ملفات وتقارير

"الحرب على الإرهاب" وأزمة سوريا أبرز ملفات الأردن بموسكو

الأردن وروسيا باتا يتقاطعان في مصالح كثيرة - أرشيفية
الأردن وروسيا باتا يتقاطعان في مصالح كثيرة - أرشيفية
تصدر ملفا "الحرب في سوريا" و"مكافحة الإرهاب" لقاء العاهل الأردني عبد الله الثاني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سوتشي جنوب موسكو، بعد تكليف المملكة بدور "المنسق" لوضع قائمة الجماعات الإرهابية في سوريا.
 
وتوقع الخبراء أن يكون جدول العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني حافلا في الأيام القادمة بلقاءات "تنسيقية" وزيارات عمل في أوروبا وأمريكا ودول الخليج، حاملا في حقيبته ملفين مهمين هما: تقريب وجهة النظر في قتال بعض الجماعات الإرهابية، والوصول لتسوية سياسية في الملف السوري بعد تغييرات فرضها دخول روسيا كلاعب في المنطقة، وانتقال الحرب من سوريا إلى داخل دول أوروبية.
 
ما هي الملفات التي يحملها الملك عبد الله؟
 
ورجح السفير الأردني الأسبق في موسكو فالح الطويل، أن تشمل زيارات الملك التنسيقية عقب لقاء موسكو وطهران وجميع الدول الفاعلة في الملف السوري، مؤكدا لـ "عربي21"، أنه "بعد طلب روسيا والدول في قمة العشرين من الأردن القيام بمهمة التنسيق بين مختلف القوى، وتنسيق قوائم الإرهاب في سوريا، ستتصل المملكة بجميع الدول بما فيها إيران والغرب والدول العربية للتوفيق بين الآراء المختلفة، خصوصا فيما يتعلق بالفصائل المقاتلة في سوريا وتصنيفاتها بين إرهابية ومعتدلة".
 
وقال الطويل، الذي يملك خبرة في الشأن السوري، إن "الأردن سيحمل أيضا ملفا مهما للروس وكافة الأطراف، وهو التسوية في سوريا"، مضيفا أن "الحل السياسي في سوريا وترك خيار تقرير مصير النظام السوري للشعب، كما أعلن الملك في مقابلة سابقة، يحتاج إلى ترتيبات كثيرة، وشروط تكون مقبولة لكل الفرقاء، وأن يكون الوصول إلى تحقيقها ممكنا في غضون فترة قصيرة، وهنا يأتي دور الأردن للتنسيق بين هذه الأطراف".
  
وكان الكرملين أعلن قُبيل اللقاء أن "التنسيق بشأن الأزمة السورية سيكون محور المحادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني"، بينما قال الديوان الملكي الأردني في بيان مقتضب إن "اللقاء سيركز على الجهود الدولية في الحرب على الإرهاب، إضافة إلى مستجدات الأوضاع في المنطقة، خصوصا على الساحة السورية". 
 
وبالرغم من سيطرة حادثة إسقاط المقاتلات التركية للطائرة الروسية على اللقاء، إلا أن الملك عبد الله الثاني شدد على ضرورة توحيد الجهود بحرب الجماعات الإرهابية قائلا: "تحدثنا ولعدة سنوات عن الطبيعة الشمولية للتحدي الذي نواجهه، وعن أهمية أن نوحّد الجهود الدولية، ليس فقط في منطقتنا، بل في إفريقيا وآسيا، فضلا عن الشرق الأوسط، من أجل محاربة هذا الخطر".
 
مصالح أردنية روسية مشتركة

بدوره، رأى رئيس جمعية الصداقة الأردنية الروسية عيسى الذباح أن "الأردن بات يتفق مع الروس، ويتلاقى في نقاط ومصالح مشتركة، تتمثل في إعادة استتباب الأمن في سوريا، وعودة الوضع لسابق عهده بعد توحيد الجهود والقضاء على الإرهاب".
 
