سياسة عربية

مصادر سعودية تنفي لقاء المملوك بإبن سلمان و"الأخبار" تؤكد

نشرت "الأخبار" أن الأمير السعودي محمد بن سلمان التقى علي المملوك - أرشيفية
نشرت "الأخبار" أن الأمير السعودي محمد بن سلمان التقى علي المملوك - أرشيفية
نقلت صحيفة "جنوبية" اللبنانية عن مصادر قريبة من المسؤولين في المملكة السعودية، قالت إنها على اطلاع على ما يدور في بعض أنحائها، قولها إنّ مانشرته صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن لقاء بين اللواء السوري علي المملوك، وبين ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في السعودية، ما هي إلا "من نسج خيال جريدة الأخبار".

وأكد المصدر ذاته أنّ "الخبر خياليّ ومثير للسخرية"، مستبعدا لقاء الأمير محمد بن سلمان بالمملوك "المتّهم في قضية "سماحة –المملوك" بمحاولة تفجير في لبنان، بالتعاون مع الوزير السابق ميشال سماحة، الذي يعمل بإمرة بشار الأسد"، على حد قوله.

وأوردت صحيفة "جنوبية" سخرية الصحفي نديم قطيش من الخبر الذي تداولته "الأخبار" على صفحته في "فيسبوك"، مذكرا كيف أن الصحيفة سبق أن نشرت مثل هكذا أخبار "غير دقيقة" وفق ما وصفها البعض.

مذكرا بأنها نشرت خبرا في خريف العام 2011 يروي حكاية (صراعات داخل المحكمة الدولية) بين رئيسها أنطونيو كاسيزي والمدّعي العام حينها دانييل بلمار". 

وقال إن الخبر اعتبر أنّ الحديث عن "أسباب صحيّة" لاستقالته كان "من نسج الخيال". وبعد أسبوعين توفي كاسيزي "بعد صراع مع مرض السرطان".

وأضاف معلقا على الخبر الذي أوردته "الأخبار" حول اللقاء المزعوم أنه "ثمة تفاصيل مهمة غابت عن خبر جريدة الأخبار اليوم، بشأن استقبال الأمير محمد بن سلمان للواء علي المملوك، وهو أن الأمير السعودي اشترط للقاء المملوك أن يُسرَب الخبر في جريدة الأخبار لإعجاب الأمير محمد بها وبمصداقيتها"، الأمر الذي أثار سخريته. 

فقد قالت "الأخبار"  نقلا عن مصدر مطلع على اللقاء الذي ضم الرجلين ولم يحضره سواهما، إن "الأمير محمد روى للمملوك قصة إعجابه بالأخبار التي بدأت في خريف العام 2011". 

وقالت "الأخبار" إن الأمير السعودي أعجب بالصحيفة حين نشرت في 11 تشرين الأول/ أكتوبر تقريرا مفصلا بعنوان: "لهذه الأسباب قدم كاسيزي استقالته"، مضيفة أنها عرضت "تفاصيل أذهلت الأمير محمد عن الخلافات التي تعصف بالمحكمة الخاصة في لبنان والصراعات بين رئيسها أنطونيو كاسيزي والمدعي العام آنذاك دانييل بلمار". 

ولكن صحيفة "جنوبية" سخرت مما جاء في تقرير "الأخبار"، حيث إن كاسيزي توفي بعد معاناة مع مرض السرطان على عكس ما تناولته "الأخبار" التي نفت أن يكون لديه مشاكل صحية.

الأخبار تؤكد "اللقاء المعجزة"

في المقابل، أكدت صحيفة "الأخبار" اللقاء الذي وصفته بـ"اللقاء المعجزة" الذي جمع الأمير السعودي محمد بن سلمان برئيس مكتب الأمن القومي التابع للنظام السوري، اللواء علي المملوك.

