سياسة عربية

مسيرة طلبة الطب بالمغرب يطالبون فيها برحيل وزير الصحة (فيديو)

اعتبر طلاب الطب أن الخدمة الإجبارية شبيهة بقانون العبودية - عربي21
اعتبر طلاب الطب أن الخدمة الإجبارية شبيهة بقانون العبودية - عربي21
مازالت تداعيات شد الحبل بين طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان بالمغرب وبين وزارة الصحة قائمة، حيث حج آلاف من طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان بالمغرب مؤازرين بعائلاتهم، الأربعاء، بالرباط من أجل الاحتجاج على وزير الصحة الحسين الوردي.

وشدد الطلبة في مسيرة وطنية اختاروا لها شعار "صامدون" على رفضهم لمشروع "الخدمة الإجبارية" الذي اعتبروه "قانون عبودية"، وطالبوا وزير الصحة الحسين الوردي بـ"الرحيل" لعجزه عن إيجاد حل لأزمة الطلبة المضربين لأزيد من 50 يوما عن الدراسة.

في هذا السياق، قال علاء العيساوي، عضو في التنسيقية الوطنية لطلبة الطب بالمغرب، في تصريح لـ"عربي 21" إن المسيرة تأتي في إطار المسلسل النضالي الذي يخوضه الطلبة الأطباء والأطباء الداخليون والمقيمون منذ ستة أشهر. كما تأتي للرد على كل الشائعات عن انشقاق الصفوف الطلابية للركوب على مطالبهم الأساسية والمشروعة.

وأوضح العيساوي إلى أن البلاغ الذي أصدرته وزارة الصحة الإثنين، وعممته على وسائل الإعلام والذي أشارته فيه إلى أنه تم الاتفاق مع ممثلي الطلبة على رفع قيمة التعويض عن مهام الطلبة المعنيين وتقليص مدة صرف تعويضات الحراسة والخدمة الإلزامية، هو اتفاق "عار من الصحة"، و"نرفضه جملة وتفصيلا".

وذكر أن البلاغ تم صياغته أثناء الاجتماع الذي جرى بين كل من التنسيقية الوطنية لطلبة الطب بالمغرب ووزير الصحة ووزير التعليم العالي، من دون علم ممثلي الطلبة، ولم "نطلع عليه إلا بعد نشره من قبل وسائل الإعلام"، واستطرد "هاته التصرفات لا تدل بتاتا على حوار بناء وفعال ومثمر كما يقول وزير الصحة".



وأشار إلى أن الحل يكمن في توقيع محضر بين جميع الأطراف يضم كافة المطالب والمكتسبات بلغة صريحة وواضحة، وشدد على أنهم لا يطالبون الحكومة بحل مالي الآن، بل "نطالب بتطبيق ما هو إداري وسياسي"، وزاد "نطالب بتوقيع على محضر تتعهد فيه الوزارة بحل مشاكل الطلبة المضربين". 


وفيما يخص الاجتماع التواصلي الذي جمع بين ممثلي التنسيقية الوطنية لطلبة الطب بالمغرب واللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين مع رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، قال العيساوي إنه كان اجتماعا وديا "تبادلنا خلاله مجموعة من الأفكار، وقمنا بتصحيح مجموعة من المغالطات التي كانت لدى رئيس الحكومة"، كما "قمنا بفتح نقاش موسع، غير أننا لم نخرج بخلاصات أكيدة".

وشدد عضو التنسيقية الوطنية لطلبة الطب بالمغرب إلى أن الاجتماع كان اجتماعا غير رسمي، تفهم فيه رئيس الحكومة موقف الطلبة المحتجين، ووعدهم بالنظر في الموضوع، ومحاولة "إيجاد حل في أقرب الأوقات" على حد تعبيره.

من جهته، أوضح يونس الحماني، ممثل الطلبة الداخليون والمقيمون بفاس، لـ"عربي 21" أن الاجتماع الذي تم مع رئيس الحكومة بحضور كل من وزيري المالية والعدل، التزم فيه ابن كيران على مناقشة كافة النقاط المطروحة، وقال "إن كان لطلبة الطب المضربون مطالب مشروعة فستلتزم الحكومة بتحقيقها".

