الشهية المفرطة لأكل الأسماك في هونغ كونغ تهدد المحيطات
هونغ كونغ - أ ف ب18-Aug-1509:21 AM
0
شارك
تعتبر هونغ كونغ ثاني أكثر المناطق استهلاكا للمنتجات البحرية في آسيا - أ ف ب
يعشق الكثير من السياح والذواقة في هونغ كونغ تناول الأسماك وثمار البحر؛ وبسبب تقنيات الصيد غير المراعية للبيئة فإنها تزخر قوائم الطعام المحلية بالأنواع البحرية المهددة، ما دفع بالناشطين البيئيين إلى التحرك سعيا لتغيير العادات الغذائية السائدة.
وتعتبر هذه المستعمرة البريطانية السابقة ثاني أكثر المناطق استهلاكا للمنتجات البحرية في آسيا مع معدل 71.2 كليوغرام لكل نسمة سنويا، أي أكثر من أربعة أضعاف المعدل العالمي بحسب فرع هونغ كونغ في الصندوق العالمي للطبيعة.
وتنتشر الأسماك وسرطانات البحر والمحار بكثرة على قوائم الطعام في المطاعم الراقية. ونظرا للحاجة إلى أن يكون الطعام طازجا بأكبر نسبة ممكنة، يختار الزبون السمكة التي يريد تناولها في وقت تكون لا تزال فيه حية وتسبح داخل حوض للأسماك.
وتضم قائمة الأطباق الأكثر استهلاكا في هونغ كونغ أنواعا عديدة، بينها السلطعون المشوي مع المعكرونة والكركند الحار مع صفار البيض المملح.
هذه المدينة التي تعد سبعة ملايين نسمة تعتبر واحدة من أكبر مستوردي المنتجات البحرية في العالم، لأن مياه هذه المنطقة الخاضعة لحكم ذاتي والتي أعيدت إلى سيادة الصين سنة 1997 أفرغت من أسماكها منذ زمن طويل.
ويذكر أن أكثر من 50% من الأجناس التي تطهى في المطاعم التقليدية في هونغ كونغ مصدرها موارد "قليلة الاستدامة"، بحسب "مؤشر أحواض الأسماك" الصادر عن الصندوق العالمي للطبيعة.
ويقول مدير قسم الحفظ في الصندوق العالمي للطبيعة في هونغ كونغ غايفن إدواردز لوكالة فرانس برس، إن "الصيد المفرط يؤدي إلى انهيار المخزونات ويدفع بالكثير من الأجناس إلى شفير الاندثار، لكن هذه الأنواع لا تزال تقدم على قوائم الطعام".
ومن بين هذه الأنواع المقدمة ثمة منتجات يتم الاستحصال عليها عبر وسائل مثيرة للجدل، مثل الصيد بمادة السيانيد أو الصيد المفرط وفق إدواردز.
ونشر الصندق العالمي للطبيعة أخيرا عبر الإنترنت قائمة بالمنتجات المستدامة، مطالبا المطاعم بالاكتفاء بتقديم أنواع بحرية لا تهدد استمرار المحيطات.
إلا أن تحقيق هذا الهدف لا تزال دونه عقبات. تيد ماهيزاوا، طالب ياباني في الثانية والعشرين من عمره يزور هونغ كونغ. وقد تناول لتوه طبقا من الأسماك في محلة ساي كونغ الساحلية المعروفة بمطاعمها المميزة.
ويقر ماهيزاوا بأنه يجهل مدى "الاستدامة" للأصناف المقدمة له خلال وجبة الطعام التي تشمل سمك الهامور المطهو على البخار والقريدس. ويقول: "صحيح أننا نفضل ألا نعرف الكثير عن الموضوع"، وذلك خلال جلوسه على بعد مترين من أحواض أسماك تعج بالأسماك المرجانية وسرطانات البحر الحية.
وتقول جانيس فونغ، خلال انتظار تقديم الطعام لها في مقهى على قمة بيك التاريخية في هونغ كونغ: "إذا ما قصدنا مطعما فاخرا أو متاجر متخصصة، فسيفصحون ربما عن مصدر هذه الأسماك".
لكنها تؤكد أنه "في حال قيل لي إنني أتناول صنفا مهددا فإنني سأتفادى ذلك". والتزم المطعم بتوصيات الصندوق العالمي للطبيعة، رافضا على سبيل المثال تقديم زعانف أسماك القرش ضمن أطباقه".
ويوضح الطاهي في المطعم وليام تشانغ لوكالة فرانس برس، خلال إنجازه طبقا من الرافيولي بثمار البحر: "الناس لا يلاحظون بالضرورة الفرق إذا ما تجنبنا تقديم زعانف أسماك القرش في المقبلات".
ويعتبر أن الخطوة الأولى يجب أن تقوم بها المطاعم على طريق تغيير العادات الغذائية. كما أن بعض المزودين العاملين في قطاع المطاعم يحاولون تغيير السلوكيات الخاطئة في هذا المجال.
ويأمل مارك كووك المصرفي السابق والعامل حاليا في مجال تربية أسماك الهامور، في المساهمة بالحد من تقديم الأنواع المهددة. وقد منحت مزرعته في ين لونغ شمالي هونغ كونغ شعار "مؤسسة للأصناف المستدامة"، من جانب الصندوق العالمي للطبيعة سنة 2013.
ويقول: "لدينا حوالي 35 ألف سمكة. حتى لو أكلناها كلها فلن يكون لذلك تأثير على النظام البيئي لأن هذه الأسماك لم تكن يوما في المحيطات".
إلا أن بعض أصحاب المطاعم يخشون تكبد خسائر في حال تعديلهم لقوائم الطعام المقدمة لديهم.
ويلفت نغ واي لون، أحد أصحاب مطعم شوين كي للأطباق البحرية في ساي كونغ، إلى أن "الكثير من زبائننا يقصدوننا من بر الصين الرئيس ويطلبون أمورا لم يعرفوها من قبل"، مضيفا أنهم "هم يحبون اختيار الأسماك الملونة أو الأسماك البرية بعد فترة وجيزة على صيدها".
ويشير أيضا إلى أن تقديم مواد مستدامة سيتطلب من مطعمه الاستغناء عن 70% من الأصناف الموجودة على قائمة الطعام.
لكن مع ذلك، فإن ثمة تقدما حاصلا على هذا الصعيد وفق الناشطين البيئيين؛ "فقد أظهر استطلاع حديث للرأي أن 80% من المستهلكين يرفضون شراء أنواع غير مستدامة من الأسماك في حال كانوا على بينة من ذلك"، وفق غايفن إدواردز.