رفض زوجان أردنيان فكرة إقامة حفل زفاف فاخر، واحتفلا بزواجهما بطريقة مختلفة يوم الجمعة الماضي.
وفي قاعة صغيرة مزدحمة في فندق الملك غازي في عمان؛ كان هناك 200 مدعو لحفل زفاف بسمة عمر ومعتز مانجو، من بينهم لاجئون سوريون وعراقيون وجه الزوجان الدعوة لهم لحضور الحفل. والتف المدعوون حول موائد وضعت عليها الأطعمة والحلوى.
وقالت العروس بسمة عمر: "حبينا نشارك فرحتنا، ونحن ما منفرح إلا إذا الكل مبسوط، مع بعض، فهذا الشي جزء بسيط منقدر نعمله".
وقالت إن جزءا من الأموال التي تم توفيرها بإلغاء فكرة إقامة حفل زفاف كبير، ستدفع ثمنا لبطاقات طعام لأسر اللاجئين، بعد أن اضطر برنامج الأغذية العالمي لخفض برنامج مساعداته لهم.
وفي أيلول/ سبتمبر الماضي أعلن البرنامج التابع للأمم المتحدة، أن نقص التمويل أجبره على وقف المساعدات التي كان يقدمها لنحو 229 ألف أسرة من اللاجئين السوريين في الأردن.
وإضافة إلى خفض أعداد من يحصلون على بطاقات المساعدات الغذائية، أعلن البرنامج خفضا كبيرا في قيمة البطاقات لباقي الأسر.
ويحصل اللاجئون السوريون في المدن في الأردن حاليا على بطاقات بقيمة 14 دولارا للفرد شهريا، في حين لا زال سكان المخيمات يحصلون على 28 دولارا للفرد شهريا.
وقال معتز مانجو، إن حفل زفافه لم يحضره فقط لاجئون سوريون، بل لاجئون من جنسيات أخرى. وأضاف "من أردنيين، من لاجئين سوريين، عراقيين، وأنا تفاجأت في من اليمن، من الصومال، بس بالنهاية كلنا ناس، ما بتفرق يعني، الحدود ناس بيرسموها على خرايط".
وقال أحد المدعوين، وهو عاطف أبو جيش من سوريا، إن لاجئين من سوريا والعراق حضروا حفل الزفاف.
وأضاف: "في عراقيين، في سوريين، في سوريين من حمص، في سوريين من دمشق، سوريين من الغوطة، سوريين من درعا. في عراقيين من الموصل، عراقيين من بغداد، عراقيين من البصرة في موجود عندنا هون متعددين كل شيء، موجود عندنا فسيفساء من اللاجئين، فسيفساء وجدت في هذه البقعة هون".
وقال إن الدعوة جعلته ينسى لبعض الوقت الأوضاع في بلاده. وتابع: "الأحوال في بلادي أنا، أحوال سيئة جدا جدا، ولا أرى أفقا ظاهرة، واضحة، هناك ظلام في بلادي. وهذا الظلام خيم علينا جميعا، أصبحنا لا نرى مسافة سنتي (سنتيمتر) لأن اليوم لم يعد القرار بيد السوري ولم يعد القرار بيدي، لو كان بيدي أنا ما طلعت من بلدي، لو كان بيدي ما خليته (تركته) يهدم بيتي، لو كان بيدي ما خليته يقتل أولادي، لذلك أنا أرى أن هناك ظلاما، إذا لم يكن هناك واحد عربي يشعر بشعور العربي، يشعر بشعوري لماذا أنا موجود هنا. أعتقد أن بلادي وضعها سيئ إلى عشرات السنين".
ويستضيف الأردن نحو 630 ألف لاجئ سوري، يقيم نحو نصف مليون منهم وسط المجتمعات المحلية، والباقون في مخيمات للاجئين وفقا لبيانات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وفر أكثر من 3.8 مليون سوري من ديارهم منذ عام 2011.