وأشار يونس إلى أن الأطباء المقيمين لم يتم تعويضهم عن ليالي الحراسة منذ 2007، وطالب وزارة الصحة بتحديد تاريخ معين لهذا التعويض. 

وطالب الحكومة بـ"التعامل الجدي مع مطالبنا، وفي حالة تعنتها سنستمر في نضالنا" على حد قوله.



أما خديجة البريكي ممثلة طلبة كلية طب الأسنان بالرباط، فصرحت لـ"
عربي 21" إلى أن حضور طلبة كليتي طب الأسنان بالرباط والدارالبيضاء يأتي تضامنا مع طلبة الطب العام والطلبة الداخليون والمقيمون، ونددت، بهذه المناسبة، بمشروع وزارة الصحة المتعلق بالخدمة الإجبارية ولو أنهم غير معنيين به حاليا، كما تقول. 

وأوضحت أن مطالب طلبة كلية طب الأسنان تتشارك مع مطالب التنسيقية الوطنية لطلبة الطب بالمغرب، مع اختلاف بسيط يكمن في "أننا نطالب بتوسعة كلية طب الأسنان بالرباط، لأننا نعاني من الاكتظاظ الشديد مما يؤثر على دراستنا، رغم محاولة عميد الكلية والأساتذة والإدارة لحل هذا المشكل، لكن دون جدوى".

وأشارت البريكي إلى أن الطلبة يعانون من نقص في المعدات التي يستخدمونها في الدراسة، وقالت إن طلبة السنة الأولى والثانية يضطرون إلى شراء هذه المعدات الباهظة، في حين أن طلبة السنة الثالثة والرابعة يؤدون عن المرضى فواتير العلاج في المصحات الخاصة التي يتدربون فيها من أجل أن يتم التنقيط على تدريبهم.

وتميزت هذه المسيرة الوطنية بحضور لافت لآباء وأمهات طلبة الطب، حيث حجوا بالعشرات لمؤازرة أبنائهم، ورفعوا شعارات تندد بمشروع "الخدمة الإجبارية"، ودافعوا عن رفض أبنائهم لهذا المشروع، وأشاروا إلى أن ما يروج له عبر وسائل الإعلام من أن أبناءهم يرفضون العمل في المناطق النائية، ما هو إلى تضليل للرأي العام، وأجمعوا على أن أبناءهم مستعدون للعمل في هذه المناطق شريطة توفر الوسائل والإمكانيات الضرورية للعمل.



يذكر أن مسودة المشروع تقول إن الخدمة الوطنية واجب وطني يقتضي مزاولة مهنة الطب والمهن التمريضية بالمراكز الصحية العمومية لسنتين، وأن الهدف من القانون هو تحسين المستوى الصحي للسكان وتيسير الاستفادة من الحق في الولوج إلى الخدمات والعناية الصحية، مؤكدة أن كل خاضع لهذا القانون سيستفيد من أقدمية اعتبارية لمدة سنتين، الشيء الذي رفضه كثير من الطلبة الأطباء باعتبار أن "الخدمة الإجبارية" لن تحتسب في مسارهم المهني ولن يتم احتسابها في التقاعد أو التقادم.

بالإضافة إلى أنهم لن يتلقوا خلالها أجرتهم كأطباء، بل مجرّد منح وتعويضات هزيلة، كما أن هذا المشروع لا يضمن لهم عملهم بالقطاع العام رغم طول مدة دراستهم التي تصل على الأقل إلى ثماني سنوات، إذ سيكون لزاما عليهم اجتياز مباراة التوظيف فقط عندما يتم إعلانها، متهمين وزير الصحة الحسين الوردي بفرض الخدمة الإجبارية على 1500 متخرّج سنويا دون ضمانات، وبالتالي محاولته الاستغناء عن التوظيف بشكل نهائي.

يشار إلى أن مسيرة "صامدون" هي الثانية بعد مسيرة نظمت في أيلول/ سبتمبر الماضي بالرباط حضرها أزيد من 15 ألف طالب طب بالمغرب.


التعليقات (0)