صحافة دولية

أسقف سابق يدعو بريطانيا للتركيز على إيواء مسيحيي سوريا

صاندي تلغراف: الأسقف السابق للكنيسة الإنجليزية لورد كيري يدعو إلى إنقاذ مسيحيي سوريا - أ ف ب
صاندي تلغراف: الأسقف السابق للكنيسة الإنجليزية لورد كيري يدعو إلى إنقاذ مسيحيي سوريا - أ ف ب
دعا الأسقف السابق للكنيسة الإنجليزية لورد كيري، إلى عمليات عسكرية ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا لإنهاء خطر التنظيم. 

وذكرت صحيفة "صاندي تلغراف" نقلا عن الأسقف السابق دعوته لإنقاذ مسيحيي سوريا. ودعا إلى "سحق" تنظيم الدولة بالقوة العسكرية. وفي مقال نشرته الصحيفة، قال إن إرسال الدعم الإغاثي إلى سوريا "لا يكفي"، ولا حتى استقبال أعداد جديدة من اللاجئين السوريين.

ويشير التقرير إلى أن أسقف كانتبري السابق يرى أن الطريقة الوحيدة للتعامل مع تنظيم الدولة لا تتم إلا بالقوة، وأن "هناك حاجة للغارات الجوية وأشكال أخرى من الدعم العسكري" لسوريا. 

وتنقل الصحيفة عنه قوله، إن على بريطانيا أن تضع نصب عينيها أولوية مساعدة اللاجئين المسيحيين، الذين كانوا ضحية "التطهير العرقي"، والذين قطعت رؤوس رجالهم، وصلبوا واغتصبت نساؤهم، وأجبروا على تغيير دينهم. 

ويلفت التقرير إلى أن الأسقف دعا إلى التركيز على المسيحيين السوريين؛ لأنهم لا يشكلون تحديات "في الاندماج"، ولأن بريطانيا بلد مسيحي، ولديه كنيسة قائمة راغبة جدا بمساعدة وتوطين اللاجئين. وبالمقارنة يقول إن "هناك لاجئين مسلمين إلى أوروبا"، وهو ما أدى إلى نشوء "غيتوهات"، حيث يعيش السكان "حياة مختلفة". ودعا دول الخليج إلى فتح أبوابها للسوريين المسلمين الفارين من النزاع.

وترى الصحيفة أن التعليقات الصادرة من واحد من أهم المسؤولين الدينيين في بريطانيا ستلقى ترحيبا من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي يجد أن التدخل العسكري مهم لحل الأزمة السورية. ومن المتوقع أن يقدم مشروع التدخل العسكري للبرلمان البريطاني، الذي سيعود للانعقاد بعد عطلته الصيفية يوم غد الاثنين. ويفضل كاميرون الانتظار إلى حين انتخاب زعيم جديد لحزب العمال من أجل تأمين "إجماع حقيقي" داخل مجلس النواب. 

وينوه التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن تصريحات الأسقف السابق قد تزامنت مع تصريحات وزير الخزانة في حكومة المحافظين جورج أوزبورون، حيث دعا إلى مواجهة تنظيم الدولة ورئيس النظام السوري بشار الأسد، لوقف تدفق  المهاجرين إلى أوروبا. وجاءت تصريحاته في ضوء خطط للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لتوسيع الحملات الجوية ضد تنظيم الدولة إلى سوريا. 

وتقول الصحيفة إن قرار الرئيس الفرنسي يأتي في ظل الجدل حول التدخل الروسي في سوريا وحديث الرئيس الفرنسي عن تويسيع دور موسكو هناك. فقد أكد فلاديمير بوتين، ولأول مرة، أن بلاده تقدم دعما "جديا" للأسد ورفض استبعاد فكرة التدخل العسكري في المستقبل. 

ويورد التقرير ما كتبه لورد كيري في مقالته: "لا أعتبر إرسال الدعم للاجئين في الشرق الأوسط كافيا. بل إن علينا أن نجدد الجهود العسكرية والدبلوماسية من أجل سحق الخطر الخبيث المزدوج لتنظيمي الدولة والقاعدة مرة وللأبد". 

ويضيف كيري: "لا تتخيل أنني مخطئ؛ لأن هذا يعني غارات جوية ودعما بريطانيا عسكريا من أجل بناء جيوب آمنة في سوريا". 

وتفيد الصحيفة بأن دعوة الأسقف السابق لقيت دعما من وزير الدفاع السابق ليام فوكس، الذي قال إن "السياسة التي تقوم على ضرب تنظيم الدولة في العراق فقط غريبة، ولا تجعلنا قليلي المنفعة، ولكننا أقل أهمية في نظر شركائنا الآخرين". وأضاف أنه "عندما نحدد تهديدا ما باعتباره يؤثر على أمننا القومي، فإن علينا واجب التعامل معه، فالتعامل مع أزمة اللاجئين ليس كافيا، فقد حان الوقت للتحرك والتعامل مع جذور المشكلة". 

ويستدرك التقرير بأنه رغم الحشد الداعي إلى التدخل العسكري، فإن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان كريسبين بلانت، يجد أن التخلص من نظام الأسد لا يحل المشكلة. وقال في مقال نشرته الصحيفة ذاتها إن على الحكومة البريطانية أن تسهم في العثور على حل سياسي وإنهاء العنف. 

وتذكر الصحيفة أن بلانت قد دعا البرلمان إلى ألا يتسامح مع نقاش يتجاهل  استراتيجية دولية للأزمة. وقال إن بريطانيا بحاجة إلى أجوبة قانونية على مهمة عسكرية زاحفة، ويجد أن على الحكومة أن تقدم تبريرا قانونيا وتوضيحات حول قانونية الغارات الجوية، التي قد تطال قوى غير تنظيم الدولة، مثل قوات النظام السوري.. مؤكدا أن أي استراتيجية ضد تنظيم الدولة لن تكون مكتملة دون سياسة متماسكة تجاه دمشق وتسوية سياسية سورية. 

وتختم "صاندي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أنه قال إن بريطانيا لديها قدرات دبلوماسية أكثر من العسكرية، وتستطيع المساهمة في بناء مدخل دبلوماسي متعدد الوجوه، وتدخل في حيثياته الأطراف الضرورية، محلية وإقليمية ودولية، "فنحن بحاجة إلى أنقرة والرياض وطهران ودعم دولي من واشنطن وروسيا، والاتفاق حول مستقبل سوريا بناء على الوقائع الموجودة على الأرض". 
التعليقات (1)
متابع
الإثنين، 07-09-2015 06:11 م
بريطانيا هتقبل كله ...مسيحيينو مسلمين ...