ملفات وتقارير

إسرائيل توظف هجمات باريس لشيطنة المقاومة وتجريم BDS

نتنياهو استغل هجمات باريس لطلب الإسناد لإسرائيل بحربها ضد الفلسطينيين ـ أ ف ب
نتنياهو استغل هجمات باريس لطلب الإسناد لإسرائيل بحربها ضد الفلسطينيين ـ أ ف ب
تبدي دوائر الحكم اليمينية في إسرائيل، حرصا واضحا على استغلال هجمات باريس في محاولة حشد دعم لها في مواجهة المقاومة الفلسطينية.

وقد عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن هذا التوجه بشكل واضح عندما دعا أوروبا لإسناد إسرائيل في حربها على المقاومة الفلسطينية وعدم إبداء أي تفهم للشعب الفلسطيني في تصديه للاحتلال.

وخلال مؤتمر صحافي عقده مساء السبت في القدس المحتلة، دعا نتنياهو إلى "تنديد قوي" بكل العمليات "الإرهابية" التي ينفذها الفلسطينيون ضد إسرائيل تماما، كما يتوجب التنديد بالهجمات في باريس.

وقد أبدت بعض نخب اليمين الحاكم في تل أبيب رهانا على أن تفضي الهجمات في باريس إلى توثيق التحالف بين إسرائيل وأوروبا، بشكل يفضي إلى تحسين قدرة إسرائيل على مواجه التحديات الإقليمية.

وفي حديث مع الإذاعة العبرية صباح الأحد، قال وزير الشؤون الاستخبارية يسرائيل كاتس، إن هجمات باريس يفترض أن تقنع القيادات الأوروبية بضرورة تفهم مصالح إسرائيل في الضفة الغربية وسوريا وبقية المناطق.

وشدد كاتس على أن المنطق يجب أن يقود أوروبا إلى التصدي لحركة المقاطعة الدولية على إسرائيل (BDS: Boycott, Divestment and Sanctions) وتجريمها بصفتها "إرهابا وسلوكا لاساميا"، منتقدا القرار الأخير الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي والقاضي بتمييز بضائع المستوطنات.

وأشار إلى استعداد الاستخبارات الإسرائيلية لتزويد المخابرات الفرنسية وكل أجهزة المخابرات في أوروبا بالمعلومات الاستخبارية التي بحوزتها، والتي بإمكانها أن تساعد على مواجهة الحركات "الإرهابية"، مشيرا إلى تصريح نتنياهو بالأمس الذي أكد فيه أن إسرائيل قامت بالفعل بتزويد الفرنسيين بمعلومات استخبارية حول الهجمات في باريس.

وفي سياق متصل، أعرب المحلل الإسرائيلي اليميني أمنون لورد عن أمله بأن تفضي الهجمات في فرنسا إلى تعزيز قوة اليمين الأوروبي المتطرف، على اعتبار أن مثل هذا التطور يصب في مصلحة إسرائيل في النهاية.

وخلال مقابلة أجرتها معه صباح الأحد إذاعة "عروتس شيفع" التابعة للمستوطنين، قال لورد: "إن الأحزاب اليمينية الأوروبية تبدي تفهما كبيرا لمواقف إسرائيل ومخاوفها، مشددا على أن هجمات باريس توسع دائرة التفاهم والتعاون بين هذه الأحزاب وحكومة اليمين في تل أبيب".

وتوقع لورد أن تفضي الهجمات في باريس إلى تعزيز حضور الأحزاب اليمينية في أوروبا ووصول بعضها للحكم، معتبرا أن هذا التطور سيمثل فرصة أمام إسرائيل لإقناع هذه الأحزاب بتمرير تشريعات برلمانية "تجرم" الدعوة لمقاطعة إسرائيل.
التعليقات (0)