وأضاف الذباح، في تصريح لـ"عربي21"، أن "سوريا سيكون الملف الأكبر الذي يهم الأردن في اللقاء الروسي، لأن الملك مهتم باستتباب الأمن في سوريا وكذلك الروس"، متابعا بأن "واشطن على قناعة الآن بأن الحل في سوريا لن يتم من خلال الصراع العسكري، ولا بد من أن يكون عن طريق التفاهم بين كافة الأطراف غير الإرهابية، وهذا ما أجمعت عليه الدول الغربية؛ بعد أن أصبح واضحا أن الحلول العسكرية يدفع ثمنها كافة الأطراف داخل سوريا وخارجها، وهذا رأيناه في لبنان وباريس".
  
وتعكف المملكة الأردنية على وضع قائمة بـ"الجماعات الإرهابية" في سوريا، بطلب من الدول المشاركة في اجتماع فيينا بشأن سوريا، وعلى رأسها روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.
 
واعتقد عضو لجنة الشؤون العربية والدولية في البرلمان الأردني حسن عجاج أن "الحراك الأردني الروسي يخدم قضايا المملكة القومية والأمنية، فمن أبرز النقاط التي يمكن الاتفاق عليها مع الروس مكافحة الإرهاب والتطرف، إلى جانب مصالح مشتركة بين البلدين في الاقتصاد والعلاقات الطبيعية التي يجب أن تتجذر بشكل كبير خصوصا أن الأردن يرى أن روسيا مؤثرة في المنطقة".

وأضاف النائب لـ "عربي21" أن "الأردن يقوم بدور كبير كطرف محرك من أجل وقف إطلاق النار بين الأطراف وصولا إلى حل سياسي في سوريا".
 
واتفق مع ذلك الرأي المحلل الاستراتيجي عامر السبايلة الذي يصف لقاء الملك ببوتين "بزيارة عمل واضحة"، مؤكدا أن "الملك عبد الله الثاني في جعبته الكثير لتسهيل الحل السياسي، وبالتالي الوصول إلى تسوية مهم في شكل العملية السياسية في سوريا".
 
وأضاف في حديث لـ "عربي21" أن "هذه الزيارة تأتي بعد حصول الأردن على مكانة مهمة في موضوع العلمية السياسية بسوريا، كما يأتي هذا اللقاء للتنسيق بين الأردن وروسيا سياسيا وعسكريا فيما يتعلق بالحدود الأردنية والعملية العسكرية التي تقوم بها روسيا داخل الحدود السورية".
 
وحول وجود تخوفات أمريكية من التقارب الأردني الروسي قال السبايلة إن "الأردن لم يغرد خارج السرب، لكن السؤال الذي يطرح ماذا قدمت الولايات المتحدة في موضوع الأزمة السورية؟ أمريكا لم تكمل في مشروع التحالف واستراتيجية مكافحة الإرهاب، روسيا اليوم تملأ الفراغ، والأردن يتحرك الآن من منطلق استراتيجي ومنظور الأمن القومي والتعامل مع الواقع الجديد".
 
وأكد السفير الأردني الأسبق في موسكو فالح الطويل أن "التنسيق الأردني الروسي بات ضرورة"، خصوصا أن "الطيران الروسي نشيط جدا، ويضرب يوميا مواقع في سوريا بمعدل 90 طلعة جوية، ما يعني الحاجة إلى تنسيق يومي".
 
ملف اقتصادي

 
وبعيدا عن السياسة، سعت المملكة الأردنية لتقارب اقتصادي مع روسيا، وظهر جليا بمنح الأردن عطاء بناء مفاعلين نوويين سلميين لشركة روسية تبلغ مساهمتها من كلفتهما 49.9 بالمئة، فيما ستساهم الحكومة الأردنية بنسبة 50.1 بالمئة.
 
كما أقرت اللجنة الأردنية الروسية العليا التي اجتمعت في موسكو مؤخرا قرارات تتعلق باتفاقيات جمركية وتصدير الفواكه بين البلدين.
 
ورأى رئيس جمعية الصداقة الأردنية الروسية عيسى الذباح أن لقاء الملك مع بوتين في سوتشي "من أهم القمم؛ إذ من المتوقع أن يتم بحث أمور تتعلق بالعلاقات بين البلدين، التي تشمل القضايا الاقتصادية والعسكرية، إلى جانب كيفية وصول المنطقة إلى حالة من السلام خصوصا سوريا والعراق".
التعليقات (0)