قال مصدر ليبي مطلع في
المؤتمر الوطني العام إن
نوري بوسهمين، رئيس المؤتمر، سيعلن قريبا قبوله بحكومة التوافق الوطني التي أعلنت عنها بعثة
الأمم المتحدة من أجل الدعم في
ليبيا.
وأرجع المصدر سبب التغير في موقف "بوسهمين" إلى ما وصفه بالضغط الشعبي والمظاهرات الكبيرة التي كانت في مدينة مصراتة شرقي العاصمة، المؤيدة لحكومة التوافق، إضافة لعدد كبير من البيانات الصادرة عن المجالس البلدية التي تؤيد الحكومة؛ فضلا عن استمرار حالة الفلتان الأمني والتدهور الاقتصادي وتدني الخدمات وارتفاع أسعار الخبز والسلع التموينية وانهيار سعر الدينار الليبي أمام الدولار.
وذكر المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، في تصريحات خاصة لـ"
عربي 21"، أن المعارضة الشديدة لسياسة "بوسهمين" وانتقاد أدائه من قبل كتلتي الوفاق الوطني، والعدالة والبناء وبعض المستقلين زاد من إحراجه داخل المؤتمر، كاشفا عن وجود "خلافات حادة" بين الرافضين للحوار.
وأضاف المصدر المطلع أن رئيس المؤتمر الوطني استقبل في الجزائر، الأسبوع الماضي، بفتور من قبل السلطات الجزائرية، والتي حذرته من مغبة رفض حكومة التوافق الوطني، لأن هذا الأمر قد يضعه تحت طائلة العقوبات الدولية، مؤكدا أن "بوسهمين" عاد من الجزائر بـ "خفي حنين" ولم يحقق ما كان يصبو إليه.
وكشف المصدر عن أن "بوسهمين" اتصل منذ أيام قليلة بالمبعوث الأممي إلى ليبيا بيرناردينو ليون، وأخبره باستعداده قبول حكومة التوافق مع بعض التعديلات الطفيفة.
واستطرد: "تراجع بوسهمين جاء متأخرا، خاصة أنه ضيع فرصة كبيرة على استقرار البلد وعلى تيار الثورة من خلال عرقلته للفريق المفاوض في الصخيرات ووقوفه ضد ترشيح عبد الرحمن السويحلي لمجلس الرئاسة بعد قبوله من معظم الأطراف الممثلة للمؤتمر في الصخيرات".
من جانبه، انتقد عضو في المؤتمر الوطني الليبي العام موقف رئيس المؤتمر من
الحوار، قائلا: إنه "لم يكن على المستوى المطلوب، وأن استفزاز الأعضاء وإرهابهم بمجموعة من الثوار أمر لا يليق ولاسيما أثناء انعقاد جلسات المؤتمر".
وبسؤاله عن توقعه بشأن مدى قبول "بوسهمين" لحكومة التوافق الوطني، قال عضو المؤتمر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، في تصريح لـ"
عربي 21"، إن المؤتمر الوطني كيان مؤسسي وليس شخصي، وهو المخول بالقبول أو الرفض، خاصة أن "بوسهمين" غير مفوض في هذا الأمر.
وكان "ليون" أكد الأربعاء أن الحوار بين الفرقاء الليبيين متواصل، وأن جولة جديدة من المفاوضات ستعقد قريبا، من دون إعطاء المزيد من التفاصيل.
وأشار ليون خلال مؤتمر صحافي عقده بمقر البعثة في تونس إلى أن الحل السياسي هو البديل الوحيد للأزمة الليبية.
وكانت البعثة الدولية قد اقترحت، في 9 تشرين الأول/أكتوبر، تشكيل حكومة وفاق وطني برئاسة فايز السراج تقود مرحلة انتقالية لمدة عامين. وأعلن "ليون" أسماء أعضاء الحكومة المقترحة وعددهم 17 وزيرا من بينهم امرأتان. لكن برلماني طرابلس وطبرق رفضا مقترح البعثة الدولية.
وتتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان هما: الحكومة المؤقتة، ومقرها مدينة البيضاء (شرق)، وحكومة الإنقاذ، المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام، ومقرها العاصمة طرابلس(غرب).