سياسة عربية

فريدمان يشن هجوما غير مسبوق على السعودية ويدافع عن إيران

المعلق الأمريكي اليهودي توماس فريدمان - أرشيفية
المعلق الأمريكي اليهودي توماس فريدمان - أرشيفية
تحت عنوان "صديقتنا للأبد الراديكالية الإسلامية.. السعودية"، كتب المعلق الأمريكي اليهودي الشهير توماس فريدمان في نيويورك تايمز مهاجما المملكة العربية السعودية عشية زيارة الملك سلمان للولايات المتحدة.

وكان فريدمان يعلق على تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" عن رسالة أرسلها 200 جنرال متقاعد في الجيش الأمريكي إلى الكونغرس، محذرين فيها من تداعيات اتفاق النووي على الأمن القومي الأمريكي.

ورأى فريدمان أن الرسالة احتوت على نقاشات مشروعة مع وضد الاتفاقية، لكن نقاشا ظهر في الرسالة كان خطيرا وغير صحيح، ويتعلق بالتهديدات الحقيقية على أمريكا والنابعة من الشرق الأوسط.

ورفض فريدما كلام الجنرال توماس ماكينري، النائب السابق لقائد القوات الأمريكية في أوروبا عن الاتفاقية، الذي قال فيه: "ما لا أحبه فيها هو أن القادة الكبار للراديكالية الإسلامية في العالم هم الإيرانيون، فهم تجار الراديكالية الإسلامية في كل أنحاء الشرق الأوسط، وفي كل أنحاء العالم، وسنساعدهم على امتلاك الأسلحة النووية".

ورد فريدمان على الجنرال بالقول إن لقب "باعة الراديكالية الإسلامية" لا يمت للإيرانيين بصلة، لأنه صفة "حليفتنا المعتبرة السعودية".

وبعد أن تحدث عن تغطيته كصحفي "للهجوم الانتحاري عام 1983 على ثكنات المارينز في بيروت، الذي يعتقد أنه من عمل مخلب القط الإيراني "حزب الله"، قال فريدمان إن "الإرهاب الإيراني ضد الولايات المتحدة كان في طبيعته جيوسياسيا: الحرب بوسائل مختلفة لإخراج الولايات المتحدة من المنطقة حتى تتسيّدها إيران وليس نحن".

ويقارن فريدمان إرهاب إيران بهجمات أيلول/ سبتمبر 2001 ، التي شارك فيها 15 سعوديا من بين 19 انتحاريا، معتبرا أن الهجمات كانت "مدمرة لاستقرار واعتدال العالم العربي والإسلامي بشكل عام أكثر من مليارات ومليارات الدولارات التي استثمرتها السعودية منذ سبعينات القرن الماضي من أجل محو التعددية في الإسلام -الصوفية والمعتدلون السنة والشيعة- وفرض نسخة سلفية وهابية طهورية معادية للحداثة والمرأة والغرب نشرتها المؤسسة الدينية السعودية".

وبهذا السبب، يرى فريدمان أنه ليس مصادفة أن ينضم الآلاف من السعوديين لتنظيم الدولة الإسلامية. ولم يكن مصادفة أيضا قيام الجمعيات الخيرية في الخليج العربي بالتبرع للتنظيم. والسبب كما يقول فريدمان "أن هذه الجماعات السنية الجهادية خرجت من الوهابية، وهي التي تقوم السعودية بحقنها في المساجد والمدارس من المغرب إلى باكستان وإندونيسيا".

ويقول فريدمان إن الولايات المتحدة امتنعت عن وصم السعوديين بهذه التهمة؛ "لأننا أدمنا على نفطهم. والمدمنون لا يقولون الحقيقة لمن يروجون لها".

