حول العالم

اكتشاف نوع جديد من البرمائيات المفترسة في أعماق البحر.. تعرف عليه

يشير الباحثون إلى أن خندق أتاكاما لا يزال يحمل في طياته أسرارا عديدة- cco
يشير الباحثون إلى أن خندق أتاكاما لا يزال يحمل في طياته أسرارا عديدة- cco
أعلن فريق من العلماء عن اكتشاف نوع جديد من البرمائيات المفترسة في خندق أتاكاما، قبالة الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية، ليُضاف هذا الاكتشاف إلى قائمة الكائنات الغريبة التي تعيش في أعماق المحيطات، في بيئات بالغة القسوة والغموض.

ووفقًا لتقرير نُشر على موقع "ساينس ألرت"، فإن المخلوق المكتشف، الذي أطلق عليه اسم Dulcibella camanchaca، يتميز بقدرته العالية على السباحة بسرعة، ويتغذى على فرائس أصغر حجما.

عُثر عليه على عمق مذهل يصل إلى 7902 متر تحت سطح المحيط، وهو بذلك يُعد أول نوع من البرمائيات المفترسة الكبيرة التي يتم العثور عليها في ما يُعرف بمنطقة الهادال، أعمق مناطق المحيطات.


كانت الدراسات السابقة تشير إلى أن غالبية البرمائيات التي تعيش في هذه الأعماق تعتمد على المواد العضوية المتحللة أو الحطام المتساقط من طبقات المحيط العليا كمصدر غذائي. إلا أن هذا الاكتشاف الجديد يُظهر قدرة على التكيف المفترس النشط في مثل هذه البيئات القاسية، ما يشكل اختراقًا في فهم التنوع البيولوجي في هذه الأعماق.

نشرت نتائج هذا الاكتشاف في مجلة Systematics and Biodiversity، حيث أوضح العلماء أن هذا النوع يمثل خطوة حاسمة لفهم الحياة البحرية في البيئات المتطرفة. وأشاروا إلى أن خندق أتاكاما قد يكون نقطة ساخنة للتنوع البيولوجي الفريد، ما يتطلب المزيد من البحث لتحديد أنواع أخرى غير مكتشفة.

تميز المخلوق D. camanchaca بحجم أكبر من المعتاد لأنواع البرمائيات المماثلة، إذ يبلغ طوله نحو 4 سنتيمترات. كما أن لونه الأبيض الشاحب، وهو سمة شائعة للكائنات التي تعيش في الظلام الدامس، وقدرته الفائقة على السباحة، تعكس تكيفًا فريدًا مع بيئته.

اظهار أخبار متعلقة


تم اختيار اسم camanchaca للإشارة إلى الأعماق المظلمة التي يسكنها هذا الكائن، حيث يُستمد المصطلح من اللغات الأصلية في غرب أمريكا الجنوبية ويعني "الظلام".

وتعاون فريق دولي من العلماء من الولايات المتحدة وتشيلي لإجراء هذه الدراسة، مستخدمين تقنيات حديثة لاستكشاف أعماق خندق أتاكاما. ويُتوقع أن يُسهم هذا الاكتشاف في فهم كيفية تكيف الكائنات الحية مع البيئات القاسية، كما أنه قد يُلقي الضوء على إمكانية الحياة في أماكن أخرى في النظام الشمسي، مثل الأقمار المحيطية أوروبا وإنسيلادوس.

ويشير الباحثون إلى أن خندق أتاكاما لا يزال يحمل في طياته أسرارًا عديدة، داعين إلى توسيع الجهود البحثية لاستكشاف المزيد من الكائنات الحية التي قد تكون كامنة في أعماق المحيطات.
التعليقات (0)

خبر عاجل