أكدت منظمات دولية أن مليشيات الحشد الشعبي تشن حملة تطهير عرقي ضد السنة في ديالى - أرشيفية
شهدت مدينة بعقوبة، مركز محافظة ديالى، خلال الشهر الماضي، حملة اغتيالات واسعة طالت قيادات في الحشد الشعبي، وضباطا في الجيش والشرطة، إضافة إلى مسؤولين حكوميين، وقادة أحزاب. ولا تعرف الجهات التي تقف وراء تلك الاغتيالات.
وقال أحد ضباط شرطة بعقوبة، إن "عمليات الاغتيال تزايدت بشكل كبير في الشهرين الأخيرين، وأغلب القضايا يتم إغلاق ملفاتها دون معرفة الجاني، وخصوصا في ما يتعلق باغتيال الشخصيات السنية، ما يثير الشك حول تورط جهات مرتبطة بأحزاب السلطة".
وأضاف الضابط الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: "سبق أن أبلغنا القيادات الأمنية في بغداد عن وجود خلايا نائمة تابعة لتنظيم الدولة، تنشط في محافظة ديالى، لكن الإجراءات الحكومية لا تستجيب لتحذيراتنا. وعلى سبيل المثال؛ فإنه خلال الأشهر الستة الماضية، دمّر تنظيم الدولة أكثر من 80 عجلة تعود ملكيتها للقوات الأمنية في ديالى".
وأوضح لـ"عربي21" أن تنظيم الدولة "استغل حالة الفراغ الأمني التي نتجت عن سحب المزيد من العناصر للقتال مع الحشد الشعبي في مناطق أخرى، فيما يرفض من تبقى منهم القتال تحت قيادة الجيش والشرطة، ويصرون على القتال تحت قيادة الحشد الشعبي فقط".
وحول اتهام تنظيم الدولة بالوقوف خلف عمليات الاغتيال من قبل قيادات الحشد؛ قال الضابط العراقي: "مليشيا الحشد استهدفت بعمليات اغتيال متكررة، شيوخ عشائر وأكاديميين ورجال دين من العرب السنة، وألصقت التهم بتنظيم الدولة، كما أن هناك تصفية حسابات بين فصائل الحشد يتم تنفيذها باغتيالات، وعمليات التفجير المتبادلة، واستهداف مقرات بعضها البعض".
ويميز الضابط بين نشاطات الحشد الشعبي وتنظيم الدولة بالقول: "نحن كشرطة؛ نعلم الهدف الذي تم استهدافه من قبل التنظيم، أو غيره، فالتنظيم يستهدف الجميع، سنة وشيعة، وينفذ عملياته بشكل سري، لكن المليشيات تقوم بعمليات مكشوفة أمام الناس، ولا نستطيع كقوات شرطة التدخل".
وتمكن تنظيم الدولة من اغتيال أربعة من قيادات الحشد الشعبي وسط بعقوبة خلال الشهر الماضي فقط، "وتبادلت فصائل الحشد الشعبي الاتهامات فيما بينها، ما أدى إلى خلافات كبيرة بينها، وصلت إلى حالة تبادل إطلاق النار الذي لم يستمر إلا لدقائق معدودة، حيث أوقف بتدخل قيادات إيرانية موجودة في المدينة"، على حد قول الضابط في شرطة بعقوبة.
وعن دور الشرطة في المدينة؛ قال الضابط: "أصبح دورنا يقتصر على الإشراف على من يتم الزج بهم في السجون، ومعظمهم من أهل السنة، ولا يحق لنا التدخل؛ لا في التحقيق، ولا في الاعتقال".
وأضاف: "الضباط الإيرانيون يسيطرون على مفاصل المدينة، ويصدرون الأوامر، ويعتقلون ضباط الجيش والشرطة دون إخطار قياداتهم، وينفذ حزب الله الاعتقالات".
وأكد أن "بلدات بهرز وكنعان أصبحت ثكنات تابعة للحشد الشعبي، ومراكز تدريب بإشراف ضباط إيرانيين، ومعتقلاتها مليئة بشباب السنة"، متابعا بأنه "بلغتنا شكاوى منذ مطلع الشهر الحالي، عن اختفاء ما يقارب الـ40 سنيا من بعقوبة وحدها، الأمر الذي دفع الأهالي السنة إلى مغادرة مركز محافظة ديالى، وهي مدينة بعقوبة، متوجهين إلى كردستان".
وخلص الضابط إلى القول بأن "الوضع الأمني في ديالى خارج السيطرة تماما، بسبب هيمنة الحشد الشعبي، وقلة خبرته في العمل الأمني، وغياب الكفاءات، وهذا الوضع استغله تنظيم الدولة في تنشيط خلاياه النائمة".
وكانت تقارير لمنظمات دولية؛ قد أكدت أن مليشيات الحشد الشعبي تشن حملة تطهير عرقي ضد العرب السنة في محافظة ديالى المحاذية لإيران.