وينتهي فريدمان إلى القول بأن "السعودية تحالفت مع الأمريكيين في عدد من القضايا، وهناك معتدلون ممن يمقتون السلطات الدينية، لكن الحقيقة باقية، وهي أن تصدير السعودية للإسلام الطهوري الوهابي كان من أسوأ ما حدث للتعددية العربية والإسلامية في القرن الماضي". أما عن إيران فقال إنه "في الوقت الذي تعدّ فيه طموحات إيران حقيقية، ويجب تحديد خطرها، لكن لا تشتري الكلام التافه الذي يقول إنها المصدر الوحيد لعدم الاستقرار في المنطقة".
التعليقات (22)
الأحد، 22-11-2015 04:49 م
توماس فريدمان * مقالات سابقة للكاتب إبحث في مقالات الكتاب مسافر إلى المملكة العربية السعودية في مدينة الرياض كنت في ذلك اليوم بداخل المصعد في الفندق الذي سكنت فيه عندما تأملني سعودي محترم قبل ان يغادر المصعد في الطابق الواقع اسفل الطابق الذي سكنت فيه. كان يرتدي الزي السعودي التقليدي المتمثل في الثوب والشماغ الاحمر اللون، بينما كنت ارتدي حلة حديثة ورباط عنق. تأملني بدقة قبل ان يسألني: «اميركي انت؟». اجبته: «اجل». ثم مد يده ليصافحني مبتسما بحرارة وقال: «أنا سعودي». بدى الامر لي وكأن الرجل اراد مجاملتي والقول «اننا ما زلنا نحبكم ـ ونأمل انكم ايضا تحبوننا». خلال ثمانية ايام من المناقشات التي اجريتها هنا، مررت بمواجهات كلامية لن انساها، اذ انها لم تكن كلها حميمة، شيء واحد تعلمته هو ان هذا مكان معزول غير واضح المعالم. فلقرون عديدة ابقت الصحراء الاجانب جانبا، وفي ما بعد، عندما هلت الثروة النفطية، استمتع السعوديون برفاهية ان يكونوا وحدهم اصحاب قرار السماح للاجانب بدخول بلادهم وفقا لشروطهم، واولئك الذين سمح لهم بالدخول اعتادوا ان يطرحوا على السعوديين فقط ما يود السعوديون الاستماع اليه. لكن وبعد الحادي عشر من سبتمبر، واكتشاف ان 15 من بين الـ19 خاطفا كانوا سعوديين ها هو العالم يطرق ابواب المملكة العربية السعودية ويدخلها حتى بدون تأشيرة دخول. وفجأة ها هم السعوديون يستمعون الى ما يعتقده العديد من الاجانب، الذين لم يكونوا بحاجة لمجاملتهم، بشأن بلادهم ـ وهو انها اصبحت مصدرا للمال، وللتنظير الاسلامي، ولأولئك الذين يتهددوننا الآن. وهذا الطرح اصاب العديد من السعوديين بالدهشة، فعلى الرغم من انهم احتفوا بي وهم يستقبلونني، الا انني انزعجت لآلامهم التي قذفوها في وجهي. شعرت بذلك عندما حدثتني طبيبة عن تجربتها، وقد شعرت بالخجل عندما تأمل شرطي على الحدود في دولة اجنبية جواز سفرها مرتين، ذلك الجواز الذي كان محترما ذات يوم، وكيف انها ارادت ان افهم ان السعوديين هم «أناس معتدلون». كما شعرت بذلك وانا اجيب على مسؤول سعودي طلب مني نهاية مقابلتي معه الاجابة على السؤال التالي: «ماذا سيحل بنا؟» ـ الآلاف من السعوديين الذي تلقوا تعليمهم في الولايات المتحدة وراقت لهم ويبعثون باولادهم الى هناك لقضاء العطلة، والذين يشعرون الآن بالضرر بسبب جنسيتهم الى حد ما. وشعرت بذلك بشكل عاطفي من استاذة جامعية سعودية. فلا يغركم الزي الاسلامي، لان النساء اللواتي تحدثت معهن احدثن فيَّ اكبر الأثر. لقد اوشكت على ان