تفوق زعيم المعارضة في بريطانيا، وزعيم
حزب العمال جيرمي كوربن على رئيس الوزراء
ديفيد كاميرون في استطلاعات الرأي، على الرغم من حملات التشويه التي تعرض لها كوربن طوال الفترة الماضية في وسائل الاعلام، والتي حاولت ضرب الشعبية التي يتمتع بها في الشارع، خاصة وأنه يتبنى سياسات مغايرة تماما لكاميرون ولأسلافه من حزب العمال أيضا.
ومن المعروف أن كوربن من أبرز النشطاء المؤيدين للقضية الفلسطينية في بريطانيا، كما أنه أحد أبرز المناهضين للحرب على العراق، وهي الحرب التي اتخذ حزب العمال -عندما كان في السلطة- قرار الانضمام لها، كما أن كوربن معروف بميوله اليسارية وتعاطفه مع الفقراء، وهو أحد أبرز معارضي سياسات التقشف التي تنتهجها الحكومة البريطانية في الوقت الراهن.
وتبين من أحدث استطلاع رأي أجرته "إبسوس" ونشرت نتائجه جريدة "اندبندنت" البريطانية الجمعة أن كوربن يستحوذ على درجة أكبر من الرضا من جانب الناخبين، مقارنة بما يحظى به رئيس الحكومة الحالي وزعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون، كما أن كلا من زعيم حزب الاستقلال البريطاني اليميني نيجيل فاراج، وزعيم حزب الديمقراطيين الأحرار تيم فارون يحظون بدرجة رضا أكبر من قبل الناخبين مقارنة بذلك الذي يتمتع به كاميرون، ما يعني أن كافة منافسي كاميرون يحظون بشعبية أكبر منهم في أوساط الناخبين البريطانيين اليوم، بعد ستة أشهر فقط على الانتخابات العامة التي شهدتها البلاد وفاز فيها حزب المحافظين وعلى رأسه كاميرون.
لكن رغم التقدم الكبير الذي يحظى به كوربن أمام منافسيه من زعماء الأحزاب في بريطانيا إلا أنهم جميعا يحظون بحالة رضا متدنية (بالسالب) في أوساط الناخبين البريطانيين، ما يعكس حالة استياء في الشارع من الساسة في البلاد، حيث إن درجة الرضا التي يتمتع بها كوربن بلغت (-3)، أما كاميرون فبلغت (-15) أي بفارق كبير عن منافسه الرئيس زعيم حزب العمال، فيما حظي زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار بدرجة رضا بلغت (-14)، أي أنه قريب من كاميرون الذي كان طوال السنوات الخمس الماضية متحالفا مع "الديمقراطيين الأحرار".
وبحسب الاستطلاع فإن الزعماء السياسيين الأربعة باستثناء كوربن تراجعت شعبيتهم في بريطانيا عما كانوا عليه في السابق، حيث إن كوربن هو الوحيد الذي يبدو بأنه حصد رضا واستحسان أعداد متزايدة من البريطانيين، بينما فقد الآخرون جزءا من شعبيتهم.
يشار إلى أن كوربن تعرض لهجوم عنيف خلال الفترة الماضية في أغلب وسائل الإعلام في بريطانيا، كما أن قطاعا واسعا من المتنفذين في حزب العمال مارسوا تحريضا ضده، فيما تسود الخشية في بريطانيا من أن يكون الرجل رئيس الوزراء المقبل للبلاد، ويتمكن من إحداث تغيير جذري في السياسات العامة، بما في ذلك السياسات الخارجية للمملكة المتحدة.