تواضروس في أثيوبيا في "زيارة دينية" للمرة الأولى منذ 2008 - أرشيفية
جدد بابا الإسكندرية البابا تواضروس الثاني، رفضه ترشح أقباط على قوائم حزب النور السلفي في الانتخابات البرلمانية المقبلة، حيث قال خلال مداخلة هاتفية له في برنامج "هنا العاصمة"، المذاع عبر فضائية "سي بي سي"، الأحد، إنه "لا يستقيم ولا يصح ترشح أقباط على قوائم حزب ديني مثل النور".
وقال إن "كل شخص حر في رأيه وموقفه، والكنيسة لن تمارس أي ضغط على المترشحين في قوائم النور، والآراء تتغير بين يوم وليلة، وربما يعدلون عن قرارهم".
وأكد البابا تواضروس أن الكنيسة لا تدعم أحدا ضد آخر، وأن "المعيار الثابت لدى الكنيسة هو الكفاءة، سواء كان المرشح مسلما أو مسيحيا".
وكان تواضروس صرّح في وقت سابق أن "الأقباط المنضمين لحزب ديني عليهم أن يراجعوا أنفسهم".
وأضاف أن "هناك أحزابا دينية تتحدث باسم الدين، وضمت أقباطا دعاية لها، لإثبات أنها ليست أحزابا دينية، لكن أطالبهم بأن يراجعوا أنفسهم".
وعن زيارته للكنيسة الأثيوبية، أكد تواضروس مجددا أنها "روحية في المقام الأول"، وأنها تعدّ الأولى لأثيوبيا منذ عام 2008.
والتقى تواضروس خلال زيارته برئيس الدولة الأثيوبية ورئيس البرلمان ووزير الشؤون الخارجية، مشيرا إلى أن هذه اللقاءات تطرقت لأزمة سد النهضة، على خلاف ما كان قد أعلنه مسبقا أنه لن يتحدث بأمور سياسية.
وأكد أن حديثه مع المسؤولين الأثيوبيين تركز حول أن "الشمس والهواء والماء، عطايا من الله للبشر، ولا يصح أن تكون سببا في الخلاف بينهم"، مشيرا إلى تأكيدهم المستمر أنهم لا يريدون الإضرار بحصة مصر من الماء، ويريدون تأكيد الثقة في العلاقات بين البلدين.
وأوضح بطريرك الكرازة المرقسية، أن دور الكنيسة هو إيجاد التوافق بين البلدين، وليس الضغط على طرف ضد الآخر.
يشار إلى أن تواضروس عقب انقلاب تموز/ يوليو 2013، أعلن مرات عدة إمكانية استغلال الكنيسة المصرية لتأثيرها الديني على أثيوبيا لتقريب وجهات النظر بين مسؤولي البلدين، لكنه عاد وأكد عدم إدراج ملف سد النهضة ضمن جدول المباحثات التي يجريها في أثناء الزيارة، موضحا أن زيارته "دينية فقط".
وبعد تلميحات تواضروس بأن بابا الكنيسة الأثيوبية الأنبا متياس قد يؤدي دورا لمساعدة مصر في ملف مياه النيل، قطع "الأنبا بيمن"، منسق العلاقة بين الكنيستين المصرية والأثيوبية على البابا الطريق بقوله إن العلاقات الدينية بين الجانبين لا شأن لها بتلك الأزمة، وأن الكنيسة الأثيوبية لا علاقة لها بالشأن السياسي، مشيرا إلى أن ذلك الملف يتعامل معه السياسيون والخبراء فقط.
وانتقد نشطاء عدم اهتمام البابا بالقدر الكافي بملف "سد النهضة"، وطالبوه بأن يتدخل لتوصيل رسالة للأثيوبيين، مفادها أن مصر لن تفرط في حصتها التاريخية في مياه النيل.