عاد حي
الوعر، آخر معقل للثوار في مدين
حمص السورية، إلى المواجهات العسكرية من جديد، لتخرق هدنة تم التوصل إليها سابقا، وأفضت إلى وقف إطلاق نار بين قوات النظام وفصائل الثوار في الحي.
وأتى التصعيد العسكري على حي الوعر الذي رافقه قصف صاروخي ومدفعي على الحي، بالتزامن مع انتشار قوات النظام واللجان الشعبية من القرى الشيعية الموالية، وكتائب الرضا الإيرانية، على أوتوستراد حمص - حماة، لإغلاق المدخل الرئيسي إلى حي الوعر، عند أول مداخل ريف حمص الشمالي في مثلث تيرمعلة من جهة مدينة حمص، وغيره من الطرق المؤدية الى الوعر، ما نتج عنه من حصار جديد للحي الذي يغص بالنازحين من أحياء حمص الأخرى.
ويعتقد أن هجوم قوات النظام على الحي يأتي للضغط على الفصائل التي تحاصر بلدتي
كفريا والفوعة الشيعيتين في ريف إدلب.
وذهب الناشط الإعلامي "رائد" الى أن إعلان انتهاء التهدئة التي دامت لما يزيد عن ستة أشهر، جاء بعد شعارات ومظاهرات قام بها موالون للنظام، من أبناء الطائفة الشيعية، في حي الإنشاءات في مدينة حمص، وأهالي قرى المزرعة، والزرزورية، والحيدرية، والمختارية، والكم، وكفرعبد، وهي قرى شيعية تشرف عليها كتائب إيرانية، ككتائب الرضا والمرابطون، قطع خلالها المتظاهرون الطرقات المؤدية الى حي الوعر، وأشعلوا الحرائق، ونصبوا الحواجز، ورفعوا رايات شيعية كتب عليها "يا حسين"، وأخرى بأسماء الألوية التي يتبعون لها، حيث طالبوا بـ"إبادة" سكان حي الوعر من أبناء الطائفة السنية، وجعلهم ورقة ضغط على فصائل جيش الفتح لفك الحصار عن بلدتي كفريا والفوعة.
وأضاف الناشط أن نوعا من التنديد أظهره الموالون من أبناء الطائفة العلوية تجاه قطع الطرقات وتظاهرات الموالين الشيعة، حيث تحدثوا عن "تغريد الشيعة خارج إطار السرب وعدم إطاعة الأوامر"، كما اتهموا هؤلاء المتظاهرين بالعجز عن القتال أو مساندة قوات النظام في البلدات التي يحاصرها الثوار.
وكان قد خرج موالو النظام السوري في بلدة السيدة زينب، بريف دمشق، التي يقطنها الشيعة من الجنسيات السورية والعراقية والإيرانية واللبنانية وغيرها، في مظاهرات تطالب بشار الأسد بمزيد من البراميل المتفجرة والصواريخ على المدن والأحياء السنية في مدينتي معضمية الشام ودوما، وحي الوعر الحمصي، ونددت بسياسة النظام تجاه القرى والبلدات الشيعية المحاصرة، شمال البلاد، وطالبته بالتحرك العسكري السريع في تحصين مواقعه قبل أن تتمكن الفصائل المنضوية تحت لواء جيش الفتح من التقدم باتجاه بلدتي
الفوعة وكفريا الشيعيتين في ريف إدلب.
وهذه ليست المرة الأولى التي ينظم فيها موالو النظام السوري من الشيعة مظاهرات في بلدة السيدة زينب، فقد خرج المئات من أهالي منطقة السيدة زينب في منتصف شهر تموز/ يوليو، بمظاهرات احتجاجية اتجهت إلى طريق المطار الدولي وقامت بقطعه، وقتل المتظاهرون خلال احتجاجاتهم ضابطا شيعيا حاول قمع المظاهرة، وحاول إجبار المتجمهرين على الطريق الدولي على العودة.
وكان "جيش الفتح"، الذي يضيق الخناق يوما بعد يوم على كفريا والفوعة، قد توصل لاتفاق هدنة أكثر من مرة مع قوات النظام السوري، بإشراف إيراني مباشر، حيث تضمن الاتفاق وقف إطلاق النار في البلدتين مقابل وقف قصف الزبداني.