في خطوة غير اعتيادية، وجه السفير السعودي في لندن انتقادا لزعيم المعارضة في
بريطانيا لـ"انتهاكه قواعد الاحترام بين الدول" بسبب إلغاء اتفاق تجاري بين الرياض ولندن.
وفي مقال نشرته صحيفة "ديلي تلغراف" دافع الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز عن بلاده ردا على الاتهامات الأخيرة في مجال حقوق الإنسان. وانتقد بشكل خاص قرار الحكومة إلغاء اتفاق بين البلدين من أجل تقديم النصح والتدريب لمصلحة السجون وطرق إصلاحها.
وكان وزير العدل مايكل غوف، قد أعلن بدون تقديم أسباب عن وقف الصفقة. ويعتقد أنها استجابة لحملة قادها زعيم حزب العمال جيرمي
كوربين الذي انتقد صدور حكم بالإعدام على شيعي كان عمره وقت صدور الحكم 17 عاما.
وجاء في المقال: "واحد من الأمثلة التي تم فيها انتهاك الاحترام المتبادل حدث عندما زعم زعيم المعارضة جيرمي كوربين أنه أقنع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بإلغاء عقد السجون مع
السعودية وقيمته 5.9 مليون جنيه إسترليني".
وأضاف الأمير أن هذا القرار "تزامن مع حملة قامت بها مؤسسات إعلامية ربطت إلغاء العقد بسلسلة من القضايا المحلية في المملكة".
وأضاف السفير: "إذا كانت العلاقات التجارية الكثيفة بين البلدين ستصبح محلا لتأثير أيديولوجيات معينة فعندها سيتعرض هذا التبادل التجاري الحيوي للخطر. ونريد استمرار هذه العلاقات ولكننا لن نقبل أن يحاضر أحد علينا".
وتقول الصحيفة إن العلاقات بين البلدين تبعت خطا حساسا بين العلاقات التجارية وبين القلق على قضايا حقوق الإنسان والشريعة ووضع المرأة.
وتبنت منظمة العفو الدولية (أمنستي إنترناشيونال) حملة ضد الحكم على علي محمد النمر الذي شارك في تظاهرات اندلعت بمناطق
الشيعة ما بين 2011 و2012.
وفي رسالة كتبها لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون، قال كوربين: "سنمارس ضغطا من أجل وقف عقد وزارة العدل لتقديم خدمات لنظام السجون السعودية، وأؤكد أنه نفس النظام الذي سيقوم بتنفيذ الحكم".
وأعلن مايكل غوف عن وقف العقد في الوقت الذي أخبر فيه وزير الخارجية فيليب هاموند بأن الحكم لن ينفذ وفق ما يتوقع.
وعّبر الأمير محمد بن نواف عن "قلقه" من الانتقادات المستمرة التي ظهرت في الإعلام البريطاني لبلاده.
وقال إنه يجب معرفة أن النظام القضائي المعمول به في بلاده يقوم على الشريعة؛ "تماما كما نحترم التقاليد والعادات والقوانين في بريطانيا، فإننا نأمل بأن تمنحنا بريطانيا نفس الاحترام".
وانتقد السفير الاتهامات بأن بلاده تلعب دورا بمفاقمة "التطرف الإسلامي"، مؤكدا أن بلاده لديها الكثير مما تخشاه من القاعدة.
وأشار إلى مقابلة أجريت مع كاميرون قبل مؤتمر حزب المحافظين الشهر الماضي، أكد فيها أن المعلومات الأمنية التي قدمتها السعودية "أنقذت أرواحا هنا في بريطانيا". مضيفا أنه عرف بنفسه أن العدد بالآلاف.