عبر قادة مسلمون في بريطانيا عن قلقهم من مظاهر زيادة جرائم الكراهية ضد المسلمين أو
الإسلاموفوبيا، ففي بيان للمجلس الإسلامي البريطاني حذر فيع من تزايد مستويات الإسلاموفوبيا في بريطانيا بعد انتشار شريطي فيديو تم تبادلهما بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي وظهر فيهما أشخاص وهم يسبون الدين والإسلام ويتهجمون على نساء محجبات ورجال كبار في العمر.
وتزامنت تحذيرات المجلس مع زيادة أعداد الهجمات لدى الشرطة التي فاقت عن الحوادث المسجلة في الأعوام السابقة حيث طلب من قادة الشرطة في إنكلترا وويلز التعامل مع حالات كهذه الطريقة نفسها التي يتم بها التعامل مع قضايا العداء للسامية.
ونقلت صحيفة "الغارديان" عن مقداد فيرسي من المجلس الإسلامي البريطاني قوله "بشكل عام، علينا أن نفهم أن بريطانيا مجتمع متسامح وتعتبر لندن مدينة كوسموبوليتية ونشكر الله أن هذه الهجمات نادرة ولكنها في زيادة مستمرة".
وقال إن "الزيادة في مستويات الإسلاموفوبيا وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق، ومعظم المسلمين يعرفون شخصا عاني من الهجمات اللفظية أو الجسدية أو عبر الإنترنت ونحن في وضع خطير كما كان في العام الماضي".
وأشارت الصحيفة إلى الجدل الذي أثارته أشرطة الفيديو التي تؤكد على صعوبة جمع مواد موثوقة حول الهجمات ذات الدافع الديني خاصة عندما يتم وضع الأشرطة على الإنترنت.
وفي واحد من الهجمات ظهرت امرأة وهي تشتم امرأتين مسلمتين وتصفهما بأنها بكلام بذيء وأنهما من تنظيم الدولة، وتم اعتقال امرأة عمرها 36 عاما من شمال- غرب لندن واعترفت بأنها سببت أذى كبير.
وفي شريط آخر سلم شخص عمره 25 عاما للشرطة بعد انتشار شريط فيديو؛ وهو يشتم رجلا مسلما متقاعدا وأخذ يصيح عليه مستخدما عبارات سب فيها الدين والإسلام وذلك أثناء رحلة في حافلة بمنطقة توتنهام بشمال لندن وبعد ذلك رمى العكازة التي يعتمد عليها الرجل.
وظهر الشريط الذي شوهد بكثرة بعد فترة قصيرة من نشر شرطة لندن أرقاما تظهر زيادة في الهجمات المعادية للإسلام في لندن بنسبة 70% في العام الماضي من 478 حادثا إلى 816 حادثا.
وترى الصحيفة أن نسبة الهجمات المدفوعة بدافع ديني منها قليل ولم يصب إلا نسبة 0.1% من البالغين.
وبلغ مجموع جرائم الكراهية في كل من
ويلز وإنكلترا والتي سجلتها الشرطة 52.528 حادثا، سجلت فيما بين 2014-21015 بزيادة نسبة 18% عن العام الذي سبقه، ومن بين 3.254 حوادث مدفوعة بدوافع دينية، وهو ما يعني 6% من العدد الإجمالي من أرقام جرائم الكراهية، ولكن الأرقام تعبر عن زيادة بنسبة 43% عن العام الماضي.
وتقول الصحيفة إن الأرقام المتوفرة لدى الشرطة لا تعطي صورة كاملة عن الوضع وهذا يعود لتردد عدد من الضحايا الإبلاغ عن الحوادث.
وتشير أرقام من إحصائيات الجريمة في إنكلترا وويلز وهي دراسة مسحية للجريمة ومستوياتها أن ما يقرب من 222.000 جريمة كرهاهية سجلت في الفترة ما بين 2012 و 2015 (38.000 في العام) وسدسها (38.000 في العام) هي جرائم مدفوعة بدوافع دينية.
ويعتبر المسلمون من أكبر الجماعات التي تعرضت لجرائم كراهية مع أن فرص تعرضهم للهجمات تظل قليلة، وبحسب الدراسة المسحية للجريمة في إنكلترا وويلز فنسبة 0.8% من المسلمين هم ضحايا جرائم كراهية و0.3% من الهندوس و0.1% من المسيحيين و0.5% من أديان أخرى.
وكانت كلية الشرطة قد عرفت في العام الماضي مفهوم جريمة الكراهية بالقول إنه أي هجوم مدفوع بدوافع متحيزة ضد العرق والدين والتوجه الجنسي والمثلية والعجز الجسدي.
وبحسب منظمة "تيل ماما" التي تقوم برصد الهجمات المعادية للمسلمين فالنساء أكثر عرضة للهجمات بسبب الزي، ويقول فياض موغول المسؤول عن المنظمة أن النساء المحجبات أكثر عرضة للهجمات اللفظية أو رمي شيء عليهن وهجمات أكثر عنفا مثل محاولة نزع حجابهن"، وأضاف أن
المرأة المسلمة تواجه مستوى عال من الهجمات على الإنترنت.
وفي تقرير أعدته "تيل ماما" "نخشى على حياتنا" وقام على مقابلات مع ضحايا الكراهية وجد زيادة في الهجمات مع أحداث مثل الهجوم على الجريدة الفرنسية تشارلي إيبدو في باريس والهجوم في تونس بداية الصيف من هذا العام.
وقدم التقرير أمثلة عن تهديدات على الإنترنت تتعلق بالجريدة تشارلي هيبدو "إملأ سيارتك بعلب غاز الكالور وصف سيارتك بجانب المسجد واحرقه وبعدها غادر" (هاشتاع كلنا تشارلي وهاشتاغ أقتل كل المسلمين وهاشتاغ قتل باريس"، وبعضهم حث على قيادة السيارة واستهداف المسلمين وهم يغادرون المسجد فيما دعا بعضهم لوضع قوائم للهجوم على بيوت ومدارس المسلمين.