زعمت مليشيا عصائب أهل الحق في
العراق، في تصريحات لمتحدثها، الأحد، بأن خاطفي العمال
الأتراك "مدفوعون من مخابرات دولية وأمريكية لتشويه سمعة الشيعة والحشد الشعبي".
وقال المتحدث باسم المليشيا التي هي أحد أهم تشيكلات "الحشد الشعبي" المسلحة، نعيم العبودي، وفق ما نقله موقع قناة العالم الإيرانية، إن "العصابات الإجرامية التي تبنت خطف العمال الأتراك، مدفوعة من جهات ومخابرات دولية وأمريكية، بهدف تشويه الجانب الشيعي، لاسيما أن بعض المحطات الإعلامية تحاول ربط الأمر بالحشد الشعبي".
وقال الموقع الإيراني إن مجموعة مسلحة عراقية مجهولة، تطلق على نفسها اسم (فرق الموت)، تبنت الجمعة الماضي،
اختطاف 18 عاملا
تركيا في بغداد، واشترطت في شريط فيديو بث على مواقع التواصل الاجتماعي، تنفيذ تركيا لمطالب عدة للإفراج عنهم، منها إيقاف ضخ النفط من كردستان عبر أراضيها.
وأضاف العبودي بحسب موقع "المسلة" أن تلك "الجهات المغرضة تحاول خلط الأوراق من خلال تشويه سمعة الحشد الشعبي".
وقال العبودي إن "الحركة تسعى مع الحكومة لكشف هوية تلك العصابات، التي تدعي الانتساب لآل البيت زورا وبهتانا".
من جانبها، استنكرت المرجعية الدينية العليا في العراق، السبت، التعرّض للعمال الأتراك "الأبرياء الذين لا دور لهم في أحداث المنطقة"، وعدّت أن "ادعاء خاطفيهم الانتماء للحسين بن علي، يشكل إساءة لآل البيت وإسقاطا لهيبة الدولة"، على حد تعبيره.
وطالبت المرجعية بإطلاق سراح المختطفين الأتراك.
وتابع العبودي: "لو استعرضنا تصريحات المسؤولين والخبراء الأمريكيين، وآخرهم مدير وكالة استخبارات الدفاع، الذي قال إن العراق وسوريا لا يمكن أن يستمرا دولا بسبب الحروب، وإن خريطة الشرق الأوسط ستتغير، سنرى ما هو المخطط الحقيقي وراء تلك الأعمال، وفق قوله.
ووصف المتحدث باسم مليشيا العصائب مختطفي الأتراك بـ"العصابات الإجرامية"، واتهمها بأنها "شكلت بموجب أجندات دولية وصهيونية أمريكية، لتخريب الوضع الأمني في العراق، تمهيدا لتقسيمه على أساس طائفي، ومن ثم تقسيم المنطقة".
ولفت إلى أن "الحركة حذرت مرارا من وجود مشروع كبير لتفتيت العراق لصالح الكيان الصهيوني، وما داعش إلا أداة لذلك، ما يوجب تنبه الشيعة والسنة لإفشال ذلك".
يذكر أن مصدرا في وزارة الداخلية العراقية، أفاد في الثاني من أيلول/ سبتمبر الجاري، بأن مسلحين مجهولين اختطفوا 18 عاملا، بينهم أتراك، يعملون في مشروع رياضي، شرقي بغداد.
فيما كشف مصدر مطلع، أن المسلحين الذين اقتحموا ملعبا في منطقة الحبيبية، في العاصمة بغداد، وكانوا يرتدون ملابس عسكرية، ويستقلون سيارات سوداء اللون، رباعية الدفع.
وتعدّ هذه المرة الأولى التي يخطف فيها أتراك على يد مسلحين مجهولين في منطقة تتمتع فيها الفصائل الشيعية المسلحة، التي تقاتل إلى جانب القوات الأمنية ضد تنظيم الدولة بنفوذ واسع.
وغداة الخطف، أعلنت قيادة عمليات بغداد عن مقتل جندي في مواجهات مع مسلحين في أثناء مداهمة؛ بحثا عن أحد المشتبه بتورطهم في العملية.
يشار إلى أن استعانة الحكومة العراقية بالفصائل الشيعية المسلحة، تسببت بتزايد نفوذ الأخيرة بشكل أثار حفيظة أطراف عدة، منها واشنطن ومنظمات حقوقية دولية اتهمت بعض هذه الفصائل بالتورط في عمليات خطف وسرقة، وأخرى بأنها ذات طبيعة مذهبية، دون رقيب أو حسيب.
وكانت المجموعة الخاطفة طالبت تركيا "بوقف تدفق المسلحين إلى العراق، وعدم السماح للنفط المسروق من كردستان بالمرور عبر أراضيها، بتوجيه الأمر إلى مليشياتها (جيش الفتح) لرفع الحصار عن قرى الفوعة وكفريا ونبل والزهراء والسماح بوصول المساعدات إليها". وهددت بـ"سحق المصالح التركية وعملائها" في حال عدم الاستجابة للمطالب.
وقال مراقبون إن مطالبة "جيش الفتح" بفك الحصار عن بلدات في شمال سوريا، هو الهدف الأساسي من عملية الخطف، ما يفتح الباب أمام المزيد من ربط الأزمتين السورية والعراقية بعضهما مع بعض.