ركزت خطابها القومي والمعادي للهجرة على تهديد "الإسلام".

وتتوقف نتائج الانتخابات إلى حد بعيد على موقف الحزب الاشتراكي وحزب الجمهوريين في الدورة الثانية في المناطق التي يمكن أن تنعطف وتصوت لليمين المتطرف، سواء عمد الحزبان إلى تجيير الأصوات أو حتى التحالف لقطع الطريق أمام الجبهة الوطنية أو دخلا في منافسة ثلاثية تضمن فوزه.

وأعلن رئيس الوزراء الاشتراكي مانويل فالس استعداده "للقيام بكل ما هو ممكن" لإلحاق الهزيمة بالجبهة الوطنية، لكن من جانب اليمين رفض ساركوزي الأربعاء فرضية تشكيل "جبهة جمهورية".
التعليقات (0)