نشر موقع "سلايت" الفرنسي تقريرا حول "القرى التي يمنع فيها الموت"، وهي قرى في كل من إيطاليا والنرويج يمنع سكانها من ممارسة بعض الأنشطة التي تهدد صحتهم وصحة محيطهم الاجتماعي، في خطوة تهدف أساسا لإيقاف تراجع عدد
سكان هذه القرى.
وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن قرية "سيليا" الإيطالية اتخذت إجراءات لتقليل وفيات المواطنين الناتجة عن عدم مراعاة قواعد حفظ الصحة، لأنها تشهد تهرما سكانيا كبيرا وهجرة متزايدة، لا يمكن التصدي لهما.
لذلك قرر عمدة سيليا منع كل نشاط أو عادة مضرة بصحة السكان، ويقوم هذا العمدة بالضغط على السكان، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، بغية الحفاظ على أكبر عدد ممكن من سكان القرية المسنين، حيث فرض ضرائب إضافية على كل من لا يهتم بصحته، أو يشكل خطرا على صحة محيطه.
وقال الموقع إن قرية "سيليا" ليست الوحيدة التي أقدمت على هذه الخطوة؛ لأن قرى أخرى قد أخذت بزمام المبادرة واعتمدت الأسلوب نفسه، للحفاظ على حياة مواطنيها، مع اختلاف في الإجراءات المتخذة لتنفيذ هذه الفكرة.
وأضاف أن قرية "ساربورون" الفرنسية الواقعة في منطقة بيارن قامت في سنة 2008 بمنع الموت على أراضيها، نظرا للاكتظاظ الذي تشهده مقبرة القرية، وقد اتخذت مدن أخرى في العالم الإجراء ذاته، مثل، "بيريتيبا ميريم" في البرازيل، "لانخارون" في إسبانيا، و"فالتشيانو ديل ماسيكو" في إيطاليا.
وأشار الموقع إلى أن عدة دول في العالم تمنع منذ قرون إقدام مواطنيها على الانتحار، إذ تعاقب ماليزيا كل من يحاول الانتحار بالسجن لمدة عام. وكان الإغريق في العصور القديمة يمنعون الناس من القدوم للانتحار في جزيرة "ديلوس"؛ لأنها جزيرة مقدسة، كذلك تواصل وجود المعتقد ذاته في جزيرة "إيتسوكوشيما" اليابانية، التي كانت وجهة كل من يرغبون في الاتنحار، إلى حدود عام 1868.
وذكر التقرير أن قرية "لونغييربيان" النرويجية الواقعة في جزيرة "سبيتسبارغ" تمنع الموت على أراضيها، باستثناء الموت الناجم عن أسباب صحية، لسبب آخر و هو أن البرد يحول دون تحلل الجثث. وقد عثر الباحثون في المنطقة على آثار لفيروس الحمى الإسبانية الذي ظهر في 1918، ويبدو أن الفيروس ظل حيا في هذه المنطقة الباردة، حتى وجد طريقه للظهور من جديد. وقد اتخذت السلطات المحلية هذا الإجراء لحماية السكان من
الأمراض القاتلة التي تحملها الجثث غير المتحللة.