وقالت إن طائرة روسية نقلت مملوك إلى الرياض للقاء الأمير بن سلمان، موضحة أن زيارة بن سلمان إلى روسيا كانت مفتاح هذا اللقاء، حيث أن "الاستخبارات الروسية كُلّفت بالتواصل مع مملوك لإنضاج فكرة لقاء مسؤول أمني سوري كبير التي طرحها الرئيس الروسي فلاديمير بويتن". 

وقالت إن "السعوديين اشترطوا أن يكون اللقاء في الرياض، فلم تبد دمشق أي ممانعة. وفي غضون أسابيع قليلة، حطّت طائرة روسية خاصة، على متنها نائب رئيس الاستخبارات الروسية، في مطار دمشق الدولي، وأقلّت مملوك الى مكتب محمد بن سلمان في العاصمة السعودية، حيث عقد اللقاء في حضور رئيس الاستخبارات السعودية، صالح الحميدان"، وفق الصحيفة.

وأضافت أن وزير خارجية النظام السوري، وليد المعلم، ونائبه فيصل المقداد، ومستشارة رئيس النظام، بثينة شعبان، وصلوا في29  حزيران/ يونيو الماضي، إلى موسكو للقاء بوتين لترتيب اللقاء.

وبيّنت أن وفد النظام السوري لم يخف دهشته، وهو ما عبّر عنه المعلم في مؤتمره الصحفي لاحقا بالقول إن "الأمر يحتاج إلى معجزة". لكن بوتين طلب حمل العرض الى رئيس النظام السوري بشار الأسد، فوافق. وبقي الأمر سرا، بحسب ما أوردته الصحيفة اللبنانية.

ونقلت الصحيفة انتقادات الأمير السعودي للنظام السوري خلال اللقاء، حيث قال: "في كثير من الأوقات كانت لديكم فرصة لإصلاح الأمور، لكنكم لم تستمعوا إلى صوت شعبكم". 

وأشار إلى أن "مشكلتنا الأساسية معكم، منذ وقت طويل، أنكم مشيتم وراء إيران التي نخوض معها صراعا كبيرا على مستوى المنطقة، ورضيتم أن تكونوا جزءا من الحلف الإيراني الذي نرى أن له أطماعا في المنطقة تهدّد كياناتنا"، وفق ما نقلته الصحيفة عن محمد بن سلمان.

في حين أثنى المملوك على "اتّصاف المملكة السعودية دائما بالحكمة والعقلانية"، ولكنه انتقد علاقتها بقطر.

وفي تقييم الصحيفة، قالت إنه "لا نتائج بعد اللقاء المعجزة"، لكن "ميزته الوحيدة أنه عقد"، فيما علمت "الأخبار" أن مدير الإدارة العامة للمخابرات السورية اللواء ديب زيتونة موجود في موسكو منذ فترة، لـ"متابعة تفاصيل لها علاقة بهذا الموضوع".
التعليقات (4)
الثقفي
الأحد، 02-08-2015 11:45 ص
بالمشمش : )
منتصر
الأحد، 02-08-2015 03:13 ص
ان كانت السعودية غير واعية بتركيبة النظام السوري الطائفي المرتبط بإيران فاللقاء جرى. أما إن كانت واعية فأعتقد ان السعودية لن تضيع وقتها مع هكذا نظام لن ينفك عن رأسه في ايران. إيران لا تحتل فقط دمشق بل إنها تحتل النظام الاسدي ككل، فمجرد التفكير في أن النظام في دمشق سينفك عن ملالي ايران هو ضرب من خيال ودليل عدم دراية.
عاصم يونس
السبت، 01-08-2015 12:30 م
يبدو أن جريدة الأخبار تسخر من كل من يقف ضد بشار لكنه يقف في نفس الوقت مع السيسي الذي لا يختلف عنه، ويبدو أنها غيرت اسم السيسي إلى المملوك ومصر إلى سورية وفبركت خبرا. وفي كل الأحوال من يدعم السيسي علنا لا يستبعد منه أن يقف مع بشار سرا ثم علنا.
بنت جنوب
السبت، 01-08-2015 05:59 ص
الله يخليك لأهلك