سياسة عربية

جيش الإسلام يقتحم دار القضاء ويعدم عناصر من تنظيم الدولة

صور نشرها جيش الإسلام (باللباس البرتقالي) لمعتقلين من تنظيم الدولة - أرشيفية
صور نشرها جيش الإسلام (باللباس البرتقالي) لمعتقلين من تنظيم الدولة - أرشيفية
ذكرت مصادر ميدانية في الغوطة الشرقية أن قوات من جيش الإسلام اقتحمت مقر الهيئة الشرعية (دار القضاء) والسجن الخاص بها جنوب العاصمة السورية، وقامت باقتياد عناصر تنظيم الدولة المحتجزين في السجن إلى إحدى الساحات حيث تم إعدامهم.

ويأتي إعدام هذه العناصر رغم صدور قرار قضائي من دار القضاء بسجن الموقوفين لديه، ورغم أن جيش الإسلام هو أحد أكبر وأبرز الداعمين لهذه الهيئة.

وأفادت المصادر أن مقاتلي جيش الإسلام قاموا باقتياد المعتقلين المتهمين بالانتماء لتنظيم الدولة، ليتم إعدامهم بساحة "الكشك" في بلدة "يلدا".

وأكد مصدر ميداني لـ"عربي21"، رفض الكشف عن اسمه لحساسية التجاذبات في المنطقة، اقتحام جيش الإسلام مقر دار القضاء، التي كانت قد تشكلت قبل عام ونصف العام، عقب اتفاق ومشاركة غالبية التشكيلات العسكري في المنطقة باستثناء جبهة النصرة وتنظيم الدولة.

وتعد الهيئة الشرعية من أهم المؤسسات القضائية جنوب دمشق و"صمام الأمان" لكافة مدن وبلدات الجنوب الدمشقي، ليكون هذا الاقتحام الذي نفذه عناصر جيش الإسلام بمثابة "رصاصة الرحمة" على القضاء في المنطقة، بحسب ناشطين في المنطقة.

وجاء هجوم جيش الإسلام واقتحامه لدار القضاء والسجن الخاص بها واقتياد المساجين، بُعيد عملية تفجير غامضة طالت إحدى مركبات جيش الإسلام في المنطقة، وأدت إلى مقتل أربعة مقاتلين وإصابة آخرين إصابات خطيرة، إلا أن هذا التفجير وبحسب ما أكده المصدر لـ"عربي21"؛ لا يغطي ولا يشرعن عملية اقتحام جيش الإسلام للهيئة الشرعية، التي وجدت وتأسست على أنها الهيئة القضائية العليا، ووظيفتها التحاكم إليها في مثل هذه النزاعات، إضافة إلى إدارة المنطقة بشكل مدني، بحسب ذات المصدر.

وأضاف المصدر المستقل لـ"عربي21"؛ أن جيش الإسلام وسع من ردود فعله عقب التفجير الذي طال أحد مواكبه، لينفذ حملة اعتقالات موسعة بين صفوف المؤيدين لتنظيم الدولة في جنوب دمشق بشكل عام، ومنطقة بلدة "يلدا" على وجه الخصوص، وشملت الاعتقالات كلا من عائلات "آل البقاعي" وعائلة "طيارة" التي ينحدر منها أمير تنظيم الدولة في الجنوب والملقب بـ"أبو صياح".

وتعد بلدة "يلدا" من أكثر المناطق في سوريا التي تشهد تناحرا وانقساما ما بين العائلات القاطنة فيها، كما تضم نسبة كبيرة ممن يؤيدون تنظيم الدولة أو المنتسبين له بالفعل على امتداد الجنوب الدمشقي؛ الذي يُعرف بالخليط العسكري الموجود بداخله، في ظل اختلاف التوجهات الفكرية ما بين غالبية التشكيلات العسكرية.

أما الأهالي فما زالوا يحتشدون ويتظاهرون في ساحة "الكشك"، وهي ذات الساحة التي نفذ جيش الإسلام أحكام الإعدام فيها، مطالبين بـ"القصاص" من عناصر جيش الإسلام الذين أعدموا اثنين من أبناء عائلة "يونس". وأشار المصدر إلى وجود لاجئ فلسطيني بين الذين أعدموا.

وشهدت دار القضاء في وقت سابق عدة عمليات معاكسة، كان من أول المتمردين عليها ثلة من شيوخ الدين الذين قادوا مشاريع المصالحات في جنوب دمشق مع النظام السوري، وذلك بغطاء من لواءي "شام الرسول"، و"الأبابيل" المبايعين للهيئة.

كما شهدت دار القضاء قبل أيام اعتداء عليها من قبل "الجيش الوطني" التابع للمصالحات مع النظام السوري، كما شهدت ذات الهيئة في وقت سابق اعتقال المسؤول في الهيئة "أبو مالك الشامي".
التعليقات (1)
خخ
الإثنين، 05-10-2015 06:55 م
انقلب لاسحر على الساحر