بلغت معدلات استهلاك
الكحول في
إيران مستويات مثيرة للقلق، مما جعل حكومة البلاد تعتزم تأسيس مراكز لمعالجة وإعادة تأهيل المدمنين على تناول المشروبات الكحولية.
وحسب تقرير لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية، السبت، فإن وزارة الصحة الإيرانية تعتزم فتح 150 مركزا لمكافحة الإدمان على الكحول، في مناطق مختلفة من البلاد، بهدف حل المشكلة، التي وصلت إلى "أبعاد مخيفة".
ورغم أن عدد المدمنين على المشروبات الكحولية في إيران أقل منه في روسيا و ألمانيا، إلا أن المشروبات المستهلكة تتميز بارتفاع درجة الكحول فيها.
وحسب معطيات منظمة الصحة العالمية، فإن مدمن الكحول في إيران يستهلك 24.8 لترا من الكحول الصافي سنويا، وهي كمية تزيد عما يستهلكه الفرد في روسيا أو ألمانيا أو بريطانيا.
وقال شايان، مدمن إيراني سابق في الثانية والثلاثين من عمره، إنه كان يتناول أسبوعيا أربع لترات فودكا منزلية، درجة الكحول فيها 45%، منذ كان في السادسة عشرة، ويتعاطى غرامين من الهيروين يوميا، موضحا أنه شفي من الإدمان بفضل منظمة تدعى "مدمنون بلا اسم".
بدوره، قال الأخصائي النفسي، محمود، وهو من هواة تسلق الجبال، إنه يتسلق الجبال خارج طهران أسبوعيا منذ ثمانية أعوام، وإنه لاحظ، في الآونة الأخيرة، أن الشباب الذين يتسلقون الجبال تفوح منهم رائحة الكحول، وأنهم يفضلون تناول الكحول في الجبال بعيدا عن الأنظار.
من جانبه، قال أخصائي مكافحة الإدمان على المخدرات والكحول، سعيد سفاتيان، "إن خطة وزارة الصحة لفتتاح مراكز إعادة تأهيل المدمنين أمر مفرح"، مضيفا: "على الأقل اعترف المسؤولون بضرورة فتح هذا النوع من المراكز في البلاد".
وافتتحت السلطات الإيرانية أول مركز لمعالجة الإدمان على الكحول عام 2013، إلا أنه لم يحظ بالإقبال من جانب المجتمع، خشية تسجيل السلطات أسماء المترددين عليه.
وقال مسؤول في وزارة الصحة الإيرانية، في تصريح الشهر الماضي، إن كمية المشروبات الكحولية المستهلكة في البلاد تبلغ 420 مليون لتر سنويا، إلا أن السلطات نفت صحة التصريح المذكور.
وحظرت إيران، بعد ثورة 1979، تعاطي وبيع المشروبات الكحولية، وسمحت بها للأقليات الدينية فقط.
ووفقا لأرقام رسمية، فإن كمية تتراوح ما بين 60 مليون و80 مليون لتر من المشروبات الكحولية تدخل إيران عن طريق التهريب، ولا تتمكن الشرطة من مصادرة أكثر من 20 مليون لتر منها.