ملفات وتقارير

استطلاع: كيف ينظر الكويتيون لإيران وحزب الله وتنظيم الدولة؟

ثلاثة أرباع المستطلعين ينظرون إلى إيران بصورة سلبية - أرشيفية
ثلاثة أرباع المستطلعين ينظرون إلى إيران بصورة سلبية - أرشيفية
نشر معهد واشنطن استطلاعا تجاريا للرأي العام في الكويت وصفه بالنادر، أُجري في أيلول/ سبتمبر الماضي، وأظهر وجود انقسامات كبيرة في هذا المجتمع حول الأزمات الكبرى التي تحوم حوله. 

واستند الاستطلاع على مقابلات شخصية أجراها موظفون محليون، مع ضمانات شديدة للسرية، شملت عيّنة وطنية عشوائية مؤلفة من 1000 مواطن من الكويتيين البالغين.

وبحسب معهد واشنطن، فإن الكويت من بين الحكومات الملكية كافة في الخليج العربي، تتمتع بالحياة السياسية "الأكثر نشاطا"، وتشمل هذه برلمانا منتخبا نشطا إلى حد ما، ونقاشا مفتوحا نسبيا حول القضايا المحلية والإقليمية المثيرة للجدل بين مواطني الإمارة الذين يبلغ عددهم حوالي 1.5 مليون شخص. 

لذا فإن الرأي العام في هذه الدولة الصغيرة الغنية بالنفط، الواقعة بين إيران والعراق، تتمتع بتأثير أكبر من المعتاد على خيارات سياستها.

وفي الوقت ذاته، بين الاستطلاع أن عامة الجمهور يدعمون الفصائل الإسلامية في الساحتين السورية والفلسطينية، "الأمر الذي يساعد على تفسير المساعدات المالية الكبيرة التي تقدمها الكويت في هاتين الساحتين"، وفق المعهد.

والأهم من ذلك كله أن المواطنين الكويتيين والحكومة على حد سواء، شديدو الحساسية تجاه المشاكل المحتملة مع إيران، بما فيها انتشار الطائفية في بلادهم. 

ولكن لا تبرز على الساحة في الوقت الحالي ثقة شعبية أو رسمية بالولايات المتحدة لحماية الكويت من إيران (كما حدث سابقا مع العراق).

من بين النتائج الرئيسية، تبرز حقيقة ديموغرافية بسيطة في منطقة من الصعب جدا الحصول فيها على بيانات التعداد الكاملة، وهي أن ربع المواطنين الكويتيين على الأقل، وربما حتى ثلثهم، هم من الشيعة. 

وفي هذا الاستطلاع، قال 26 في المئة من المستطلعين إنهم من "المسلمين الشيعة"، بينما اعتبر 7 في المائة إضافيين أنهم "مسلمون"، في حين قال أعضاء الغالبية، أي 67 في المئة، إنهم "مسلمون سنة". وتتوافق هذه النتيجة تقريبا مع التقديرات المعتادة، ولكنها توفر أدلة تجريبية لم يسبق لها مثيل.

الرأي العام حول إيران وحزب الله

ويؤكد الاستطلاع الذي نشره المعهد أن ثلاثة أرباع المستطلعين ينظرون إلى إيران بصورة سلبية، ولا يتوقعون أي تقارب.

ويقول معظم الكويتيين إن لديهم نظرة إما "سلبية إلى حد ما" (33 في المائة) وإما "سلبية جدا" (41 في المائة) تجاه الحكومة الإيرانية. 

وحظي حليف إيران الإقليمي "حزب الله" على نسب متدنية في الغالب (78 في المائة). إلا أن حوالي ربع المستطلعين في الكويت عبّروا عن رأي إيجابي تجاه كل من إيران و"حزب الله"، وهي نسبة تعكس الانقسام الطائفي تقريبا، وفق الاستطلاع، كما هي أعلى مما كانت عليه بين كل الجماهير العربية الأخرى التي شملها الاستطلاع باستثناء لبنان. 

وردا على سؤال حول الاتفاق النووي الأخير مع إيران، رأت الأكثرية من الكويتيين (45 في المائة) أن الصفقة سيئة، مقارنة مع ثلث المستطلعين الذين اعتبروها جيدة، وخمسهم الذين اعترفوا بأنهم "لم يسمعوا أو يقرؤوا عنها بما فيه الكفاية ليحددوا" رأيهم. 

وفيما يتعلق بالقضية الأوسع نطاقا المتمثلة بموضوع إيران، توقع مجرد 15 في المئة من المستطلعين حصول تحسن ما في علاقاتها مع العرب على مدى السنوات القليلة المقبلة. 

بالإضافة إلى ذلك، حظي خيار "الصراع بين إيران والدول العربية" إلى جانب "الصراع بين الطوائف أو حركات الإسلام" بالمركز الأول من بين ست أولويات محتملة في السياسة الخارجية للحكومة الكويتية، إذ حضل كل واحد منهما على حوالي 20 في المائة.

على سبيل المقارنة، لم يحصل "الصراع في سوريا" سوى على نصف الأصوات التي حصلت عليها أولى أولويات السياسة الخارجية الكويتية الحالية. 

ومع ذلك فإن ما يقرب من ثلث الجمهور يود أن يرى الكويت توفّر شكلا من أشكال الدعم لقوى المعارضة السورية المعادية لإيران. إما الدعم غير العسكري (19 في المائة)، أو حتى من خلال التدخل العسكري المباشر (11 في المائة).

الكويتيون وتنظيم الدولة

وفقا للاستطلاع ذاته، فإن تنظيم الدولة لا يحظى بشعبية بشكل كبير، لكن الآراء مختلطة حول الإسلاميين الآخرين.

وحظي تنظيم الدولة بشعبية إيجابية في صفوف 3 في المائة فقط من الكويتيين. وفي الواقع، عندما طُلب منهم تحديد أولى وثاني الأولويات بالنسبة للسياسة الخارجية للكويت، أتى خيار "النزاع ضد تنظيم الدولة" في الصدارة أعلى من أي من الخيارات الخمسة الأخرى المقدمة.

ووسط تناقض حاد، حصلت جماعة الإخوان المسلمين على تقييم إيجابي من 31 في المائة من الجمهور الكويتي، بينما حصل فرعها الفلسطيني، أي حركة حماس، بنتيجة مواتية بلغت 52 في المائة. 

أما "السلطة الفلسطينية" في رام الله فكانت نتائجها أقل من ذلك بحصولها على 42 في المائة.
التعليقات (0)