تدفعني للبكاء في جريدة «عكاظ» عندما تحدثت من قلبها عن اهمية الاسلام بالنسبة لها ولشخصيتها وعن مشاعر الالم الشديد التي اصابتها وهي ترى دينها يتعرض للأذى ولسوء الفهم من قبل الاجانب. لكن اولئك الذين حدثوني عن آلامهم استمعوا ايضا الى ألمي ـ ألمي من حقيقة ان 15 سعوديا ذهبوا الى بلادي وشاركوا في قتل 3 الاف اميركي، وانه وحتى اليوم لم تتمكن المملكة العربية السعودية بحق من ايضاح من هم اولئك الخاطفون وما هي دوافعهم. وافضل ما استمعت اليه هو انهم عبارة عن «منحرفين». على ان هناك نوعين من المنحرفين ـ المنحرفون الذين يؤمنون بما يؤمن به الجميع من حولهم والفارق الوحيد بينهم هو انهم يعملون وفقا لما يؤمنون به، والمنحرفون الذين يؤمنون باشياء لا احد حولهم يؤمن بها. ولو كان هناك مثل هؤلاء المنحرفين، كما سألت، فلماذا قال لي موظف اميركي في احد المستشفيات السعودية انه شعر بصدمة وهو يرى الاطباء والممرضين السعوديين مبتهجين في يوم 11 سبتمبر. قالوا لي ان هذا لم يكن الشعور الحقيقي للسعودين، وقالوا لي ان الخاطفين تلقوا تعليمهم في اميركا. وقالوا لي ان الذي امرهم بالقيام بفعلتهم كان جهاز الموساد او «سي.آي.ايه» وقالوا لي في احدى الجلسات ان اليهود يسيطرون على حكومة الولايات المتحدة، وان ذلك يمثل صلب المشكلة، وهذا ما دفعني للانسحاب من المناقشة ومغادرة المكان. قالوا لي ان الخاطفين كانوا يعبرون عن الغضب العربي من التأييد الاميركي الاعمى للعنف الاسرائيلي تجاه الفلسطينيين. وقد سألتهم، اذا ما كانت تلك هي القضية، فلماذا لم يقل اسامة بن لادن ان ما دفعه الى ذلك كان رغبته في طرد الولايات المتحدة من جزيرة العرب؟ لكن احدا لم يقدم لي اجابات جيدة. كنت على وشك استنتاج ان الفجوة الثقافية بيننا كانت شاسعة ولا يمكن تجاوزها، لو انني لم التق بقلة من السعوديين الذين تلقوا تعليمهم في الولايات المتحدة، واعربوا لي على انفراد، بانهم يتفقون معي في ما طرحته. حيث قال لي احدهم: «ان العقلية العشائرية هنا راسخة للغاية، وفي الصحراء، عندما تتعرض عشيرة للهجوم، لا بد ان يقف الجميع معا. فالناس يعلمون بان هناك مشاكل متعلقة بنظامنا التعليمي (الاسلامي)، وبعضهم يشعرون بسعادة لانك تمكنت من الحديث عنها. لكنهم يشعرون بانهم معرضون للخطر، ولذلك فانهم لن يتحدثوا بصراحة معك «اولا يرغبون في ان ينظر اليهم على انهم يحدثون» تغييرا لانك طالبتهم به، المشكلة الحقيقية ليست في الكتب، بل في اولئك الذين يفسرونها مستغلين تجمعات يوم الجمعة ويطرحون «على الشباب» ان اميركا تريد ان تدمر الاسلام. * خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»
صالح الصالح
السبت، 05-09-2015 08:55 م
المربوط اضطر من المفتلت
عمرو
السبت، 05-09-2015 01:11 ص
كلامه صحيح 100% و کل العالم يعرف ان فکره الوهابيه هي منشاء تتطرف في العالم.
albader
الجمعة، 04-09-2015 11:48 م
يبدوا بأن المبلغ الذي أستلمه فريدمان من إيران لكتابة هذه السطور كان مجزيا لكتابة هذه السطور .. وينم عن جهل ورؤى مقننه
صدق الصهيوني
الجمعة، 04-09-2015 11:35 م
stop